قصة قصيرة

لم أظن فى تلك الليلة أن "محمود" صادق فى الفراق، فدائماً كنا نبتعد ثم نعود بدون عتاب، إلا هذه المرة فالوداع كان نهائياً. - كيف تقارنى دراسة الهندسة هنا بألمانيا.. الهجرة أكبر من كل أحلامى، أرجوك يا مريم.. افهمينى - أمى يا محمود، اتركها لمن؟ - أختك موجودة - لا أحد يرعاها مثلى.. أبى توفى وتحملت هى...
كان الوقت صباحاً في قمة الجبل الذي نقطنه. وبما أن الشمس لم يكن قد اشتدّ ساعدها بعد لطرد فلول البرد، كنتَ تراني أُحكم عليّ غطائي حتى وأنا بجوار أمي قرب الموقد، هناك حيث بدأتْ هي في إعداد طعام الإفطار. كان الموقد يقع إلى يسار الداخل قرب زير الماء ببطنه الكبيرة وقريباً من الباب. وهو عبارة عن حفرة...
" هل أتاكَ حديث الجنود " سورة البروج.. آية رقم 17 بلا عمل… وبلا وجهةٍ محددة، كانوا يجرون أقدامهم .. أوصلهم تجوالهم البائس إلى ذلك الشارع المؤدى إلى قلب المدينة. خشخشة ستائر البلاستيك المفصص الموصول بحلقاتٍ من الالمونيوم، تعلن دخول زبونٍ، أو خروج آخر من الحانات الكائنة في هذا الشارع الخارج من...
ستموت الان وظهرك الى حقيبتك المدرسية المشققة كحائط طيني. قلم اخضر بها لن يمس... الازرق في نهايته، وبقية الالوان لن تحضر اليك فقد ذهبت الى الموت وحيدا **** " ماتجي بكرة بدون مصاريف الدراسة... والا" هز العصا في وجهك ومضى. كم تكره الاستاذة!.. كم تحب...
أقتطع السجان بآلة حادة صدئة سبابته ، بدأ شاحباً ، كان لا يرتدي سوي سرولاً قطنياً مهترئاً ، تلي آمر السجن أسماء الذين يستحقون ملابس الموتي بسبب عُريهم الفاضح ، بصوته الغليظ ، صاح آمر السجن "ان أشيائكم المتعفنة تثير أشيائهم وهو أمر يُخل بتعاليم السموات" ، كان خصيئاً مثل معظم الذين يتأتون في يناير...
لم يكن خفيا على احد انها مصابة بحمى العشق ، تجاهلها الجميع لان امرها كان مفروغا منه ، ان حمى العشق اخطر من امراض كثيرة فان اول ما تهاجمه هو الدماغ ، فيبدو الشخص هائم في خياله لفترة طويلة تارة يتبسم و تارة يتحدث وحده و تارة يضحك ، و يشعر الشخص انه في غنى عن الجميع ، لانه يسكن مع خيالاته و اوهامه...
جاذبتُها أَطْرَاف الكلام وليتها لم تسكت، أجابتني برقة طاغية: إسمي الصبر بلغتكم. غمزت وجفنها ضاحكاً ينثر أَريج الورد، أهدابها الغزيرة ترسل إشارات غامضة، نحيلة مع خفة دم شجية، تتورد شعيراتها تحت بشرتها القمحية فينساب ماء الشفق يُلون خديها، عنقها المستقيم تناطح به غابات البان التي تحف المدينة...
تقفين وحيدة في ردهة المستشفى مرعوبة مما يحدث في الداخل، لا تراودك أدنى رغبة في التسلل لرؤيته، كأنك لا تريدين نهاية للانتظار. منذ حمَلته سيارة الإسعاف إلى هنا وذهنك مشوش، لا تعلمين إن كان في غيبوبة أم لا؟ حين خرج به رجال الإسعاف على المحفَّة كنت ترقبين الموقف من وراء باب موارب احتميت به. استيقظت...
لا أرى سوى هامتك، أحاول التحرك يميناً ويساراً حتى أراك جيداً، لكن من دون جدوى؛ لم أجد أمامي حلاً آخر سوى الوثب على قدمي كطفلة صغيرة تراقب فراشة تطير مبتعدة عنها، لولا الجمع الملتف لركضتُ لأمسك بها. التقت عيناي بعينيك أخيراً، فابتسمتُ ابتسامة أقرب إلى ضحكة مكتومة يمنعها حياء الموقف من الظهور،...
- 1 - جلس شوكت أفندي كاظم في حجرة الانتظار في مدرسة. . . يجيل طرفه في قطع الأثاث المبعثرة، وينقل النظر بين السقف والأرض والحيطان. لم يتغير شيء فيها عما رآه لآخر مرة منذ سنوات أربع؛ هذا النضد الصغير في زاوية الحجرة كأنه قطعة من أرض المكان فلم يتزحزح عن موضعه؛ وهذه الأريكة الكبيرة طالما تمدد...
وفي تلك اللحظة أقسمت – كنت منفعلاً – أن سيكون لدي في يوم ما بركة سباحة مثلها، واسعة جميلة، تسرّ الناظرين. حافظت على وعدي والتزمت بقسمي ورحت أوجه كل اهتماماتي وتفكيري وعملي نحو تحقيق هذا الهدف. كنت في العشرين من عمري حين صدني الرجل عن بركته الذهبية ومنعني من السباحة فيها. لم يفصح عن السبب مع أن...
لما توقف الحمار عن الحركة استشاط صاحبه غضبا، وأخذ بخناقه معنفا إياه ليرده إلى جادة الصواب - خذ يا مغرور.. - لم تعنفني يا رجل؟ -خذ لأنك تأبى إلا أن تكون متمردا. - كل ما في الأمر أنني عدت إلى مذكراتي وبعد التمعن فيها عنّ لي خاطر.. - بان تنقحها وتحولها إلى رواية..خذ . - وما العيب في ذلك يا رجل؟ -...
في 29 تشرين الأول عام 1945 ، رفض سارتر ان يتسلّم وسام جوقة الشرف الذي منحه إياه ديغول بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، لأن مثل هذه التكريمات بالنسبة له تقييد لحريته لكونها تجعل من الكاتب تابعاً . وفي الرسالة التي ارسلها سارتر كانت هناك عبارة تقول :"عند اختيار اي شيء على الإطلاق ، فإنني قبل أي...
الخامسة وخمسٌ وأربعون دقيقة.. وأنا أهُمّ بإطفاء الحاسوب، لاح لي طيفه مارقاً على بُعد خطوتين من حيث أجلس. كنتُ قد تأخّرتُ في اللحاق بكرسيَ المحجوز في المقهى. أتوجّس من الصّراصير على الدّوام. كأنّ الحشرة استشعرَتْ نية السّوء التي أضمرتُ. وأنا أطوي ركبتَيّ الثقيلتين لأقوم، حاولتِ الاحتماءَ بفردةِ...
كانوا أربعة فتيان، جمعتهم في البدء نشأة الصبا على ما بين القصور الشماء والبيوت البسيطة من تفاوت ونفرة، وآخت بينهم زمالة الدراسة الطويلة ما بين ابتدائية وثانوية وجامعية، وأغراهم بالطموح إلى المجد اجتهاد عظيم وعزم متوثب ونجاح مؤازر لم يخنهم عاماً من الأعوام حتى غدوا تملأهم الثقة ويلهب قلوبهم...
أعلى