قصة قصيرة

كلما ذهب زوج عمتي ناظر المدرسة في عمل خارج القاهرة ,كان على أن أذهب للمبيت مع عمتي.شقة عمتي تقع في حي السبتية , تطل غرفها الخلفية على شريط السكك الحديدية و تقاطع القطارات الذاهبة و الآتية من الصعيد و الدلتا. الشرفة المطلة على السكك الحديدية كانت كابوسا بالنسبة لي,كلما واتتني الشجاعة لأقف هناك...
الحب , لا أدري متى سمعت هذه الكلمة لأول مرة, أكيد في أحد الأفلام المصرية القديمة حين يعترف البطل للبطلة بحبه و يقول لها أجمل كلمة في الدنيا : أحبك. الحب في أفلام عبد الحليم حافظ سهد و عذاب و فراق و خصام و صلح و قبلات حارة. الحب في شارعنا غير. حب الشرفات و النوافذ حيث الأحبة داخلون خارجون من...
- 1 - لم يكن يخامر يوسف عدوان – و سأكتفي بتسميته من الآن فصاعدا عدوان فقط، – أدنى شك في أن أباه قد سمع عن نيتشه، أو أنه يعرفه بالفطرة،لأنه يماثله في كثير من الأمور. و إن كان أبوه أميا، و كلامه سوقيا، فإنه لا يجد دليلا على هذا التشابه إلا نوبات الخرف التي كانت تصيب أباه فتفقده الصلة المعقولة مع...
"عندما نتغنى بالوطن تكثر مزابل الأغنياء احتفالا بسذاجتنا" هشام ناجح "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ...." المطمورة الأولى تشعلق برجلها في الفضاء من فرط الشهوة .. ينهمر العرق مدرارا .. يثبت الأجر ان شاء الله .. بعد هذه الصرخة تبعث صرخة الحياة .. يخرج المعاشي من ماء دافق .. الولد للفراش...
دشن درس البلوغ الذي قدمته أستاذة الطبيعيات مرحلة جديدة في سلوك هيفاء نحو جسدها.أصبحت أكثر اهتماما بنضوجه، و ما يعتريه من تغيرات. بشغف بالغ، تقيس يوميا انتفاخ نهديها، و اتساع حوضها. و تلقي نظرة متفحصة على زغب إبطيها،و عانتها. كلما ربا جسدها،و اهتز، انبجست مفاتنه. واكب هذا الانفجار الأنثوي ظهور...
اللعنة الأولى . من يقول انك الإبن الشرعي للوطن ..حتما ستشهر كناش الحالة المدنية .. توهمنا بصورة والدك بالأبيض والأسود .. عيونه تزغرد بالهلع من الشيخ والمقدم والشاف الأكحل أو المزوق ..ولكن لماذا أسألك وأمك حية ترزق ..حتى أمك لايمكنها أن تتذكر مادامت تخرج للسوق بدعوى التبضع ..سأجتهد للتعرف على...
في ذلك العام قررت أن أكون سعيدة، سعيدة كالطيور وأطوي الماضي كورقة تفقد شكلها الأصلي بإبداع الأوريغامي. الطيور تغرد وترفرف ولاتأبه بالأمس. لاتقول قد أستحيل طريدة أو قد تكسر جناحي العاصفة. في المدينة ،الزاحفة المبتلعة لحدودها كل يوم ، امرأة مثلي مجرد عود كبريت في علبة بجوار علب كثيرة في مخزن لا...
ظل كيوبيد يطاردها بسهامه في المنام دون أن ينال مراده. حين استفاقت وَجَدَتْهُ مسجونا في صورة على غلاف المجلة المرمية عند قدم السرير.ابتسمت و حملت المجلة برفق , وضعتها في الدرج و نظرت إلى الساعة. كل مايفصلها عن إجازتها السنوية أسبوع واحد ، سبعة أيام يتغير بعدها إيقاع الحياة و يعلو لحنها الجميل...
كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة. بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار، لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني. للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن . حلقت بجناحي الصغيرين...
أُواعِدُ فتاةً شابَّةً بِمِعْطَفٍ قصيرٍ وساقَيْن بديعَتيْن. يروقُ لي مَرْآها وهي آتِيَةٌ لِمَوْعدي. تَعْبُرُ مُسْرِعَةً الشَّارعَ الغاصَّ بِحَرَكَةِ السَّيّاراتِ وضَجيجِ المارَّة، وعيْناها على المَقْهَى الزّجاجيّ حيْث أجلس. أراها من خَلْفِ الواجهة الزّجاجيّة تَتَوقَّفُ قليلاً وتُحْكِمُ ياقَةَ...
“نوستالجيا” ; وجد قلمه يسافر في رحاب لغة غريبةٍ عن معجمه الشعوريّ , ليستعير هذه الكلمة التّي تختزل كلّ ما يوحي للشوق , للحنين , للرغبة , لألم البعد و عمق الإشتياق في ثنايا الذاكرة .. نوستالجيا , تلك الحالة التّي تنتابه فتأسر قلمه بين أنامله لتأمره بأن يكتب كلمات عن حنينٍ متجدّد للحظات جميلة في...
لابد وانك علمت اذن ان امبابة‏,‏ زمان‏,‏ كانت موطنا لاعداد من افذاذ اللاعبين في شتي المجالات‏,‏ ابطال اوليمبيين في المصارعة والملاكمة وحمل الاثقال‏.‏ وقد ظللنا نردد ونحن صغار حكايات لا اول لها ولا اخر عن هؤلاء الابطال‏,‏ وكم سيطر علينا الوجل ونحن نتذاكر حكاية الرباع الذي نسيت اسمه للاسف‏,‏ ذلك...
خالي رجل أحمق. ولد بالضمة على الواو و لم يلد. لا زوجة و لا أبناء. انتهت منذ عقود الحرب الأهلية الإسبانية التي شارك فيها . عاش من عاش.. مات من مات و خالي لا يزال يسكن حروبه. هه؟ ماذا قلت؟ ................ خالي لم يلتق أبدا بعبد الكريم الخطابي. ماذا كان سيفعل عبد الكريم لو التقى به؟ هل يأمر أحد...
بحكم راتبي الذي لا يسمح لي باقتناء سيارة خاصة، فأنا مضطر إلى استعمال وسائل النقل العمومي، كلما أُكرهتُ على السفر. وهذه الوسائل، متوفرة ومتنوعة، والحمد لله، وكل من أراد السفر، في أي اتجاه، لن يعدم الوسيلة.. ولا بأس إن عانى بعض الشئ، فله في ذلك أجر. وبما أني رجل متحضر، أو كذلك أعتبر نفسي.. فأنا...
- اهداء: إلى الموت الذي علمني أن هناك حقيقة واحدة . النافذة المطلة على الكنيسة تلهم الطفل فلاديمير نشوة رهيبة. لا أحد يتسيد الكون سوى هذه البناية المترامية الأطراف والمتدثرة بكساء الخلود، والسامقة بأجراس الصفح والفصح معا . ثمة أسئلة قابعة في النفس. تتكدس في ظلمة الليل الحالك الذي يلفظ الغرباء...
أعلى