نصوص بقلم نقوس المهدي

ربما لم يبق من الجيل الذي عاصر الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا إلا العدد القليل منهم، وأنا أحد من عاصروه. لقد كُتب الكثير عن جبرا الروائي الذي حاول ان يتخطى الأسلوب السائد في كتابة الرواية، وجبرا المترجم الذي حافظ على جمالية النص، وجبرا الناقد إذ كان يعتبر من أهم النقاد في تتبع الساحة الثقافية...
في هذه المدينة الكبيرة، عندما تستوقِف أحدهم، وتحكي له عن زمنٍ كان فيه بَشَر مُهدَّدُون في أعزّ ما لديهم؛ فإنّه لن يُصدِّقكَ. هذا جِيل يتفاخَر بِفُحُولَته. ** كُلُّ شيء يبدأ بِخاطر مُلحّ. والخاطر قد يكون غائما، ومع الوقت يتحوّل إلى هاجس. رجل يجلس على قاعدة الحَمّام، مثل باقي الخَلْق. يفكّر...
نظرًا لوجودها لفترة طويلة، ولأنها لا تزال تُعتبر في كثير من الأحيان شكلاً من أشكال الرسم المتدهورة أو الثانوية، فقد تلقت الصورة الساخرة عمومًا القليل من الاهتمام لبيئتها أو خطوطها الجانبية – باريرجا" 1 ". وهكذا فإن توقيع رسام الكاريكاتير، الموجود في زاوية الصورة أو في هوامشها، لم يتم فحصه لا من...
Jacques Derrida 1- الازدواجية. إنها كلمة يستخدمها جاك دريدا بشكل غامض. ويربطها في بعض الأحيان بالحضور، بالوجود، بالميتافيزيقا؛ ويضعها أحيانًا في جانب الاختلاف والتفكيك، وكأنها تستطيع الإفلات من انغلاق الأنظمة. هذه الازدواجية ليست متناقضة، إنما استراتيجية. والفكر ذو شقين: من ناحية، يواجه ما...
لا أخفي سراً سيّدتيْ لا وطنٌ ليْ لا حلّان لكي أختارْ أنتِ الوطنُ المَوعودْ والحبُّ.. وشَعبي المُختارْ هاتي قاربَ عينيك ليحمَلَنيْ فتركتُ على الشَّاطئِ أوجاعاً مِنْ وَطَنيْ تمضغهُ أطفالُ الوطنِ وغَداً لنْ ينبتَ قمحٌ وسنابلْ وسيكبرُ وجَعُ الأطفالِ رصَاصَاً وقنابلْ يا سيّدتيْ...
كان يعود في كل مساء مُثقلا بالاكاذيب يُخبرها عن الشرطي الذي اوقفه لأنه لا يملك وجها ولكنه دفع رشوة إصبعين وأظفر و عن المرأة التي جلست جواره على الحافلة وغازلته أنك أجمل من مشى بلا وجه وأن طفلا صرخ له عمو الذي لا يملك وجها أركل لي الكرة وكنتِ تضحكين ، تتجهين نحو الطاولة ، تغسلين وجهه...
بقلم : سري القدوة السبت 28 تشرين الأول / أكتوبر 2023. قبل الحرب المعلنة حاليا واجهت غزة الحصار الإسرائيلي الذي تواصل منذ عقود حيث أدى بالأساس إلى إضعاف اقتصادها حتى قبل العدوان الظالم مما جعل 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية الدولية، كما تعرضت غزة لعدة عمليات عسكرية مع...
تخفض سعيدة شريط اللمبة الجاز قبل النوم؛ ، لكن الولد حمدي – الصغير – يبكي قائلا: أنا بخاف من الضلمة. تبكي سعيدة، فابنتها رتيبة تنام في مدافن عمود السواري وسط الظلام، ليس هناك عمود نور واحد ولا كلوبات. كيف تتحمل ابنتها الظلام هناك؟! تطوف الفراشات حول لمبة الجاز فيطاردها الأطفال ( كاملة وبشر وسعد...
يحشر كل ليلة في شقة ضيقة كعلبة السردين، يحاصره الحر الغليظ؛ فيسارع إلى فتح النافذة التي حرص-غالبا- على أن تبقى مغلقة؛ مخافة تسلل الفئران، التي تدخل في تبجح، و لا تبالي على الإطلاق بما تتركه في قلبه و بدنه من التقزز و القشعريرة؛ فتجوس للحظات خلال شقة شبه عارية كادت تخلو من الأثاث، و تسارع إلى...
حوارات عربية خاصة بشرفة ابداع : * أَحمد خلف : المشهد الثقافي العراقي تسودهُ الفوضى . ..من أزمان بعيدة ونحن نسمع عبارة تتردد دائما باوساط الثقافة وأروقتها، القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ، وكل هذه العواصم هى تعبير عن كامل بلدانها، ومن خلال علاقات المتعددة مع كتاب وكاتبات عراقيين أثبتت...
541 – ما المقامة الدوحية ووجدت فى مخطوطة ( انوار التحلي على ما تضمنته قصيدة الحلي ) الخزانة الملكية بالرباط وقم 394 . " سال صالح بن شريف الرندي فتى كان يدعي علم الادب . فقال : - هل لك شيء من الاعراب ... ؟ فقال : - لي فيه مذاهب ، لا تطيق لها مذاهب .. ! فقال له : - ابن لي كيف تعرب هذا البيت ؟ ...
ليس في نية هذه المقالة التطرق أو الحديث عن الأعمال الأدبية الغزيرة للكاتب الفرنسي-المغربي الطاهر بنجلون، فقد كتب عن ذلك الكثير وما زال يكتب، إنما الغاية سرد بعض وجهات النظر المخالفة لبعض ما سبق أن ردده بنجلون، عدة مرات في وسائل الإعلام الفرنسية، وخاصة بالنسبة لموضوعين اثنين : يتعلق الأول...
تم اصطحابه في سيارة معصوب العينين إلى مكان التحقيق، سرد كل ما حدث، فتم وضع خطة دقيقة مُحكمة للقبض على شريف الفولي متلبسًا وبجميع الأدلة الممكنة. قبل بضعة أشهر، نشر إعلانًا عن حاجته إلى حديثي التخرج للعمل مندوبين لشركة السياحة. أقنعهم بسهولة السفر لأوروبا؛ وجاء الكثير من راغبي السفر، لكن مندوب...
قالَ: ماذا تريدُ من كلِّ شيءٍ؟ قلتُ: كوخًا إلى البحيرةِ يَنظُرْ في أقاصي الحقولِ تحتَ سماءٍ في مرايا المياهِ تمتدُّ أَكثَرْ لا أناجي سوايَ في مَنْ أناجي ومَدارُ السكونِ حوليَ يَكبُرْ للنهارِ الجديدِ أمنحُ نفسي وأغنِّي لغيمةٍ سوفَ تُمطِرْ حَبَّذا لو جلستُ رِفقةَ كَلبِي نَتَسَلَّى بموجةٍ...
رجال ونساء، توغلوا، في حقل يمتد على مساحة زراعية شاسعة، وانهمكوا يحصدون، سنابل الشعير، بهمة ونشاط كبيرين.. حرارة ذلك الصباح الصيفي، تزداد ارتفاعا، والعرق يتصبب من جباههم السمر، لتتسلل قطراته المتلألئة، تحت أشعة الشمس الحارقة، منسابة بين تجاعيد الوجوه التي أضنتها المتاعب، وأرهقتها سنين الفقر...
أعلى