قصة قصيرة

كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة. بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار، لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني. للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن . حلقت بجناحي الصغيرين...
أُواعِدُ فتاةً شابَّةً بِمِعْطَفٍ قصيرٍ وساقَيْن بديعَتيْن. يروقُ لي مَرْآها وهي آتِيَةٌ لِمَوْعدي. تَعْبُرُ مُسْرِعَةً الشَّارعَ الغاصَّ بِحَرَكَةِ السَّيّاراتِ وضَجيجِ المارَّة، وعيْناها على المَقْهَى الزّجاجيّ حيْث أجلس. أراها من خَلْفِ الواجهة الزّجاجيّة تَتَوقَّفُ قليلاً وتُحْكِمُ ياقَةَ...
“نوستالجيا” ; وجد قلمه يسافر في رحاب لغة غريبةٍ عن معجمه الشعوريّ , ليستعير هذه الكلمة التّي تختزل كلّ ما يوحي للشوق , للحنين , للرغبة , لألم البعد و عمق الإشتياق في ثنايا الذاكرة .. نوستالجيا , تلك الحالة التّي تنتابه فتأسر قلمه بين أنامله لتأمره بأن يكتب كلمات عن حنينٍ متجدّد للحظات جميلة في...
لابد وانك علمت اذن ان امبابة‏,‏ زمان‏,‏ كانت موطنا لاعداد من افذاذ اللاعبين في شتي المجالات‏,‏ ابطال اوليمبيين في المصارعة والملاكمة وحمل الاثقال‏.‏ وقد ظللنا نردد ونحن صغار حكايات لا اول لها ولا اخر عن هؤلاء الابطال‏,‏ وكم سيطر علينا الوجل ونحن نتذاكر حكاية الرباع الذي نسيت اسمه للاسف‏,‏ ذلك...
خالي رجل أحمق. ولد بالضمة على الواو و لم يلد. لا زوجة و لا أبناء. انتهت منذ عقود الحرب الأهلية الإسبانية التي شارك فيها . عاش من عاش.. مات من مات و خالي لا يزال يسكن حروبه. هه؟ ماذا قلت؟ ................ خالي لم يلتق أبدا بعبد الكريم الخطابي. ماذا كان سيفعل عبد الكريم لو التقى به؟ هل يأمر أحد...
بحكم راتبي الذي لا يسمح لي باقتناء سيارة خاصة، فأنا مضطر إلى استعمال وسائل النقل العمومي، كلما أُكرهتُ على السفر. وهذه الوسائل، متوفرة ومتنوعة، والحمد لله، وكل من أراد السفر، في أي اتجاه، لن يعدم الوسيلة.. ولا بأس إن عانى بعض الشئ، فله في ذلك أجر. وبما أني رجل متحضر، أو كذلك أعتبر نفسي.. فأنا...
- اهداء: إلى الموت الذي علمني أن هناك حقيقة واحدة . النافذة المطلة على الكنيسة تلهم الطفل فلاديمير نشوة رهيبة. لا أحد يتسيد الكون سوى هذه البناية المترامية الأطراف والمتدثرة بكساء الخلود، والسامقة بأجراس الصفح والفصح معا . ثمة أسئلة قابعة في النفس. تتكدس في ظلمة الليل الحالك الذي يلفظ الغرباء...
...وأنا في طريقي ...بدأت أتخلص شيئا فشيئا من الأفكار التي ركبتني ساعات... هبطت كل الأزمنة بحثا عن ساعة خلوة، وساعة حنين، وساعة صفاء... كالوشاح لفتني الذكريات... وتزاحمت في طريقي كل الصور.. جففت شفتي من كل ابتسامة ، وألبست وجهي بعضا من الصرامة غير المعهودة في... ووقفت أمام" عبد الجبار" عون السلطة...
باقتراب المساء، يراودني إحساس بوحدة و حزن غريبين، يرتبطان عادة في ذهني بانصرام النهار، و بداية السدول الأولى للظلام. يسيطر علي هذا الشعور حيث لا أطيق مرحلة الانتقال من وضوح النهار المشع ، الذي ينير الأشياء و الكائنات ، و يمنحها الدفء و الحياة، إلى عتمة الليل المطبقة في صمتها و سكونها، في وحشتها...
الأخبار تتوالى على القصر الرئاسي ، الإعتصامات في كل الميادين الإستراتيجية الرئيس في ركن من مكتبه واضعا جريدته أمامه و يشطب من حين لآخر كلمة إنها هوايته المفضلة البحث عن كلمة السر ، و أين له أن يجد هذه الكلمة في ظل واقع البلد الذي أضحت أسراره ظاهرة للعيان ؟ إختلاسات كبار السلطة أضحت حديث العام و...
- إلى سعاد بني أخي - على باب الإدارة العامة استقبل الموظفون مديرهم الجديد.رغم تقدمه في السن بدا وسيما واثقا من نفسه.عند مدخل مكتبه، وقفت كاتبته كأميرة فاتنة غب تعميدها في نهر من حليب. شده صدرها المرمري المتألق تحت ضوء المصباح. تسمر في مكانه فاغرا فاه، يرزح تحت تأثير الوهج الغامر لجسدها الباهر...
رجل الثلج في حديقة الجيران بعيد عن الكمال. أنفه جزرة وعيناه زرا قميص، على عنقه شال عتيق أحاول تذكر زمن رؤيته السابق وعلى أي جِيدٍ كان ولاأنجح. أتَصَنَّعُ ابتسامتي لعلها تصطاد شبيهة تطلع من القلب ويخرج من الذاكرة نصف رجل ثلج آخر. ذاك الذي أبدعه عمي صدرا ورأساً وذراعا مثنيا وأضحى فخوراً كجندي...
كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة. بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار, لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني. للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن . حلقت بجناحي الصغيرين...
غاصت قدما البارونة في الثلج و لم يخجل الأبيض من أن يحط على غطاء رأسها الذي اشتبك فيه دانتيل بصوف أسود. مضت تفحص جذوع الأشجار الصامتة، تمسح هذه وتخدش لحاء تلك في يأس ، تلعق دموعها المالحة ثم تواصل. في الغابة سروة واحدة تحمل سرها والحقيقة. النقش محفوظ في مخيلتها، مرفوق بشدو شحرور وحركة أغصان...
هناك فوق تخوم رابية ساحرة ومروج خضراء ، بين سفوح قاسيون ، وسط غابات الزيتون وأشجار السنديان العملاقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، وأشجارالجوز ، حيث تتعانق وتتهامس أغصان الحور الباسقة والصفصاف ، عناق الأحبة وتغتسل أقدام الأشجار بمياه بردى المحبة لتبوح له بأسرارها في حوار عذب ولغة منشاة ، لتحكي...
أعلى