مقالة

أول العلوم عٍلم الحَرف، فهو الذي تقوم على أساسه كل العلوم، وهو الذي يُعُرِّفُ الناس ببواطن الوجود، ويقيهم من تصحيفها ويُطلعهم على أصوات الكون ولغاته، وعلى لغات الله فيه. ولذا اشتد ولَهُ الصوفيين ،والحروفيين به، وبالفضاءات التي يتمرآى فيها الحرف، وبخاصة الشعر، إذ هو الأصل في ترتيب الحروف التي هي...
يقول منظِّرُ الحداثة الجماليّة شارل بودلير: "إنّ العنصر الفريد في الجمال إنّما يَلقى منبعَه في الذات، ويَصدر عن لواعجها وأهوائها. وبما أنّ لكلٍّ منّا أهواءه الخاصّة، فلكلٍّ منّا جمالُه."[1] وهذا بمجرد ما نتحدث عن الصحراء يتبادر للذهن انها ارض قفراء ، فنتساءل: ما الجميل فيها حتى يعشقها الانسان...
صدر مؤخرًا عن مؤسسة بسمة للنشر والتوزيع بالمغرب، كتاب (بلاغة الانتصار في نثر الجاحظ، مدخل تحليلي إلى المشهد السياسي في الثقافة العربية القديمة) للكاتب بلال داوود. يتناول الكاتب فيه، جانبا من جوانب الفكر عند الجاحظ في مدونته الواسعة، و يتحدد ذلك بشكل أساس في الجدلية بين نصرة الجاحظ لفئة أو جنس...
نادرًا ما تُجمِع قلوب عامّة النّاس على محبّة شخص ما، كما حصل للداعية الإسلاميّ الدكتور (محمد راتب النابلسي)، فهو سوريّ التابعيّة، معاصرٌ له دروس ومحاضرات في الإعجاز العلميّ والتفسير القرآنيّ، مُتّبِعًا أسلوب المنهج العلميّ والمعرفيّ، اشتهر بسلسلته أسماء الله الحُسنى، والشمائل النبويّة. تميّز...
هل يملك الإنسان أيامُه في هذه الدنيا أم هي التي تملكه ؟ هل يعيش أيام حياته ، وتركها تمر إثر بعضها لا يمكنه التفريق بينها في شكل أو مذاق أم يعيش حياة أيامه لحظة لحظة ، ولا ينتقل إلى غيرها إلا وهو يحمل في روحه عبقها وفي فمه لذة مذاقها ، وفي عينيه بهجتها ؟ نحن لا نملك أيامنا ، فلا يملكها إلا...
في صغري .. كنت أمقت النظر إلى وجهي ؛ رغم البراءة والحزن اللذان تلبساه ، خمس سنوات مذ خطوت إلى الصف الأول " بمريولي البيج " حتى وصلت إلى الصف الخامس ، ينتقل معي عاما تلو آخر نفس ثلة الأطفال الأشقياء .. ينجحون على الحافة ، وأفوقهم بالمراكز الأولى ، لكنهم لا يتورعون أبدا عن الكيد لروحي ، والسخرية...
" عش ذاتك " من أعجب ما يواجهنا أثناء مسيرة حياتنا، أن نكتشف فجأة أرواحنا وهي تسكن أجسادا لا نعرفها، أو نرى أجسادنا قد انتهبتها أرواح لم نخبرها من قبل، أن نرى أنفسنا فجأة بشكل يختلف عما ألفنا أو توهمنا طوال أعوام، نستيقظ من سبات ربما طال أو قصر لنفجع بحقيقتنا، ونظل ندور في فلك أسئلة تبحث عن كشف...
ما أجمل عمر المراهقة وما أقساه ! فيه تتفتح زهرات عواطفنا، وينبض قلبنا الغض لكل جميل، تتصارع أفكارنا وانتماءاتنا، وتثور حرارة الاندفاع خلف كل غريب وطريف في دمائنا، نفارق طفولة ندية كنا ننعم فيها بدلال وتواكل لا حد له، لنستقبل عنفوانا وتمردا، طموحا وآمالا، مثابرة ومسؤولية نتطلع لها، نعشق عالم...
عندما تحيطنا الأجواء الشتائية ، ونتنسم نسائمها المنعشة التي توحي برودتها بنقاء عجيب ، نتذكر طفولتنا ، وسني مراهقتنا الأولى ، ونحن نلعب أمام بيت الجدة تحت زخات المطر ، فإذا اشتد البرد وقرس الجو ، احتمينا بدفء الدار المبنية بالطوب اللبن ، تلك البيوت القديمة التي كانت - رغم بساطتها - تلم الجميع في...
أقبل الشتاء ، وأقبلت معه زخات المطر وسكون السحر ، وتعانقت فيه أنفاس البرودة وأحضان الدفء ، أحن فيه إلى خبز جدتي وطهوها البسيط ، ونحن نتحلق دوة الجمر نستدفيء بشعاعها وحنان حضن الجدة الممزوج برائحة الطين اللبن المعتقة بالجدران. يطرق المطر سطح بيتها المصنوع من السعف فتساقط علينا بعض قطراته في...
في زيارتي مؤخرا للبنان ، كان لزاما علي أن ألتمس عبق الفن والأدب والأناقة والسحر والجمال الذي كلل كتابات معشوقي الأول في الشعر جبران خليل جبران ، فمذ ناهزت الثالثة عشر بدأت جوهرة الشعر تتبلور في مخيلتي لتأخذ مكانها على ساحتي الاجتماعية ؛ فيلقبني المحيطون بالشاعرة ، كنت وقتها أستقي من نهر شعراء...
ماذا لو أعطيت كل صباح أربع وعشرين خزانة، وطلب منك أن تملأ كل ساعة، واحدة من تلك الخزائن بما يمكن أن تجده بعد عشرين عاما في انتظارك، فبم ياترى ستملؤها؟ هل تفحصت ذاتك جيدا؛ لتعرف ما يمكنك أن تحتفظ به بصدق لسنواتك المقبلة؟ وهل تفكرت في سني عمرك التي تنسرب من بين أصابعك كماء هارب كيف يمكنك أن...
هل سألت نفسك يوما لماذا خلقت؟ ربما تكون الإجابة هي أن الله خلقنا جميعاً لنعمر الأرض، فكل البشر مستخلفون فيها لأداء دور معين. وهل تساءلت داخلك وبحثت عن دورك في تلك الأرض؟ أم أنك مازلت تمثل عليها دور المستهلك فقط؟ لا شيء في هذا الكون خلق عبثا، كل فرد منا موجود في هذه الحياة لحكمة، فإن أدركت دورك...
أعلى