لنقف أولا عند العتبة الأولى للرواية ، ونقصد بذلك غلافها وقراءة صورتها بحمولاتها الدلالية، ثم ما يرافق ذلك من كتابة، ونعني هنا اسم الرواية ، وكاتبها، وناشرها، تبدو صورة الغلاف جلية ومعبرة: حبل نشر الغسيل يقطع عرض الكتاب، وفوقه ملقط واحد فقط، دون أي شيء آخر، وتحت الصورة مباشرة ، عنوان الرواية...
صور معقدة التركيب وشديدة التكثيف السطر الواحد والجملة الواحدة عالم محتشد سريالى فى مقاطع شبه مهندسة تدور كالرحى ما بين الماضى والحاضر دورانا سريعا عبر مقطع ومقطع وكأنما الشاعر يدخلنا إلى العالم الكابوسى المستمد من تاريخ الإنسان فى كل العصور والغرق فيه حيث لا حلم بل هاويات وموتى جدد يعملون بدون...
- لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : باختين في كشفه عن مفهوم التناص ..
" كل أنواع النطق تعتمد على استدعاء غيرها من العبارات، فالنطق نفسه ليس مفرداً، كل صور النطق تظهر معها أصوات أخرى متنافسة ومتصارعة ... الكلمة ليست شيئا مادياً، بل الوسيلة المحمولة المتقلبة إلى الأبد للتفاعل الحواري، وهي لا تنجذب نحو وعي...
لا أحد من المطّلعين على السّاحة الأدبيّة في تونس ينكر تمكّن عبد الواحد السويح من نصّه الشعريّ رغم كل العدول الذي صار يمارسه فيما يكتب وينشر في الصفحات الاجتماعية، فرصيده الإبداعي نثرا وشعرا، وحضوره المتواصل، واشتراكه مع زملائه في تأسيس حركة "نصّ" والتنظير لها، يجيز لنا أن ننطلق في قراءة هذا...
إن يكتب القاصّ عن نفسه، وكيف يكتب؟ و كيف يتعامل مع اللّغة؟ و كيف تنقاد له أحيانا؟ وكيف تستعصى عليه أحياناً أخرى؟ وكيف تهجره الكلمات المراد توظيفها؟ وكيف لا تستقيم له التراكيب المعبّرة؟ و كيف يتزاوج الأسلوب واللّغة فينسكبان بيُسر مع مداد قلمه؟ وكيف يتنافران أحياناً فتحضر اللّغة ويغيب الأسلوب...
الشعر قيمة إنسانية كبرى. بل هو- في رأينا - مصدر كل القيم الجمالية الكبرى التي حركت الحياة منذ فجر التاريخ الإنساني ودفعته نحو الرقي والتقدم: قيم الجمال والخير والحق. هذه القيمة الكبرى –الشعر- تظهر في الإبداع الإنساني في الحياة اليومية في كل الثقافات والآداب والفنون والسلوك وفي النضالات التاريخية...
قدمت قراءات نفسية لعدد من النوفيلا بدأت باللص والكلاب لنجيب محفوظ والعسكري الأسود ليوسف إدريس وشارع بسادة لسيد الوكيل وغيرها، وتعتبر النوفيلا سرد قصير محكم البناء، واقعي أو تهكمي النبرة في الغالب، نشأت في إيطاليا في العصور الوسطى وكانت ترتكز على أحداث محلية ذات طبيعة هزلية أو سياسية أو عاطفية،...
في أثناء وقوفي الطويل أمام ماريا، خرجتْ من قلبي شجرة توت خضراء كنت أحلم أن أصعدها في طفولتي، ولم أستطع بسبب خوفي من الصعود، وها أنذا الآن أحاول أن أغالب خوفي وأطارد ماريا حتي أعلي غصن، علمني الآباء وعلمتني الأم وعلمني الشعر كله أن اللغة إما أن تكون كلامًا أو تكون نظامًا، وأن القواميس هي مثال...
1. ذاكـــرة: مدخل
2007-06-24 على هامش مؤتمر الأدب الفلسطيني في الشتات الذي عقد في جامعة بيت لحم في منتصف حزيران (2007) التقيت بالكاتب سلمان ناطور الذي قرأ مقاطع من كتابه الجديد "ذاكرة" (2006)، وكنت بحثت عن الكتاب في رام الله ونابلس، قبل شهرين، فلم أعثر عليه. وسيخبرني سلمان الذي أحضر نسخاً من...
في دائرة الأبداع الشعري ومقتضيات الإنتاج الصوري وارتداداته الوجدانية في تكوين بعد تواصلي بين القصيدة والمعنى الذي يريده الشاعر في تجسير العلاقة مع القارئ ، لابد أن يضع للجوانب الذاتية الشاعرة مرتكزاً لقراءة وتلمس الجماليات التكوين الربط بين ذاتيتين مقصديتين هما الشاعر وذاته الباعثة والمتلقي...
هذا مساء استثنائي لا كالمساءات مضمخ بالذكرى بالإنسان بالوجع وبالبهاء المترامي الأطراف، بيننا هنا حاضر غائب رحمه الله هو من جمع كل هذا الحضور الطيب المتذوق للغة الضاد لغة الذرر.
ما الشعر إلا جذوةٌ من الشعور، وميضٌ من النبض الإنساني، تجربةُ روحيةُ تجوب أنفاقَ المواجعِ، إنصاتٌ عميقُ لسراديبَ نفسيةٍ...
إن الفعل الذي تنطلق منه كلمة الذاكرة الشعرية، يدل على استمرارية صورة الشيء أو اللفظ في الحفظ ، وذلك من خلال أن يكون واقعاً أولاً ثم يتحول صورة في الذهن ، على اعتبار أن الذاكرة في الشعر هذه القوة النفسية الحافظة للأشياء في الذهن قادرة على استدعائها عقلياً بمقتضى الحاجة اليها ، وهنا تصبح العملية...
يتفق أغلب النقاد والأدباء على أن رواية "زينب" للأديب محمد حسين هيكل التي صدرت سنة 1914 هي أول عمل روائي عربي متكامل يحمل جينات روائية موروثة عن الرواية الغربية الأم، ومبني على أسس تقنية حديثة. ومنذ ذلك التاريخ إلى حد الآن، أي حوالي قرن من الزمن، تتابعت الانتاجات الروائية على مراحل، لكن الساحة...
كمال عبدالحميد شجرة أحزان تشتعل أمامك وأنت منبهر بالأضواء والمسارات النارية التي تتلاقى في حروفه التي تفيض بالألم والخيبة، وهو شجرة كبيرة من الأوراق الندية والصفاء الغامر التي تحط عليها عصافير الكلام، شجرة متناقضة هادئة يسبح في ثنايا جذوعها بركان كلما حمل الناس رؤوسهم إلى الوسائد واطمئنوا...