أبو حيان التّوحيدي، الكاتب ذو الاعتبار، عاش على وجه الخصوص في بغداد، في الريّ، وفي شيراز التي بها مات حوالي 414 هـ ( 1023 م ). يبدو أنّه راكم خيبة على خيبة، ولو أنّه تردّد على شخصيات متنفّذة، لم يجن من ذلك إلاّ حياة تقتير، والكتب التي كان ينسخها للغير لم تؤمّن له إلاّ موارد هزيلة. إنّه الذي...
يميز جورج لوكاش بين الواقعي والحقيقي. فالواقعي ما وقع فعلا، أو ما هو ممكن الوقوع. أما الحقيقي فهو ما وقع فعلا، لكنه قد لا يكون واقعيا، أي أنه مناقض لما يجري في الواقع إجمالا. فقد نجد مثلا إقطاعيا أو رأسماليا مختلفا عن غيره ممن هم في طبقته: إنه يعامل الأقنان أو العمال معاملة حسنة، ويعطيهم حقوقهم...
أسمعهم يقولون ما يقولون. أسمعهم الآن.
سمعتهم البارحة. ما يقولونه اليوم هو نفس ما قالوه البارحة.
لكن اليوم، يختلف اختلافًا كليًا عن البارحة.
اليوم السماء تمطر.
البارحة كانت الشمس تلوّن السماء بالأزرق والنور مشع.
ما سمعته اليوم هو محاط بالغيوم السوداء.
البارحة، ما قالوه كان ملوّنًا بألوان...
نعيش دون أن نشعر ببلدنا تحت أقدامنا
أصواتنا لا تسمع على بعد عشر خطوات
في أي حديث عابر مهما ابتسر
جبلي الكرملين لا بد أن يُذكر
أصابعه الغليظة دهنية مثل الديدان
كلماته فصيحة وثقيلة كعيار الميزان
وشارباه الصرصوريان يضحكان
جزمته اللامعة تخطف البصر
ومن حوله رعاع من القادة بأعناق نحيلة
وهو يتلاعب...
كانت لخاله بنتان! ربط الحب بينه وبين صغراهما بأوثق رباط، فتعاهدَا على أن يتوجَا هذا الحب بالزواج، واغتبطت «عزة» بهذا العهد، رغم ما كانت تعلمه من رقة حال ابن عمتها، لأنها كانت تلمح في بريق عينيه ذكاء، وفي نبرة صوته حزمًا، وفي حلو حديثه سحرًا ومنطقًا، فكانت تؤمن بأنه سيرتفع إلى مراكز سامية،...
صيدنايا بلدة صغيرة بالقرب من دمشق، كل منازلها تقريبًا أكواخ بالمعنى الصحيح، وليس فيها بناء كبير يستحق الذكر سوى ديرها المشهور، وهو بناء على شيء من الفخامة، مبنيٌّ على ذروة تلٍّ تشرف على جميع الجهات التي حول البلدة القائمة في السفح، وليس في كل تلك الجهات موقع أجمل من موقعه — إنَّ احتلال الأديرة...
الجوقة
تحتضر الطيور في الاوكار
تنطرح الوحوش في الكهوف
تنكفئ الثعالب الشمطاء في الاوجار تنجذب الافيال
الى مكان صامت في اخر الغابة
مزدحم بالعاج والهياكل
حيث تموت موتها.
ووحده يموت في داخله الانسان
في العالم الباطن.
في مركز السريرة الساكن
يموت في غيبوبة الذكرى.
يموت في لحظة.
يكابد القيامة...
كنا نتلاقى فى شرفة لوكاندة الأقصر كل مساء : أصحابى الثلاثة وأنا . جمعتنا الغربة وألف بيننا الشباب والفراغ والكسل . وكان أكثر حديثنا – كالشباب – عن المرأة . كان كل من الأصدقاء الثلاثة يبوح بتجاربه همساً . أما أكبرنا سناً فمدرس وله شهرة خاصة عن النساء وبسبب فضيحة سابقة نفته وزارة المعارف إلى...
كان المرحوم محمد أفندى زيدون كاتباً بقلم الشطب فى بلدية الأسكندرية . أين هو الآن إنه الآن نائم فى مقابر “الغفير” . إنه انتقل من صبر طويل ، إلى يوم طويل . من قصة احتملها بدون أن يفتح فمه إلى رقدة أطبق فيها فمه مكرهاً .
لو تكلمت مقابر الغفير لقالت إن جنازته سار فيها أربعة أشخاص بالعدد ،...
جلست فيفى أمام المرآة ، وبينما هى تضع الأحمر فى شفتيها ، وبينما هى تفكر فى إخوتـها الذين ينتظرونها . وفى السينما التى ستذهب إليها معهم . خطر لها خاطر أضحكها . أن الفرق بين المرآة والمرأة بسيط مدة وهمزة كل ما هنالك .
هل لاحظ ذلك مجدى الفيلسوف الشاعر الذى لا يفوته شئ ؟ إن لم يكن قد لاحظ...
على وهمٍ بنا؛
تمضي هنا الأيامُ
بلا معنى نُداريْ عجزنا،
ونُضيفُ أكلافاً لصبحٍ لا يرفُّ
فكمْ أُنثى تناوبها الحنينُ:
لإبنٍ ...،
لزوجٍ لم يُطاوعهُ الإيابُ
فهلْ هذي فروقُ الوعيِّ؛
أمْ خللٌ هنا في دمي لا يجفُّ؟
على وهمٍ
نرى أسلافنا، لا كما كانوا
نُضيفُ الوهمَ في أحلامنا
كيْ نرى ما لا يُرى؛
هلْ هكذا...
أقيم قبل سنوات ملتقى القصة القصيرة في إحدى مدن الغرب الجزائري، وقد حضرته نخبة من النقاد وكتّاب القصة في ذلك الوقت الذي شهد ندوات ولقاءات ونقاشات مكثفة، ولأنّ أغلب المسؤولين لا يهتمون بالكتاب والكتابة والابداع واللغة، فقد افتتح الوالي أشغال المهرجان بقوله: “مرحبا بكلّ من هبّ ودبّ”، معتقدا أنه...
- 1 -
- هييييييه .. النقطة نزلت .. يا ولاد ..النقطة نزلت .. يا ولاد...
كنت بالدار استرق السمع لأخي الأكبر ، وهو يستذكر بصوت عال .. كان ينطق كلمات غريبة .. يرددها مراراً .. ثم يكتبها بحروف متشابكة من جهة الشمال .. سمعت صياح العيال .. وميزت صوت ٌاسمعين ٌ الحاد ..
- النقطة نزلت .. يا...
الساعة السابعة مساءً
يهرول المساء مسرعاً
قف لحظة قلت له: إلى أين؟
قال: هل أنت أطرش؟ الأموات بدؤوا بالغناء.
قطرة دمع بلورية على
خد طفل، دخلت الدمعة
إنها قبلة من ضياء بلا ظلال
هيروشيما، ناغازاكي، البوسنة… طفل الحجارة.
وخلال دقائق تعرفت
على وجوه جميع القتلة
فأغلقت كتاب التاريخ
فاهتز نشواناً… إنه...
هذا العالم تأكله جرذان الكومبيوتر
قل لي هل يلد العقل جرذاً؟
■ ■ ■
الليلة كتبت اسمك على أرض غرفتي،
ومضيت أتسلّق الجدار ماشياً
كما لو أنَّ هذا الكوكب بلا أحذية.
■ ■ ■
ماذا سنفعل لو وقفنا جميعاً، تشكيليين، وشعراء، وموسيقيين، أمام مقبرة جماعية تحوي آلاف جثث البشر الذين قتلوا رشاً ودراكاً أمام...