أن تكون قاصا بالمغرب معناه أن تقترب من سر المفارقة الدائمة في الحياة، اللغة ، التاريخ، المرأة و الرجل، القط والفأر، الشر الذي ينتج الخير، والخير الذي ينتج الشر! الرغبة والعجز.. أن تكون قاصا في المغرب فلا تستغرب! فهذا البلد فضاء القصة القصيرة بامتياز! كل ثانية في زمنه اللازمني يقدم حالة قصصية...
ها أنت تعود من جديد !!
(لوى الأعمى عنقه يسارا، مرهفا السمع لإيقاع جسم صلب يكشط الأسفلت.. كشط.. ك.. ش...ط)
- هل ورثته عن أبيك؟ !!
أضاف الأعمى، وهو يترقى، بأصابع مرتعشة الحائط القصير الذي وازى الخصر تماما.
ياله من صباح مبروك؟ ! كلام يطرد اللقمة من الفم !
(ولم يتوقف المقعد عن التجديف بضربات سريعة...
هذه أسماء عزيزة على الفكر والوجدان.. الموت غيب بعضها، والنسيان النابع من أمية أدبية متفشية، أجهز على الباقي.. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، والأحوج إلى الرثاء هم الأحياء قبل الأموات.
* مبارك الدريبي، قاص لم يدخل الجامعة، أو معهدا عاليا، وفضل دخول الحياة من بابها الواسع. حكاء المدينة منذ أن...
لا تعرض نفسك لظل غمامة، سرعان ما تنزاح، ويستمر في نفسك عمقها، هيا ارفع نجوم الله على كتفيك، وامض، لا تسترح، لا تنم، حتى تستريح عدد النجوم التي أفلت وهي لم تشبع من عناق حبات الطل، تلك التي أكلها المحيط خلسة، فضاعت فضيتها، وتاه التوهج في عتمة الزرقة. يا موزع الراحة، من أين تبدأ الرشفة العميقة...
كان فيما يتناقل من حديث حول مدينة ( بنغازي ) في شهر رمضان أن هناك ليلة قدسية تدعى ( ليلة القدر ) هذه الليلة ليلة وعد لمن يعد العدة لاستقبالها في هزيع الليل لتهبط عليه الملائكة و تهب له العطايا المرجوة من كل منتظر.. و ليس أمام الطالب إلا سرد الأذكار المتعلقة بالدعاء حتى يستجيب القدر له بمنحه ما...
اللي ايذوق خبز المدينة.. ماعاد يالف بوالي .. قول ليبي
إبراهيم النجمي
1
منذ أن عرف الخير من الشرّ سلخ “اصميده” عمره في تعقب الأغنام، الحرفة التي ورثها أبا عن جدّ، وكان كعادته أن أستيقظ مع نجمة الصبح فصلي وأطلق من فم الخيمة نظره في الأفق البعيد فرأي السّماء مغيّمة وقدّر من خلال هبات ريح باردة...
تأمل الصبي المنظر أمامه..
الشجرة الملونة على شكل نصف كرة مقلوبة.
الحديقة الدائرية الصغيرة.
الرجل المسن.
الورود المتشابكة، المتعددة الألوان.
تأمل الصبي المنظر حوله. السيارات المختلفة الأشكال والأحجام، تدور حول الحديقة الدائرية الصغيرة، تغمز بأنوارها في انتظام عجيب. الرجل المسن، يدور حول نصف...
أكثر من منفذ يمكن أن يؤدي الى ذلك الوكر الصحفي، مقرّ جريدة "الضباب". ومن وكر الصحفيين المغامرين هذا، نفرز صحفياً استعار من وليم غولدنغ تورية "ملك الذباب" ليسيطر على المدينة التي غدَت ساحةً للاحتجاجات السياسية العارمة، وأسلوباً في زرع التناقض الايجابي في صميم الانهيار الذي سُمّي ب"الفراغ...
ذاك الصباحُ حيّرني
كان الرئيسُ يحدثُ النساء عن أملٍ في الطريقْ
و حين تمشى الصباحُ قليلاً ،
صاح رجلٌ ؛ الولدُ الذي مر من هنا ،
و كان يتقافزُ مع الغنم بتر لغمٌ قدمه.
ذنبه,إنه كان يُقضي طفولته في البلاد الخطأ
و خريفكِ يا ملكالْ .
ذاك الولد سيستيقظُ من نومه
ويسألُ أخوانه من سرق قدمه
و سوف يحاولُ...
(إلى ليبيا أم العز المسماري)
ليبيا بدوية شرسةْ
تحب حين تحب من تشاءْ
وتكره حين تكره من تشاءْ
تسقي العابرين القاحلين،
بدلوٍ من أجاجٍ وغناءْ
وتستسلم لمن يطوقها بالقوافي
وينفذ إلى قلبها على صهوة الخيالْ .
ليبيا فرس جامحة
لا يمتطيها إلا من يركب الريح،
بلا سرج ولا لجامْ .
ليبيا نخلة سامقة
لا تمنح...
مقهى
فى أعلى الجبل العالى..
منفردٌ بمواجعهِ
وفريدٌ
لانادلَ يصرخُ
فى مرحٍ
آتٍ بعصيرِ الليمونِ الطازجٍ...
لا نردَ
ولاقهوةَ ستفورٌ
على الموقدِ
لا روادَ
أتوا من قاع الرملٍ
ولا ماءَ يزغردُ
فى الجرة
لابعض رفاقٍ سُمرٍ
كرنيم الشمس أطلوا
ينتظرون حبيباتٍ
ساعاتٍ
لاطيفَ مراهقةٍ خجلى
جلست
وانتبذت مقعدها...
عرفت سي مسعود في سوق الترك منذ امد بعيد، وكنت امر عليه وهو يجلس على الرصيف في مدخل السوق كان يفترش شوالا فارغا ويضع امامه السندان والصندوق الخشبي الصغير الذي يحتوي على الادوات اللازمة التي يعتمد عليها في القيام بحرفته وجردل الماء الصغير الذي يكون عادة مملوءا بالماء الاسود وقلما يكون بدون فردة...
إلى رشدي العامل (من قصائد 1998)
في قاع المدينة سوق للعتيق،
لأشياء يتيمة،
لتاريخ يسف تراباً،
لأعمار معفرة بالوجد، مبعثرة
للعزلة، مطعمة بالعقيق...
في سوق العتيق،
عثرت على بوصلة ل "ابن ماجد"،
ومسلة لأول شرطي في التاريخ،
محفور عليها "حمو رابي"،
عثرت على ورقة من "حديقة علي".
آه، كم أنت نائية عن...
رواية " أنا وحاييم " الصادرة عام 2018 عن دار ميم-الجزائر، ومسكيلياني للنشر والتوزيع-تونس، الطبعة الأولى والمتوجة مؤخرا بجائزة كاتارا للرواية العربية، تنقلنا إلى جزائر منتصف القرن العشرين، وما عرفته من أحداث صنعت تاريخنا المعاصر، من التحضير للثورة التحريرية إلى التخبط/الانحراف الذي ميز السنوات...
لكنّها للمرّة الأولى ترى عين الشّمس
الخنفساء المقلوبة على ظهرها الآن،
وتضحك.
* * *
حين كان الذّئب عند العتبة،
كنت أمشي وحيدة، فتميل الريح.
أجرّ خلفي بحارا ومحيطات
أجرّ جيوش حيوانات وأسماكا.
كنت فراشة تجرّ كركدنًا
وتضحك.
* * *
حين كان الذّئب عند العتبة،
كنت في حجْر البحر، أصوّر له كيف يخفي الذّئب...