نصوص بقلم نقوس المهدي

لم أعبأ أثناء سَيْري بشارع سعد زغلول المُزدَحِم إلا بمَوضِع قدَمي، يكفي أنْ أمُرّ بسلامٍ من بين المُتسَكِّعينَ وهُواة الفُرجَة على "الفاترينات" كنتُ قادمًا من المنشية مُتعجِّلاً لألحَقَ بموعدٍ هام في فندق ما بمحطة الرمل. يَدٌ تَمتد من الجهة اليُسرى فتَلمس كتَفي، لم أُصدِّقُ ما رأيت،...
هي الدنيا تراوِدُنا ولَسْنا كيوسفَ.. هَمَّ يدفعُها اجتنابا وليس تُغلِّقُ الأبوابَ .. لكنْ تُفَتّحُ للأسى بابًا.. فبَابَا نقُدُّ قميصَها ونهيمُ عشقًا فتَغْرِسُ في جدار القلب نابَا ونعدو خلفَها بفؤادِ طفلٍ...
سبعة وعشرون عاماً، أربع روايات لم تنشر. هو عمره الاخير. أول رواية كتبها. كانت "إبداع البرتقال", والثانية "ميراث الأرواح" والثالثة "تناسخ الأفكار".. كانت رائعته الأخيرة "رغبة التفاح". دفن وحيداً.. في مدفن جديد لأسرته. بجواره شجرة برتقال جافة. لم تثمر من قبل.. في العام التالي. أثمرت الشجرة. ثمرة...
رغم الاجواء الباردة التي لفت تلك الليلة،فقد طفى على السطح مشهدان من مشاهد ليالي المخيم العنيد الذي إعتاد أن يُكَسِّرَ مجاديف الموج والريح،الاول لأدهم،الثاني في الفرسان الاشقاء الاربعة الذين يسهروا لينام المخيم بأمان،فقد تجمعوا هم وبعض رفاقهم خلف موقدة النار يحملون بنادقهم بانتظار الغزاة ...
الميتافيزيقا كلب رعاة ضخم ينبح داخل حديقة رأسي.. المفاتيح في قاع البئر.. الفلاسفة مثل طيور الغاق.. يختفون وراء سحب التنظير.. نحن ذاهبون إلى اللامعنى.. إلى الجذور العميقة.. بعد رحلة صيد شاقة جدا.. خدعنا ذئب النوم كثيرا.. تركنا تجاعيدنا على حافة الأمس.. ضحكنا طويلا أمام كنيسة النهار.. قبل تشقق...
جئناك حيث انت حصين ببياض العرش ، محصن بالهودا ، ارجحتك الهوادج دهرا ، سبح فيك اللوتس ، وتقافز الفيل الصغير على الدرب الاخضر ، والسجادة الحمراء ، تناهى إلى السمع جرس المحبة العملاق يوزع رنة القبلات على غفير الجماهير ، رأينا رؤيا العين حراسا بقامات جوز الهند ، ومفارز بألوان البرتقال ، شاهدنا صبايا...
.. متى وأين تلقى ذلك الدعاء؟ ومن ساعده على حفظه؟ وكيف أدمنه في سجوده, دبر صلواته..؟ هو حقاً لا يدرك..! ( رب أسألك مدداً روحانياً. تقوي به قوة قواي الكلية والجزئية, حتى أقهر بقوة إشارة نفسي. كل نفس قاهرة. فتنقبض رقائقها انقباضاً. يسقط به قواها, فلا يبقى في الكون ذو روح. إلا ونار القهر. أخمدت...
على شارع المتنبّي الواقع في قلب بغداد يتردّد مثقفو العراق ومبدعوه ليتبادلوا الآراء، أو ليقتنوا الكتب ، أو ليجلسوا في مقاهيه يحتسون الشاي البغداديّ ...أي إنّ هذا الشارع لم يكن مجرّد سوق لبيع الكتب.. بل كان.. ناديا كبيرا..فضاء ثقافيّا مفتوحا على شوارع بغداد وحواريها...وفوق ذلك هو رمز العراق...
هل تنسحب مقولة "أدب السجن" على ما يكتب داخل السجون أياً يكن نوعه أو طبيعته، أم أنها تشمل أيضاً ما يكتب عن تجربة السجن من أدب، حتى إن لم يدخل أصحابه السجون؟ ولئن تمكن بعض الأدباء العالميين الذين عاشوا تجربة الأسر من كتابة "أدب السجن" ببراعة وعمق، فإن بعض الأدباء تمكنوا بدورهم من الكتابة عن السجون...
"هنا ،" قلت لنفسي ، هنا ذات مرة ازدهرت المدينة الفخمة: هنا كان مقر إمبراطورية كبرى. نعم ! هذه الأماكن مهجورة للغاية الآن، حيث كانتمجموعة كبيرة من الأحياء تنشط ساحتها ؛ انتشر حشد نشط في هذه الطرق المنعزلة الآن. [...] والآن هنا ما تبقى من هذه المدينة القوية ، هيكل عظمي مفكك! هذا ما تبقى من هيمنة...
(تحلق طائرتي الورقية الضخمة و المهيبة عبر السماء , دون ان يكون لها مسار ثابت , و في رحلة شاهقة , لا تحققها القبرة أو النسر – أديلايد أوكيف ) . ( 1 ) - ناتاليا كوزنتسوفا / روسيا ثمة صبي جالس على كرسي مدولب يحدق في طائرة ورقية ترتفع متحررة في الأعلى حيث السماء بلا نهاية *** ( 2 ) - موجان...
أبحث عن امرأة تطير مثل حمامة حين أقول لها : أحبك.. تذوب في الهواء.. بينما يتساقط ريشها النادر جدا في حديقة رأسي .. أبحث عن امرأة هاربة من غواصة تغرد في قاع جسد عميق.. حين تبصرها أشجار موهوبة تقرر اللحاق بها مثل ملائكة من ذهب.. أبحث عن امرأة تضيء من تلقاء ذاتها في مرتفعات الليل.. مثل يراعة...
عِيدُنَا في يَنَايرٍ يَا بِلادِي وحدهُ العيدُ.. أسْعدُ الأعيَادِ شَفرَةٌ فِي حُلُوقِهمْ وَسَتَبقىْ رغْمَ صَمْتِ "القُوَىَ" وكَسْرِ الجِيَادِ كُلُّ عَامٍ وَأنتِ رَأسُ "حُسَينٍ" يبتَغيهِ يَزِيدُ.. وابنُ زيَادِ كُلُّ عَامٍ وَأنتِ فِينَا مَسيْحٌ يصلبُ الموتَ بَعدَ طُولِ رُقَادِ كُلُّ...
أَنْ نَخَافَ ٱلْمَوْتَ أَنْ نَخَافَهُ، /... يَا أَصْدِقَاءْ، لَيْسَ إِلاَّ أَنْ نَظُنَّ أَنَّا حُكَمَاءُ /... دُوْنَ أَنْ نَكُوْنَ حُكَمَاءْ! سقراط (2) – «مَشْهَدُ ٱلْوُجُولِ» – /... تَرَكْتَ بِلادًا تَرَكْتَ بِلادًا تَهِيمُ عَلَى وَجْهِهَا مِثْلَ فُلْكٍ عَتِيقٍ يَنُوءُ بِمِلْحِ الدِّمَاءْ...
/... اَلْحَيَاةُ، هٰذِي ٱلْحَيَاةُ، ٱلَّتِي لَا تُمْتَحَنْ، لَا تَسْتَحِقُّ ٱلْعَيْشَ، لَا فِي ٱلْجِنَانِ وَلَا فِي ٱلْدِّمَنْ! سقراط (1) – «مَشْهَدُ ٱلْحَيَاةِ» – /... قَالَتْ لَهُ: «أَرَاكَ كَمَنْ يَحْمِلُ الدُّنْيَا عَلى كَتِفَيْهِ، وَهْوَ كَظِيمٌ كَظِيمْ. هَلْ تَخَـافُ مِنْ شَبَحِ...
أعلى