ضوء عينيك أمْ هما نجمتان = كلهم لا يرى وأنت تراني
ارم نظارتيك ما أنت أعمى = إنما نحن جوقة العميان
نزار قباني في رثاء طه حسين
هذان البيتان خير تعبير عن المسيرة الفكرية التنورية لعميد الأدب العربي لطه حسين الذي تحل ذكرى وفاته السادسة والاربعين اليوم. فهذا الرجل العظيم والمفكر الكبير، أثرى المكتبة...
صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ.. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكَّر
سال دمي
أتذكَّر
مات أبي نازفاً
أتذكَّر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكَّر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكَّر حتى الطريق إلى قبرها...
الشعر…. ذلك الاحساس الرائع والشعور البديع .. لحظات تجلي تعتري النفس الانسانية فتاخذها علي سجيتها وعلي حين غرة.. انه احساس يولد فينا الشعور بالحياة وطعم الحياة دون تزييف او تحريف فيبرز الجامد في صورة المحسوس الملموس ليضيف الينا مسحة جمالية تتغلغل في النفس الانسانية دون استئذان .
انه طائر يحمل...
التقينا ذات صباح مشرق ونضير , كانت السماء ملبدة بالغيوم وحبيبات المطر الصغيرة تتساقط علينا فتكسو جسدها النحيل لمعانا يختلط مع لون سترتها وتنزلق منها علي الارض كانها دموع طفل يبكي بغير صوت جلست علي الاريكة وهي تتمتم بكلمات لا اكاد اسمعها لكنني فهمت منها انها تلعن الزمن الذي اتي بها الى هذه البلاد...
بين لاه في القراءة ومتصفح، وجدتني أتخذ سمة الجد وأقرأ متفحصاً ما يرتسم من تعابير وما يشار له من افكار، ولعل أول ما استهواني في الكتاب هذا النمط الكتابي الذي نجده في الحكايات الشعبية والحكي اليومي
بلطفه ولذعه ولمسات الواقع الحي فيه، فنحن في "منامات ابن سيا" نجد السخرية المرة المكسورة بمزحة...
ظلت ذراع الرجل العارية مرفوعة فى مدخل المنزل العطن، والناس تتمعن فى كل شرخ أو تنميلة فى واجهة البيت علها تتبين تلك الحركة الثعبانية المتوقعة، كل العيون ظلت مشدودة تتفحص المداميك وخشب الواجهة وجريد السقف وشروخ الحيطان.
ــ آخذ جنيه..
ومد ذراعه الرفيعة الشرسة إلى أعلى، إلى آخر الأعلى حتى كادت...
سألتُ الشارع المطروح في صبرا
عن البنتِ التي كانتْ ..
تزيّنُ شعرها فلهْ
عن الطفل الذي ما زالَ
يبكي إن رأى ظلهْ
وكان الصمت خلفَ البابِ
والجدرانِ والطرقاتْ
هنا كانوا ..
هنا شدّتْ على كفي
أصابعُ طفلةٍ .. طفلهْ
لماذا كلهم ذهبوا؟؟
لماذا كلهم رحلوا ؟؟
* * *
هنا صبرا …. وشاتيلا
هنا دمنا …
سنرسله...
أعيذك أن يعاصيَك القصيد = وأن ينبو على فمك النشيد
وأن تعرو لسانك تمتمات = وأن يتفرط العقد الفريد
أعيذك ان تتوه بكل واد = وأنت لكل سامعة بريد
فكن كالعهد منتفظا شبابا = وجود أيها اليفن المجيد
فقد آلى وريدك ان يغني = بحب الناس ما نبض الوريد
وقائلةٍ أمَا لك من جديدٍ = أقول لها: القديمُ هو الجديدُ...
الى الذين سيتيح لهم/ن زمنهم/ن الى قراءتى
ستكون هذه احدي محاولات متناثرة لكتابات لا ادري مسمياتها فهى ليست بالخواطر وليست بالقصة القصيرة حسب فهمى وقراءتى للقصص القصيرة الا انها بعض من اشياء تسكننى فا ستميحكم/ن عذرا بان اشارككم بها مستهلكا قليلا من الباندويث فربما تثير شجون بعضكم/ن او تحفز...
في سوق المدينة المركزي. وفي اجمل شارع فيها.. برزت مكتبة صغيرة لبيع الكتب والمخطوطات النادرة. وعلى الرغم من ضيق المساحة فان المكتبة كانت تلبي كافة الطلبات.. يزورها المهمومون بالفلسفة والتاريخ والفنون والعلوم من سائر انحاء القطر.. وكانوا دائما يجدون ما يبتغون. حتى سرت مزحة في المدينة ان الوراق...
كان الليل الطويل يتسرب من بين أظافري ..
ورياح الشتاء الجافة يئز صريرها المتقاطع حدقات الذكري ويوقظ أشجان القلوب .
فكلما سقطت ورقةٌ جف غصنها ،، حملته أمي وغزته غزاً وحشرته حشراً في حوشنا الكبير . الذي لايخلو من حصائر من أعواد الكريكدان ومطارق العرد والغبيش .
تمضي الحياة ولاشيئ هنا...
في لحظة ، تحت وطأة أمور ضاغطة ،خالجته مشاعر متضاربة ، فقد اعتاد أبداً ترويض نفسه على الصمت ريثما يستعيد نضجه العقلي ، ولكن هذه اللحظة كادت أن تغتاله غيلة ، دون أن يرجف لها طرف ، فتنهد طويلاً ، دارت في ذهنه عدة تساؤلات وهو يقول ماذا أريد من هذه الحياة ؟؟ حاول أن يفك طلاسم حياته التي أصبحت دوامة...
كان البارودي في أول عهده بالنفي متحفزاً متوثباً، بل كان ثائرا مهددا، يرى إنه لم يقترف ما يستحق النفي من أجله، غير إنه دافع عن دينه وعن وطنه، وليس ذلك ذنبا يستحق أن يحاسب عليه ويغترب، وهو لذلك غير نادم على ما قدم، وغير خاطئ فيما فعل، وحسبك أن تقرأ هذه الأبيات لترى فيها الثورة النفسية العنيفة...
وضعت الثورة العرابية أوزارها، وقضى على كثير من زعمائها بالنفي إلى جزيرة سيلان التي تقع جنوبي بلاد الهند؛ ففي أواخر عام اثنين وثمانين وثمانمائة وألف أبحرت السفينة من مصر تقل البارودي ومن معه من الزعماء إلى هذه الجزيرة، وقد رست السفينة بهم في ثغر كولومبو حيث قدر للشاعر أن يعيش مع رفقائه سبع سنوات،...