ترتفع حدة التوتر.. فجهاز القلب يرسم خطوطا مستقيمة لا حراك فيها.. تتداخل الأصوات.. أوكسجين.. أوكسجين.. انخفاض في معدل ضغط الدم.. اصفرار.. زرقة تصبغ أوردتها فتتحول الأطراف إلي قطع من ثلج.. استسلام للمغادرة، ويتيه الإدراك.. ثم غياب تام وسط تمتمة أشهد أن لا اله إلا الله.. محلول يضاف لتلك الإبرة التي...
في الحيانية
أو حي الحسين بعد احتراق المشير
كنا لا ننام
في ظهيرات الأصياف القاسية
نحن أولاد الحيانية الوقحين
فليس في بيوتنا
ما يغري بالهدأة
كانت من قصب وطين
وحين يدخلها الضيف
تعترضه حبال الغسيل
التى قلما تخلو من أسماك مجففة
كانت الشوارع من سبخ ووحل
لا يخلو من طيور شائهة
كان المسجد وحيدا
وبعيدا...
وتلام أنّك لست كما يريدون
وتلام أنّك وحدك
وأنّك عصيّ على الدّمع
وأنّك عصيّ على البذاءة ووضاعة العقول والأرواح
وتلام أنّك لست على باب أحد (ليأويك) ولا أنت في كيس أحد لتصفّق له
وأنّك لا ترى الفضل ضوضاء وفوضى وجلابيب قول مهترئة فضفاضة يقولها أهوج في متّسع من الفراغ واللاّقيمة
وتلام أنّك لا ترى...
✍ لقاء فاحص صعب المراس
*مباشرة يتوجّب القول بأن كسر الحاجز الكتابي لثقافة المجتمعات وما درجت عليه من التلقي مازال مهاباً لدى الكثيرين من الكتاب العرب على شغفهم بذلك، فقط ما يحجزهم ويصدهم عن ذلك النوع الكتابي والموضوعي عدم استعداد الكثير من مجتمعاتنا تلقي مثل هذا اللون الذي تعثر فيه الكثيرون...
شكواك للناس منقصة ومن
من الناس صاح ما به سقمُ .
الهم كالسيل والأمراض زاخرة
حمر الدلائل مهما أهلها كتمُ .
فإن شكوت لمن طاب الزمان لهُ
عيناك تغلي ومن تشكو له صنمُ .
وإذا شكوت لمن شكواك تسعده
أضفت جرحا لجرحك اسمه الندمُ .
هل المواساة يوما حررت وطناً
أم التعازي بديل إن هوى العلمُ .
من يندب الحظ...
احترف أديب مهنة الحكواتي، فكان يذهب للمدارس ويروي القصص للطلاب، وفي أحد الأيام، بعد أن أنهى رواية قصّتين لطلاب المدرسة في قرية دير الأسد، رافقته في اللقاء طالبة من الصف الثالث تضج بالحياة، طالبة تعشقها العين من النظرة الأولى، فالحياة التي تسري في بدنها تفوق ما في بدن فيل. كانت الطفلة برفقة أمها...
كان القرن التاسع عشر ذا أهمية خاصة في الولادة الأوروبية الجديدة التي ما تزال تجلياتها موجودة حتى عصرنا، وإن بصيغ وإضافات جديدة. فنحن شاهدون عليه، ومتأثرون به، وإن بنسب مختلفة من حيث البنية والوظائف. أما هذه الحيثيات الأخيرة فقد راحت تتبلور وتتضح في طريق مترع بالآلام، وبقدر من ردود الفعل والصراع...
تكتمنا الفرح، وتظاهرنا بالبكاء، بينما تحفر لي بمسمار عشقها عنوانا لا أعرفه، خرجن من أزقتها بملابسهن السواداء، وبكين، ولطمن الوجوه على ما حدث وما سيحدث، يبكين الذين راحوا والذين في طريقهم للرواح. وانطلقنا إلى سراب من الأغنيات بعد أن خلعت الحذاء وقررت أن تفرح بلا توقف وظلت تقفز بين صور لأطفال لم...
عندما استيقظت الجدة ذات صباح جميل ، اشتهت أن تملأ أحشاءها بلحم بري مشوي ، رفعت منخريها الواسعتين إلى الأعلى قليلاً ثم سحبت إلى رئتيها جرعات متتالية متعجلة من الهواء الطازج ، أن ثمة رائحة ذكية لشواء تعبث بمكامن رغبتها اشارة من الطبيعة للإجهاز على لحم بري، ولكن لم يكُ الأمر بهذا اليسر إذ لا توجد...
كنت أعمل في أحد المدارس في هذا المكان حيث لاحظت أحد الطالبات التي تتمتع بجمال لا يمكن ان تغفل عنه عين إلا أنني ابتعدت بنفسي عن خوض مثل تلك التجارب نظرًا لعدم امتلاكي القوة الكافية لخوض تلك المعارك الغرامية وكذلك فكرة أن يكون طرف تلك الحكاية طالبة لدي في المدرسة.
استمر الحال كما هو إلا أن مشاعري...
كانت طفلة صغيرة نحيلة تتمتع بالبراءة وذلك بدا واضحًا من تصرفها العفوي حينما تقدمت مني وأنا رجل غريب حتى أساعدها في أن تقوم بضبط وتعديل الحمل الذي تحمله فوق رأسها، وبالنظر لما تحمله فوق رأسها تشعر بمدى تعقد المسئولية، حيث تحمل فوقها صينية بطاطس وأعلى الصينية يستقر طبق لتغطية الصينية بدأ في...
مشهد رقم 1
المكان مكتبة ماريا مولينر، مؤلفة أهم قاموس في اللغة الإسبانية، بمدينة ثاراجوثا.
أيوه ست ومحترمة، ومؤلفة قاموس يضاهي ويتفوق على قاموس الأكاديمية الملكية للغة. مكتبتها أصبحة جزء من حرم جامعة ثاراجوثا. في أول تعارف بيني وبين الثقافة الغربية على أرض الواقع، قبل ما ادخل فكرت في البعد...
بدأت قصة معرفتي بالدكتور عبد الوهاب المسيري بقصة في منتهى السذاجة والجهل من جانبي فأول معرفتي وأول مرة أسمع اسم دكتور المسيري كنت وقتها لازالت طفلة مراهقة صغيرة تخطو أولى خطواتها نحو الجامعة في بداية الألفية الثالثة من القرن وكنت أبحث عن عمل وطلبت من زميل أن يساعدني وبعد فترة أخبرني أن دكتور عبد...