قصة قصيرة

فيما الوحدة ُسيدة ليل كتوم ، ينعق بوم غيرَ بعيد على طرف بيت (السيد ج) كان الوقت مساء ،وقد خف شعوره قليلًا بتواريخ الفجيعة! وبعد يومين من حلم انفلات سيارته في وادٍ سحيق . يستعيد ذكرياتٍ مبعثرةً لامرأة ترحل من المكان ببطء ، يتذكر فستانها القديم في خزانة الملابس في غرفة مهجورة.. حذاؤها تحت...
ثمّة نافذة مفتوحة وهواء منعش يذكّره بالأيام الخوالي. وثمّة زجاجة فارغة وصحن به شيء من المرق. وقطّة تأكل ما تبقى من الطعام على المائدة. وثمّة أشياء كثيرة يمكن أنز تكون موضوعا لقصة جيدة. لكنه لا يكاد يتأهّب للكتابة، حتّى تحلّق فوق رأسه أشباح مختلفة الأشكال، تبدّد كلّ فكرة ممتازة! لا طبيب الأسرة...
ارتفع المدّ حتّى أغرق القاعة!، ووصل إلى شحمتي أذنيها!، حين صحت على صوت القاضي: - سيدتي... ما ردّك على حجج زوجك؟! ولم تكن عاجزة عن الإجابة. لكنّ بلوغ القسوة هذه الدرجة من الاستهانة بمشاعرها، شلّ قدرتها على الكلام، وطمر ما تبقّى من شجاعتها. تطلّعت إلى زوجها، إلاّ أنه مازال يرفض أن يلتفت إليها...
اكتشف الحقد، أو اكتشفه الحقد، أوّل عهده بالبطالة! لم يترك طريقة ولا واسطة، تليّن قلب أبيه إلاّ وسلكها!، لكن دون جدوى! حتّى قرّ في نفسه أنّه يكرهه ويرغب في تقزيمه أمام إخوته!، بل أمام الآسيويين «الحفاة... الجياع»، اللابثين سنوات عديدة خدماً لأبيه! هذا مكان رائع يطلّ على شارع تجاري، كان يمكن أن...
توفي الحاج محمد، في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، في ظروف بالغة السوء. كان الظلام مخيما بعد انقطاع الكهرباء. وكان المطر ينهمر بغزارة، بحيث سد الطرق وملأ الشوارع بالبرك والأوحال. ولاذ الناس ببيوتهم يحتمون من زخات كأنها غضب السماء، يصاحبها رعد مرعب، تضج له قلوب الكبار قبل الصغار! ولم تكن زوجة...
يروي المؤرخ العربي الإسحاقي هذه الواقعة : يحكي رجال ثقات ( والله وحده العليم القدير الرحمن الذي لا تأخذه سنة و لا نوم ) أنه كان بالقاهرة رجل ذو ثروات ، وكان مبسوط اليد متحرراً فأضاعها جميعاً عدا بيت أبيه . و اضطر إلى العمل لكسب قوت يومه ، فأُرهِـقَ حتى فاجأه النوم ذات ليلة تحت تينة بحديقته ،...
أمك تقول أنك لا تجيد تقديم نفسك ولا التعريف الدقيق بأفراد العائلة، معها حق، لهذا دربت نفسك مراراً لتجعلها تغير رأيها عنك! وها قد تحسنت كثيراً، ستقدم عائلتك الآن: أنت الأخ الأكبر، عظيم! نعم.. "عاطل باطل!"... هكذا تقول أمك، أبوك أيضاً عاطل عن العمل منذ حرب الخليج الثانية، أمك صارت عجوزاً بين حرب...
هذه يوميته الأولى: يأتي من بعدي من يعطي الألفاظَ معانيها يأتي من بعديَ من لا يتحدثُ بالأمثالْ إذ تتأبّى أجنحةُ الأقوالْ أن تسكنَ في تابوتِ الرمز الميتْ يأتي مِنْ بعدي مَنْ يبري فاصلةَ الجملةْ يأتي من بعدي من يغمس مدّاتِ الأحرفِ في النارْ يأتي من بعدي من ينعي لي نفسي يأتي من بعدي من يضع الفأس...
ألف النوم، طوال النهار يقضيه متقلباً في فراشه الطيني القاحل في غرفته المظلمة العطنة ذات الجدران الباهتة أو بالأحرى سردابه المعتم الطويل الذي اتخذ منه مأوي يأوي إليه ليقيه من لسعات البرد القارص في ليالي الشتاء الباردة الطويلة ومن حرارة الشمس اللاهبة في النهار الذي عافه ولم يعد يعرفه قط منذ أعوام...
قصة قصيرة: يوم من أيام الصيف فى مقديشيو، الشمس مكتئبة لإكتئابى.. ما كان لى قدرة أن ألوم ..الزمن المكان … النفس .. كل شئ قدر الأقدار .. شئ محتوم.. مشيت حاملا بمتاعب الأيام وخواطر تدس وجدانى .. فى السماء مطر وعليل و روضات القلب ليس لها عشق بتعانق الهواء الطلق وعطر الزهور,. قلبى يدمع دماً...
تقول: في الحارة شعبية التي نقيم بها من أحياء برزة الدمشقية، في منطقة مكتظة بالبيوت و الأبنية العشوائية، كنت و شقيقتي داخل بيتنا إحدى شققها البائسة لوحدنا نتذمر من ضجيج الجيران و صخب مئات الأطفال في الخارج بينما كنا نتابع إحدى البرامج على التلفاز، قبيل آذان المغرب بقليل حسب التوقيت الصيفي لمدينة...
تشرق شمسه كل يوم وضجيج الحزن يعكر محياه.. عصبي المزاج، قلق القسمات يبعثر من أنفاسه ألماً دفيناً عميقاً.. يبتلع الآهات فيرسم على شفتيه ابتسامة صفراء يغطي بها آلامه الحادة أعماله اليومية ومشاريعه متناثرة بعيداً. غرس حـوله روضاً من الزهرات الفاتنات ينتشرن حوله.. يتخاطف النظر إليهن (سمراء – شقراء-...
قال لي : " انهض " . فنهضتُ . كانت الساعة تقترب من الثامنة والنصف حين نظرت إليه ، جلست في السرير فأنعشتني رائحة القهوة وجعلتني أصحو قليلاً ، فقد كانت ليلة البارحة طويلة ، أقصد أنني لم أشعر بها إلا وقد تجاوزت منتصف الليل بكثير ، كان يسألني عن أوضاعي وأوضاع أسرتي وأوضاع البلد ، وأنا أجيبه بكل صدق...
هذه هي المرة الثانية التي تتبدى فيها أمام عينيها صورة عنزتها (هرجة) التي كانت تحلب ضرعها في المعمورة، قريتها الغافية بين صخور الجبل الجنوبي في بلدها.. في المرة الأولى عندما كانت واقفة في شرفة برج (إيفيل) تطل منها على باريس.. أما المرة الثانية فهي الان، ويدها تمسك بكأسٍ مليئة بعصير الأناناس في...
أعلى