نصوص بقلم نقوس المهدي

حَطَّت حَمَامَةٌ بَيْضَاء عَلَى سِيَاج الشُرْفَة ، و نَظَرْت إلَى دَاخِلِ الغُرْفَة ، وَأَخَذَت تَهَدِلُ وتهز رَأْسِهَا . كَانَت أُوِلِجَا الْمَرْأَة النحيفة الممشوقة الَّتِي يَبْدُو وَجْهُهَا كوَجْهِ أَمْ أَكْثَرَ مِنْ كَوْنِهِ وَجْه زَوْجَة جَدِيدَةٍ فِي عَامِهَا الثَّالِثِ مِنْ الرِبَاطِ...
كان من عادتي وأنا صغير في السن إذا سمعت أسم شخص لا أعرف عنه شيئا، أن أبحث عنه في رفوف الكتب، أو أسأل أحد رواد المكتبة عنه، في ذلك الحين وقعت في يدي مجلة إسمها المختار وفيها موضوعا عن كاتب إسمه مارك توين كتبه ديل كارينجي، من هو مارك توين؟ كانت هذه المرة الأولى التي أسمع فيها بهذا الاسم، أما...
يسير خلفهن بتمهل، راشقا عينيه في أجسادهن، لكنه سرعان ما يتذكر صاحب المزرعة، ذلك الرجل، الذي تهون عليه روحه، و لا تهون عليه خسارة حبة عنب واحدة، و لا يتحمل قلبه خسارة جنيه واحد، يتخيله منفعلا، يوشك أن يصاب بجلطة قلبية أو دماغية من فرط الغضب؛ يخشى أن يستبعده، و يأتي بمقاول أنفار آخر؛ فيستفيق...
انتهيت لتوّي من قراءة كتاب ”معك” لسوزان طه حسين، وهو كتاب قديم مضى على كتابته أكثر من ثلاثة عقود، وفيه لا يظهر طه حسين فاقدا للبصر إنما صاحب بصيرة ثاقبة تفوق بكثير من توفّرت لهم القدرة على النظر بعينين مفتوحتين. لقد تغنّت سوزان بزوجها المبصر، واستعادت حياة مشتركة استمرت نحو خمسين عاما لم تشعر...
خصّ المفكّر الفرنسي “دنيس ديدرو” العميان بكتيّب نشره في عام 1749، وكان في السادسة والثلاثين من عمره، بعنوان “رسالة عن العميان في خدمة المبصرين” وظهر بصورة خطاب موجّه إلى السيدة “دي بويسييه”، هي إحدى خليلاته، فنهج فيه نهج التأليف بالرسائل كما اعتمد بذلك في كتابه “رسالة عن الصمّ والبُكم في خدمة...
بيروت، 4 مارس 2020، صباح الخير بَّادْريسْ... بلغني أنك تهدد الفيروس "الحقير" بالقضاء عليه سريعا إذا لم يستجب و"يخوي السّيكتور" le secteur.. فالعالم يحتاج لشرب "كاس نقي"... يؤكد الخلان... أتساءل كيف تقضي يومك في الحجر الصحي، وقد خلقت كائنا محبا للفضاءات المليئة بالناس وبالحياة والضحك.. حتى...
ويطعننا جوع مكين ونفرّ منّا إلينا... ونومض بشراسة الشّوق والعري والنّار وأنزلق على خدّ سيفه المغوار ولا أغرزه... وأعلو وأنخفض وأُلدِّنُه ويذبحني صوته النّيء ولا أُعتقُه... وأستلذّ عذابي وأستمرئه... وأَتَفَطَّرُ باللّحمة الحوشيّة وأُولِغُكم معي حينَ غَدْرٍ في جريمة الطّين اللّعين...
انها وجوه الأمهات، ولا شيء غيرها. انها السر والمعجزة التي تمنح قاماتنا القدرة على الانتصاب وسط زلزلة الأرض ووحشة السماء، وتمنع عيوننا الغشاوة أمام هذه المذبحة المتواصلة. من منا يقوى على الانكسار وهو يرى هذه الوجوه الأزلية المزينة بأبد من الفجيعة، وهي تسدد نظرة تحجر فيها النحيب وتوقف سواد الحداد...
أهبط أيها القمر ولتكن أيها الإله الأشقر إبن الجبال النائية والنجوم الثاقبة بعل الأرض.. أطرد العدم من شرفتها.. وليكن أسباطك بقوة ألف حصان. ***** الريح تفكر في قتلنا لا نحب مواء البنادق في العتمة لا نحب السلوقي الذي يعض غيمة الغريب لا أحب الأمطار التي تأكل أصابعك بشراهة لا أحب ثعالب صوتك الأحمر...
فتحي مهذب واحد من جيل المبدعين الجادين والمخلصين لنتاجهم الشعري ، يكتب كأنه يحيا ، او يحيا كأنه يكتب ، الكتابة عنده هم مقيم ، وفعل أصيل ، يثق فيها تمام الثقة ، يحملها علي كتفيه كلما غدا او راح ، يمنحها قوت أولاده وأرقه ، صحوه وغفوته ، أحلامه وانكساراته ، نجاحة وفشله ، رضاه وسخطه ، يري انه...
الوطن يسكن أفئدتنا شموخًا ومجدًا ،وفي هذا يقول الشاعر الدكتور أحمد الهلالي : وطني .. زرعتك قًبلة سحرية في ماء قلبي ..فاستفاق النخلُ حيّا شموخ الأرض في إنسانها فالمجد يلبس مجدنا كي يعلو(1) وضمن سلسلة المقالات حول الشعار الوطني النابع من القلب(هي لنا دار ٌ) كان هذا المقال، وهو يدور حول...
اعلموا جيدا أيها الأصدقاء , اعلموا جيدا أيها الأعداء : مثلما أنا مؤمن ب ( زرادشت ) * و ( آويستا ) ** مثلما أنا مؤمن بالله .. كذلك أنا مؤمن بحمل الراية و لكن أضعاف أضعاف ذلك -------------------- * زرادشت : مؤسس الديانة القديمة للفرس ( الزرادشتية ) . * آويستا : الكتاب المقدس لاتباع هذه...
لاشك بأن مانشهده من ثورة إلكترونية ورواج في استخدام المعلوماتية الجديدة وعلى كافة المستويات بشكل واسع منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي ارتباطا بظهور العولمة كنظام اقتصادي جديد ، فقد ظهر الوسيط الاتصالي الجديد ليتحوّل العالم إلى بيتٍ صغير وليس قرية صغيرة و ليُضاف إلى الوسائط الأخرى التي بدأت...
بقلم : سري القدوة الاربعاء 21 كانون الأول/ ديسمبر2022. لا يمكن استمرار الصمت امام ما يجري من مؤامرات تستهدف مدينة القدس ومقدساتها وعلى وجه الخصوص المسجد الاقصى المبارك الذي يشهد اكبر عمليات التهويد ويمر بتحديات خطيرة للغاية في ظل تصاعد الدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحامه وتقسيمه...
بي طفلةٌ …. تصهُلُ في أنفاسي .. تعتقِلُ عيوني .. تنكّئُ طينَ جِراحي وتفتّشُ في مَعاجِمي، في سِراجٍ يُفصحُ عن رملي، عن سرِّ الرّوحِ الهائمةِ في أقداحي .. فمُها البليغُ يدوخُ في لُغتي .. في جذورِ دهشتي .. ببلاهةِ التفاحِ فضوليّةٌ تبحثُ في غُموضي عنْ معنىً يُفضي إلى إفصاحي .. أما وضوحي فزيتٌ...
أعلى