قصة قصيرة

و ترانا منثورون علي الرمل نخط كل ما علق بخواطرنا من تفاصيل الحكاية ، كما أن حادثة اختفائهم ثلاثتهم لم تك عادية ، كوجودهم تماما ، كذلك الذي يمزق خيوط الذاكرة ، لاحوا في الأفق الموشح بالقلق وتلاشوا كغرباء اقرب إلينا من كل ذواتنا خلف تلة تشهد آخر لحظة في حياة الشمس التي علمتنا كيف يمكن أن نموت كل...
" لا يمكنك أن تكون مؤمنا حقا إن لم تبلغ المقام ..وحين تبلغ المقام فلا يمكنك العودة إلى عالم الفساد" لا زالت كلمات معلمه هذي تنقرع في رأسه ، وحين تحاول الاختفاء يسرع فيلتقمها ويعيدها إلى قفصه الدماغي... "لابد أن أبلغ المقام..".. وسار هانزو تقارع قدماه صلادة الجبال قارسة البرودة ، فصعد وهبط...
إلى : ل فرح تعرّفتُ عليها اليوم, حين زرت صديقي في عمله القريب من عملي. لأول مرةِ أراها، سلّمتْ من الباب، دخلتْ، قدماها لا تكادان تفارقان الأرض، فيتمايل قوامها الرشيق بشكلٍ أخّاذ، جلستْ على الكرسي المقابل لي مباشرةً، وعيناها لا تهدآن على حال. إحساسٌ غريبٌ جعلني أشعر أنهما مصوبتان نحوي, وكلما...
عاد من المدينة خالي الوفاض، وحده الذي يعرف تفاصيل ما جرى، لا يعرف عن نكباته هناك أحد سواه، ولذلك كان جوفه يستعر نارا عند استعادة تلك الصور، وحتى لا يدري بمآسيه أحد روّض نفسه على الصمت وعلى البشاشة، فإن أرادها تسرية عن النفس قال متمتما: أهل المدينة نصّابون، قلوبهم نحتت من الصخر، أهل المدينة لا...
لم تكن تدرك جيداً،وبشكل قاطع،متى تعود بمفردها إلي هذا المكان مرة أخرى،كما وعدت النادل العجوز،وهى تنهض من مكانها بصحبة صديقتها التى رحب بها النادل ترحيبا حارا متواصلا،طوال مدة القعدة التى تجاوزت الساعتين تقريبا. قضت فيها على أربع زجاجات من البيرة الساقعة/المشبرة كما كانت تقول للنادل فى كل مرة...
مهداة إلى نعيمة الملوكي، أستاذتي بالقسم الثالث ابتدائي بمراكش، السنة الدراسية 66/65 زمن القحط والفقر... كان، وكان قسمنا المختلط يعكس أوضاعنا الاجتماعية. رغم تفاوتاتها الطبقية الضئيلة، كنا متساوين في شكل لباسنا ومظهر القهر على وجوهنا... حتى الأوبئة لم تكن تميز بين فقيرنا ومترفنا. "سواح" مرض...
كان عبد العزيز، وكنا نسميه تحببا “تَعِيزَّا”، مِلْحَ جماعتنا، ومُنقذنا من الملل، وصانع فرجتنا. وحين أتذكر اليوم، بعد كل هذه السنين الطويلة، كثيرا من الوقائع العجيبة، أجد أن تَعيزّا كان في الغالب هو مُبدِعها، وبطلها، وضحيتها ! أذكر، من بين كثير مما أذكر، أننا قرأنا في حصة القرآن الكريم قصة...
لا تنفك عمتي يزة تنذب حظها، تقول إن عينا شريرة تلاحقها، فمستأجرو بيتها، الذين تتابعوا على كرائه منذ وفاة زوجها، بعد أن أخلته وسكنت بالغرفة الصغيرة على السطح، لم (يَصْدَقْ) فيهم ولا واحد. تقول لي: ـ أول من اكترى مني البيت كان أستاذ لغة فرنسية، أنيق وصامت لا يكلم أحدا، ولا يأتي عنده أحد، لكن ما إن...
بأمرِ ... الملكِ ... شهريار ... يتجمعُ أهالي بغدادَ في ساحةِ الفردوسِ ، كانتْ شمسُ الزوراءَ شقراءَ تتهادى متعبة ً في سماءٍ باهتةِ الزرقةِ كلمَّا أقتربت من المدى الداكنِ الزرقةِ أمتزَجَتْ مَعَهُ في سوادٍ خالصٍ غريبٍ ، راح شهريارُ يخطبُ في جمهورِ الحاضرينَ :- - يا أبناءَ شعبي ...
في وسط غرفة صغيرة معتمة، كانت الحاجة زَيْنبو جالسة، منكسرة القلب... كان بُخار عود صافُورا يملأ الغرفة، ويكاد يُغمي عليه... تأمَّلت في العرَّاف وهو يُتمتمُ بألفاظٍ غريبة على رأس ابنها المغطَّى برداء أحمر... لا شكَّ أنَّ العرَّاف كان في صراعٍ عنيفٍ مع أرواحٍ شرِّيرة... كان الخوف يهجُمُ على الحاجة...
كان هناك متحف واحد في بلاد الأمير، واحد لا ثاني له في ربوع البلاد... كان المتحف يسمى ” متحف الأمير” وكما هو واضح من اسمه كان لشخص الأمير فقط... كانت مقتنيات الأمير تُجمَع وتُعرَض في هذ المتحف. وخلاف مقتنيات كل الأمراء والملوك، الرؤساء والقادة التي غالباً ما تجمع وتعرض في المتاحف للذكرى والتاريخ...
الثالثة والربع صباحا: خيالك ينقر نافذة عقلي مثل عصفور يبحث عن ملجأ.. لا اعرف سر اللوحة.. وحائر بين ان افتح النافذة لعصفور البحر.. ام اغلق الريح بسدادة قطن اضعها في اذني كي اغفو وانام.. في كل الاحوال: تصبحين على خير. أجبته : نافذة قلبك يجب ان تبقى دائماً مفتوحة، ماذا لو دخلت فراشة تحلق حول قلبك...
إلى ذكرى الفقيدة عانف عائشة- هي لا تعرف عادل، فهو ليس من تلك الوجوه التي كانت تتردد على دارهم، وما تلبث أن تنسيهم الوظائف أسمالهم وأفكارهم وتنسيهم الخبز والملح والعائلةَ التي أطعمتهم و آوتهم يوما. هي لم تره من قبل: فعائشة لا تخرج من الدار إلا لماما، وإذا فعلت فمجالها محدود جدا. الحمّام يوم...
كان مكتب الأرشيف خاليا من الموظفين، لا أدري أين ذهبوا ولكني أعلم أنهم في مثل هذه الساعة من كل يوم يتناولون وجبة الإفطار، وأعرف فيهم – وهم سبعة رجال وسيدة – كلفاً بالسمك البلطي و البصل و الشطة الحراقة. وعلوية: ثامنة الجماعة في تحضير الوجبة ماهرة وحاذقة. هذا ليس مهماً .. المهم أنني أرسلت لهم مذكرة...
”مركز لشراء الزوج“ قد افتتح مؤخرًا حيث يمكن لكلّ امرأة أن تختار الزوج من بين الكثير من الرجال. المركز المذكور مكوّن من خمسة طوابق، وعدد الرجال ذوي المواصفات الإيجابية يتزايد كلّما صعدت المشترية إلى الأعلى. وكان هنالك شرط: عندما تفتحين أيّتها السيّدة باب أيِّ طابق يُمكنك اختيار رجل من ذلك الطابق،...
أعلى