قصة قصيرة

سألتِـني مرّة , كيف أصرِف حاجتي إلى رائحة المرأة , كلما اشتدّتْ بي رغبة في جسدها, ظننتكِ تلمحين إلى مقدار وفائي لك , فقلتُ بأن شهوة الجنس لا تؤرق بالي, لكنك لم تصدقي مقالتي , وبقيتِ تُلِحين عليَّ في السؤال. ليتكِ كنتِ تتصورين حالي , في هذا الركن القصيِّ من الشمال, بين الفصل التعليمي اليتيم , و...
كما يجدر برجل وحيد ، وبائس تغفو إرهاقا ، والحافلة تمخر عباب الإسفلت ، في ظلمة المغيب الشاحبة ... تنتبه إلى أن تلك الفتاة المحجبة تشبه امرأة سكنتك ، ذات شقاء ، على الأقل هذه تتطلع إليها بحرية ، وأنت تدرك تمام الإدراك أنك رجل غير ناضج عاطفيا ، وتطارد سراب استقرار عاطفي ":آه . يا هند !يا جرحا وشم...
في طريقي إلى كليتي بالقصر العيني كنت أسلك نفس الطريق كل يوم : على عتبة عمارتنا البهية أتصبح بوجه عم عطية البواب النوبي يرفع يده يضرب لي تعظيم سلام و يقول بلهجته المحببة : بالسلامة يابنت الغالية , ثم يتوالى بالدعاء للمرحومة أمي كل صباح.لن أنس أنها حتى في أيامها الأخيرة من عمرها كانت تصحو من...
بينما أنا سائر في بغداد وكلي شوق لمجالسة الرشيد ، لم تسعفني النوبات بالدخول من باب البصرة ، فكان لزاما على بغلتي أن تقرع الأظلاف معلنة دخول الغريب من باب خرسان . لم أفكر أن الأمر صار ليحيا ، وعيون البرامكة متوهجة بغضب النزوات ... الشريط المبلط ينعش بروائح التوابل والقماش ،ونسمات الكافور تبشر...
أنا... أنا...قليلا ما أنظر في المرآة.. لا أعرف لماذا...منذ فارقتني إيطو ، وأنا لا أنظر في المرآة... كثيرا ما يقولون بأنني بهيمي في لباسي ،ومظهري... أنت... أنت... قليلا ما تعرف لم أنا هكذا... لم يتغلغل في داخلي هذا النظام الصارم الذي طبعت نفسي عليه... أهو نظام أم فوضى؟... لا أعرف... هلا سألت...
الطابور على مد البصر، الساق ملتفة بالساق، والمناكب متشابكة، والأجساد تتدافع بعنف. التصق الكل بالكل..وتطلعت الهامات إلى الأعلى، تبحث الأنوف فيها عن نسمة هواء بعد أن عز في الأسفل.. وأنا .. في آخر الطابور أكاد أختنق، بل أختنق فعلا، أحس بالضغط يجتاحني ويكاد يقصم صدري. ألقي نظرة إلى الأسفل أتلمس...
قد تحاكم العالم وأنت في عقر دارك ، فتسافر إلى حيث تلفحك شرارات الاتصال والاحتكاك والاستعارة الثقافية. هشام ناجح . "ستكون أول من يطلع على السر إذا وصلت باكر إلى جزيرة خوان فرنانديز . عند بداية الغابة يوجد الباب الخلفي على يمينك يسطع بتوهج العلامة النحاسية الكبيرة . لاتطرق الباب بقوة لكي لاينزعج...
كلما ذهب زوج عمتي ناظر المدرسة في عمل خارج القاهرة ,كان على أن أذهب للمبيت مع عمتي.شقة عمتي تقع في حي السبتية , تطل غرفها الخلفية على شريط السكك الحديدية و تقاطع القطارات الذاهبة و الآتية من الصعيد و الدلتا. الشرفة المطلة على السكك الحديدية كانت كابوسا بالنسبة لي,كلما واتتني الشجاعة لأقف هناك...
الحب , لا أدري متى سمعت هذه الكلمة لأول مرة, أكيد في أحد الأفلام المصرية القديمة حين يعترف البطل للبطلة بحبه و يقول لها أجمل كلمة في الدنيا : أحبك. الحب في أفلام عبد الحليم حافظ سهد و عذاب و فراق و خصام و صلح و قبلات حارة. الحب في شارعنا غير. حب الشرفات و النوافذ حيث الأحبة داخلون خارجون من...
- 1 - لم يكن يخامر يوسف عدوان – و سأكتفي بتسميته من الآن فصاعدا عدوان فقط، – أدنى شك في أن أباه قد سمع عن نيتشه، أو أنه يعرفه بالفطرة،لأنه يماثله في كثير من الأمور. و إن كان أبوه أميا، و كلامه سوقيا، فإنه لا يجد دليلا على هذا التشابه إلا نوبات الخرف التي كانت تصيب أباه فتفقده الصلة المعقولة مع...
"عندما نتغنى بالوطن تكثر مزابل الأغنياء احتفالا بسذاجتنا" هشام ناجح "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ...." المطمورة الأولى تشعلق برجلها في الفضاء من فرط الشهوة .. ينهمر العرق مدرارا .. يثبت الأجر ان شاء الله .. بعد هذه الصرخة تبعث صرخة الحياة .. يخرج المعاشي من ماء دافق .. الولد للفراش...
دشن درس البلوغ الذي قدمته أستاذة الطبيعيات مرحلة جديدة في سلوك هيفاء نحو جسدها.أصبحت أكثر اهتماما بنضوجه، و ما يعتريه من تغيرات. بشغف بالغ، تقيس يوميا انتفاخ نهديها، و اتساع حوضها. و تلقي نظرة متفحصة على زغب إبطيها،و عانتها. كلما ربا جسدها،و اهتز، انبجست مفاتنه. واكب هذا الانفجار الأنثوي ظهور...
اللعنة الأولى . من يقول انك الإبن الشرعي للوطن ..حتما ستشهر كناش الحالة المدنية .. توهمنا بصورة والدك بالأبيض والأسود .. عيونه تزغرد بالهلع من الشيخ والمقدم والشاف الأكحل أو المزوق ..ولكن لماذا أسألك وأمك حية ترزق ..حتى أمك لايمكنها أن تتذكر مادامت تخرج للسوق بدعوى التبضع ..سأجتهد للتعرف على...
في ذلك العام قررت أن أكون سعيدة، سعيدة كالطيور وأطوي الماضي كورقة تفقد شكلها الأصلي بإبداع الأوريغامي. الطيور تغرد وترفرف ولاتأبه بالأمس. لاتقول قد أستحيل طريدة أو قد تكسر جناحي العاصفة. في المدينة ،الزاحفة المبتلعة لحدودها كل يوم ، امرأة مثلي مجرد عود كبريت في علبة بجوار علب كثيرة في مخزن لا...
ظل كيوبيد يطاردها بسهامه في المنام دون أن ينال مراده. حين استفاقت وَجَدَتْهُ مسجونا في صورة على غلاف المجلة المرمية عند قدم السرير.ابتسمت و حملت المجلة برفق , وضعتها في الدرج و نظرت إلى الساعة. كل مايفصلها عن إجازتها السنوية أسبوع واحد ، سبعة أيام يتغير بعدها إيقاع الحياة و يعلو لحنها الجميل...
أعلى