قصة قصيرة

المطر يُغْرق عمان... سيول جارفة تنحدر من أعالي التلال لتنسكب في الوديان الضيقة، تجرف معها كل ما يقف في طريقها من بيوتٍ أو بشر... المطر يغرق عمان... وهي كفأر محشور في قفض زجاجيّ، تدور وتدور، النار في داخلها لا تنطفيء، تزداد تأجّجاً كلما ازداد ضباب المدينة كثافة، صوت الريح العاتية لا يخفف من ضجيج...
"إلى الفنان التشكيلي السكندري الجميل علي عاشور، الذي حرص على أن يستخرج لنا من صندوق في مرسمه بأتيليه الإسكندرية، جوهرة ثمينة بدت عزيزة على قلبه، ليعرضها لنا مع لوحاته البديعة. وكانت نسخة من كتاب الراحلة أروى صالح "المبتسرون"، مهداة بخط يدها، منها ‘ليه". *** في النص، نصّها، فوجئت أروى صالح...
في عودتنا، كنا قد قطعنا شوطاً في طريق الإسكندرية الصحراوي، حتى وصلنا إلى الرست هاوس، عندئذ توقف السائق، وقال في حسم: ربع ساعة لا أكثر. تحررنا جميعا من زنقة الأتويس، ونزلنا بملابس المصيف الخفيفة والأحذية الرياضية. وتفرقنا في بهو مازال محتفظاً بأثار الزمن، رغم محاولات التجديد على الحوائط...
لأنه كان لابد أن يشعر بالاضطراب ، فقد شعر بالاضطراب ... وعندما ناول كيس الفاكهة للمشترى ، لم يتناوله ، ونظر إلى الفاكهة فى دهشة . ظل بائع الفاكهة باسطاً يديه بكيس الفاكهة ، فتضاعفت الدهشة على وجه المشترى ، حين نظر إليه وقال فى أدب بالغ إنه لا يريد خوخاً وإنما يريد موزاً . ارتعشت عينا بائع...
لا أحد يشبهني .... أعطتني الدنيا مالم تعطه أحدا : وردتين من الحور هما بسمة عمري ، وزوجا يحبني أكثر من نفسه . قلت له مرة وهو يغمرني حنانا : أتدري يامصطفى ... والله أحبك أكثر من ذاتي . احتضنني بقوة : يا الله .. أحبك مثلما لا يستطيع رجل أن يحب امرأة . قلت : أعيش في جنة من جنان الله . قال ...
ككل صباح, صدرت الصحف, انطلق باعتها إلى الإشارات الأكثر ازدحاما ليجرحوا حناجرهم بالصراخ على أكثر العناوين إثارة: - بدء مفاوضات السلام. - الأمطار الأخيرة تبشر بموسم خير. - ارتفاع أسعار بعض السلع التموينية. - انخفاض سعر صرف الدولار في البورصات العالمية. تداخلت نداءاتهم.. ولم يفطن أحد إلى نداء...
جال السائق الأفغاني بعينيه، يفتش بحيرة عمن يفّك له قطعة النقد فلم يجد في مقهى- النار البيضاء -سواي، لكنه تجاهلني لفراسة طبيعية فذة، أو لأنه وجدني أقرأ في كتابي الهزلي الذي وددت أن يبدد كآبة إفلاسي، فترفع عن مقاطعتي وظل مشدوهاً بجمال الفتاة الطاغي ذائباً يكاد يتلاشى، بينما كانت الفتاة تستثمر كل...
يهتم السائرون على شكل قوافل غير منتظمة كشعب مهزوم في متابعة النقوش الحجرية الغريبة على طول الطريق شبه الجبلية الوعرة المؤدية إلى منطقة (عمق الوحشة) أو (المحجة السوداء) كما يود أن يدعوها كثير منهم، ثم (هيراتا) الاسم الأشد شهرة الذي بقي حتى النهاية. كل أولئك الهائمين على وجوههم المتربين حتى تغيرت...
رأيتها، وهي تعبر الممرّ عبر الواجهة الزجاجية إلى غرفة الاستعلامات، ومنها إلى حجرة منزوية.. توقفت قليلاً في حجرة الاستعلامات وقلبت بعض الأوراق.. ثم رفعت رأسها فالتقت نظراتنا قبل أن تستكمل طريقها وتغادر الحجرة.. فرحت وأنا أتأكد من وجودها، بعد أن لمحت فتاة ثانية ذات ملامح هندية تنادي على الأسماء...
قال الرجل للمرأة التي بدت مرتبكة بعدما أخفقت كلماتها المتعثرة في الإحاطة بحاجتها. (إنها لم تتجاوز الرابعة عشر ربيعاً) _قالت: دعها تعمل أرجوك _قال: يا سيدتي القانون يمنع _ قالت المرأة: نحن في حرب _قال: أنت تحرجيني _قالت: لو لم يكن الأمر ملحا اجلسا .. اجلسا، أنت قد لاتفهمين واقع الأمر ...
قبلَ أن أدخل أنظر من الخارج إلى الشرفة ، فإن كانَ ذلك المكان شاغراً أعود أدراجي أو أذهب إلى مكانٍ آخر . وإن كان خالياً فاني أصعد السلالم بسعادة وثقة . أجلس على كرسي وأضع حقيبتي على الكرسي الآخر ، وكتابي ومجلتي على المنضدة . لا أدري لِمَ يحلو لي الجلوس هنا بالذات وفي كل أشهر السنة ما عدا فصل...
أطرقت بصوت خافت .. لم تستسلم يوماً .. ولم تضعف .. بل واجهت الحياة .. بكل ما فيها من تيارات جارفة .. استطاعت أن تتحدى دوامات الحياة .. بكل ما أوتيت من قوة .. كانت تشعر بأن لديها قوة خارقة .. وكانت دوماً في حذر شديد من أنياب الذئاب , حتى استطاعت أخيراً أن تجد عملاً شريفاً .. وعندما كانت تعود...
كأننا يوم الحشر، وقفت على قدم ونصف القدم داخل أتوبيس ٩ القادم من جامعة القاهرة إلى ميدان باب الحديد، أتوبيس مزدوج مكون من عربتين بينهما مفصل حلزوني كالذي يفصل بين عربات القطار، الفارق أن مفصل الأتوبيس يلتوي مع التفاف عربة القيادة يميناً ويسارا.. أسندت ظهري على جدار المفصل المطاطي السميك، وأخرجت...
وأنت تمشي وحدك في العتمة مختالا كشمعة; تتلاعب بك ريح النشوة وعلى شفتيك يسيل طعم القبلة التي ارتشفتها خلسة من فم العدم. لا تكترث بالكلب الذي كشر عن أنيابه وبدأ متأهبا للدفاع عن حرمة الشارع. ذلك الكلب المتحفز عندما مررت به وسمعك تترنم بمقطع أنشودة الجن( قم يا طرير الشباب غني لنا غني وأعصر لي...
أرسلت الشمس ترنيمة الحياة فوق النافذة الزجاجية .. طرقت بدفء علي الفتنة الناعسة .. فاستيقظت .. مدت عينيها علي ساعة الحائط .... ــ يآه الساعة الثامنة ...؟!. نفضت نومها .. بهستيريا .. تطوف بين مثلث الدولاب , المنضدة , غرف البيت القديم , الذي جاءه قرار إزالة في الشهر الماضي , فرغت من إصلاح ملابسها...
أعلى