مختارات الأنطولوجيا

حين كتب أبو الدراما الحديثة “هنريك إبسن” النرويجي مسرحية “نورا… بيت اللعبة” في القرن التاسع عشر، كان ذلك بمثابة هزّة بل انتفاضة في ضمائر الأوروبيين وعقولهم: كما نُظر إليه على أنه تحريض على خروج المرأة هناك، أخيراً، من حِجرها القسْري، فلقد عبّرت (نورا) عن روح الحداثة التنويرية، حين رفضن الاستكانة...
...إيه الأساطيل لا ترهبوها قفوا لو عراة كما لو خلقتم وسدوا المنافذ في وجهها والقرى والسواحل والأرصفة انسفوا ما استطعتم إليه الوصول من الأجنبي المجازف واستبشروا العاصفة مرحبا أيها العاصفة.. مرحبا... مرحبا... مرحبا أيها العاصفة مرحبا أيها العاصفة... احرقوا أطقم القمع من خلفكم فالأساطيل والقمع شيء...
وقتَ صلاتِها للماءِ طَلَبتُ حُباً، . رفَعتُ ذراعَيها وانهَمَرتُ بهَيئةِ الصَلْبِ فيما وراءَ البئرِ، خَلَّلَني شَعرُها فوقَ قلبي التَعْسِ أن أهَبَ الطبيعةَ عنصُرَين من الألمِ، وأهُبَّ مَحموماً أمامَ امتدادِ الجمالِ في فَردِ الذراعَين على مِنكَبَيّ وخارجي. شفتاي . حَوَّمَتا ـ وفَتَحتُ الأمانَ...
المُمرّضةُ التي تُصرُّ على تغييرِ ملاءاتِ سريري البيضاء بنفسها، وفي نفس التوقيتِ تمامًا، تمَّ طردها هذا الصباح من المشفى بتهمة سرقة أزهارٍ من غرف المرضى وازعاج الأموات. البارحة، حدّثتها عن الرائحة الضيّقة للشعر في جسدي المفتوح. حدّثتني عن بكاء أطفال في راحتيها. عن مضاجعةِ الأموات، التي لا تؤذي...
دودٌ نوويٌّ ينخُـرُني يأكلُ خبزَ الرّوحِ، ترابَ الذكرى الغالي وتذيبُ الوحشةُ أحوالي قهرٌ يصنعُ سلسةَ جبالٍ يرميني ما بين جبالي يربطني من جبلٍ للجبلِ التالي يطلقُ فوقي عرباتِ النار تهشّمُ عظمي وتشدّ تشدّ شظايا اللحمِ هنا وهنا وأنا، أنتَ، ونحنُ هنا قمحٌ لطواحين القتل العبثيّ البالي وأنا نحنُ...
قالت لي أمي: اذهب إلى جارتنا وقل لها هاتي الأمانة. فسألتها وأنا أهم بالذهاب.. وما الأمانة؟. قالت وهي تداري ابتسامة: لا تسأل عما لايعنيك ولكن احفظها عندما تتسلمها (كأنها روحك ). وذهبت إلى جارتنا وبلغتها الرسالة، تحركت أعضاءها لتطرد الكسل وقالت: يجب أن تر بيتي قبل ذلك وأمرتني أن أتبعها ومضت أمامي...
هكذا تختبئ المدن في الصمت كلما غادرت الذاكرة صدر الماء.. لو تعبت الدروب من الريح لتوسدت الشرفة وجه الحقيقة ولانتحب الأمس قصص اليأس.. لو ينزف الحائط تنبؤات الإسمنت.. لاشتاق العالم لحاسته الوحيدة كيف يخطط الشعراء ضوءًا ثملًا بالاستعارة.. هكذا وبدون أحاديث العتمة ترقص الأرض بفستان الرؤيا كلما اقتنع...
في التراث الإغريقي ثمة تفريق بين الشعر والغناء. فالأول يقوم على الوزن، والثاني يقوم على الإيقاع. وفي التراث العربي الجاهلي نجد ما يشبه ذلك في التفريق بين الشعر والحُداء. فالشعر الجاهلي، كما نجد في المعلقات وما سبقها، يقوم على الوزن الذي يأتي بداهة عند امرئ القيس أو هوميروس، ومن تبع هذا أو ذاك...
لحظة حب لحظة موت بتعلقي دائما في فراغ لا يملك ناصية تندلقين في إناء ليلتي دون خوف واني لا احتاجك لأنني لست احد إلا سواي تقع أحلامي من جيب الكلوث يلعب بها الأطفال \\ الغميضة \\ وقصاصات الورق تأخذها المعلمة \\ العلوم \\ لمسح أثدائها وتعلمهم الدورة الدموية تسيلين دمي استنفار جيش في الحرب أملئ...
مازال حبيبي شاعرًا. ومازلتُ ألْعقُ قصائدهُ حلوى، فلا يحْلُو. هو، لا يخونُ حِميتهُ ليلاً، يغمِسُني في البحر، ويأكلُ أصابعَهُ عند الشاطئ. أنا، أعضّ على شفتي، وأكتُبُ شِعرًا، عن حبّةِ ملحٍ تأكُلُ جثّتيْن.
مشكــلة الالــــتزام د / رمضان الصباغ أولا – سارتر والالتزام (1) الشعر والفنون والالتزام. I- الفرق بين الشعر والنثر. ب- عدم التزام الشعر والفنون المختلفة , عدا النثر. (2) الكاتب والالتزام. أ- معنى التزام. ب- معيار الالتزام. جـ – نقد الاتجاهات غير الملتزمة...
يعد العمل هو النشاط المميز للجنس البشرى والذى ينفرد به عن سائر الكائنات، ولما كان الفن فى صورة من صور تعريفه يمثل أحد أشكال العمل الإنسانى وتجلياته. ولذا فإن حياة الإنسان إذا كانت قد ارتبطت منذ البدء بالعمل، فهى بشكل آخر قد ارتبطت بممارسة الإنسان للفن(1). فلقد ارتبط الحس الجمالى بالإنسان...
يعَدُّ النّص الأدبي سواء كان شعراً أم نثراً فنًّا مُؤوِّلاً للعالم؛ أي إنّه نص يسعى إلى فهم العالم بوصفه خطاباً لا يتكوَّن من حروف، بل من أفعال تستهدف موضوعات معينة؛ تساير تقلّبات المجتمع في زهوه وانتكاسته، فكانت تجارب أنتجتها عقول الكتّاب المبدعين الذين يحاولون فهم العالم من خلال إرجاعه إلى نسق...
إن صفة "جميل"- ومعها "حَسَنَ" و"جذاب"، أو "عظيم"، و"روعة"، و"مدهش"، وألفاظ أخرى متشابهة- جميعها نعوت نلجأ إليها -في الغالب للإشارة إلى ما يعجبنا. ويبدو أننا نعرف الشيء الجميل على أنه الشيء الجيد. وفي الواقع، إن التاريخ أثبت في عصور مختلفة ذلك الارتباط بين ما هو جميل وجيد. وإذا ما أردنا أن نحكم...
كزهرة الفلّ حين تموتُ، أكتبُ: بلادي، بحنانِ إوَزَّةٍ من دونِ ثديٍ، كأني عنصرٌ جَزّه المِقَصُّ إلى سَجنٍ رهيبٍ، ليهاجمَ بعضي بعضي، وقد صِرتُ مَجنوناً من الغيظِ ـ أُنيرُ ليلاً في طريقي إلى المذبحِ، وإن يكُن بمرارةٍ، إلا أني أتعذّبُ وهي تصرخُ، تقفزُ على بطني، وأنا "قوِيَ الضعفُ فيّ"، بلادي...
أعلى