أنظروا جيدا..
أنا شجرة النهار الغريبة..
جذعي ضارب في الصيرورة..
وغصوني تنمو ببطء..
غير مبالية بزئير الهاوية..
تحط على رأسي بلابل من ذهب..
تشعل العالم بايقاع المحبة
كما لو أنها سرب متصوفة يترجمون
أسرار الغيبيات للعميان..
كتفاي مملوءتان بالفواكه..
ويداي مرفوعتان الى الشمس..
هكذا أقطع غابة يومي...
** آخر الليل
بعد هروبي من الحانة
مثل موريسكي في الهزيع الأخير من الجنون.
تطارده قافلة من الهواجس
ناس مظلمون على أحصنة عمياء
آخر الليل
بعد هروبي خلسة من سم الخياط
من قاع الحانة
كأحد الناجين القلائل من عضة أفعى المامبا.
تاركا الغرسونة معلقة على حبل الشهوة.
تلعق رائحتي بحوافر أنفها الطويل
تاركا...
** أيها اللاوعي.
يا زيز الحصاد الأسود.
نساج المطرزات الأثيلة في الأدغال المعتمة.
سأسحبك بأحبال مخيلتي
ليرشقك الصبية بالحجارة.
ليدهسك قطار متخم بالثلوج والنوستالجيا.
خير لك أن تختبئ في تابوت فرويد.
قبل أن يضربك الأعمى بعصاه.
ويفر سكان المغارة من حرائق التنظير .
***
** العميان يمطرون بغزارة.
طردنا...
( منذ العشرات من النصوص والقصائد والكتابات و فتحي مهذب يطلق لا قانون الكتابة، القاريء هنا يبدو منقادا طوعا لما يسرد الشاعر من أقوال وأحداث وتصورات، ليس من السهل أن يتقدم القاريء على الشاعر في تجارب كتابية مختلفة، الشاعر يتحرك فوق أرض رغم أنها صلبة إلا أنها في نفس الوقت أرضا قلقة، لا سمات ثابتة،...
*** بعد طرد المسلمات من حديقة رأسي .
مثل لصوص دغمائيين.
بعد طرد السماء من شرفتي.
طرد الفلاسفة من شقتي حاملين جرارا مملوءة بسم الشوكران.
طرد ستين سنة من الرماد والنباح الليلي.
طرد الحطابين من جزر المعنى.
بعد هبوب فرس المخيلة في المرآة
بعد سقوط الظل في شرك اليوطوبيا.
سأفتض بكارتك أيها الموت.
أنزع...
** حين تختفي أشياء مهمة جدا.
الأزهار المغرورقة بالدموع
في حديقة جارنا المسن.
الحقيقة في مفاصل المدخنة.
الموسيقي في مرتفعات النص.
المسيح في ألبوم الأسقف.
عندئذ يجيء الفراغ مثل فهد أزرق.
تتبعه ستون سنة من العذاب الخالص.
جوقة من زيزان العائلة المنقرضة.
أطفال لم يولدوا بعد.
يخمشون...
يكفي أن ترمي صنارة في مرآة..
حتى تتخبط سمكة المخيلة
وتعض كاحلك موجة مهاجرة..
يكفي أن تبني علاقات مع أرواح شريرة..
حتى تتحول أصابعك إلى مخالب..
يكفي أن تسرد حرائق الغابة
حتى تندلع مفاصل الباب
بعواء موجع..
يكفي أن تشغل مصباحك الكلاسيكي..
حتى تفر خفافيش مجلجلة
من معطفك الشتوي..
يكفي أن تهبط إلى...
** كنت سأولد ذئبا محترما وأنيقا.
يبشر القطعان بأيات الكتاب المقدس..
تطفر الدموع من عنقه المظلم..
ثم يستدرج ضحاياه آخر المساء
إلى وجاره المليء بكتب اللاهوت..
وبقايا عظام الحملان ..
لكن الغابة تضرعت إلى الله
بأن يبدل فكرته ..
ويدع العالم هادئا خاليا من شروري اليومية..
كنت سأولد رخا بأجنحة عملاقة...
** لم يصدقني أحد.
حين قلت : إن الشمس شقيقتي الصغرى.
فرت من معتقل الوشق الأحمر.
والتصقت بالسماء.
***
لم يصدقني أحد .
حين قلت : إني انتحرت منذ عشرين سنة.
لما صعدت بحبل مخيلتي الطويل برج كنيسة مهجورة.
وألقيت نفسي في الهاوية.
كان علي أن أشق جيب معدتي مثل ساموراي شريف.
يومها إختفت أمي في براري ألف...
" سوف أتوصل، كما هو متوقع، إلى نتيجة مفادها أن ما بعد الحداثة، وهو آخر من الحداثة، لا يمكن تعريفه في سياق خطابنا "الحديث"، ولا ينبغي أن يكون من العبث تمامًا أن نضع موضع التساؤل ما الذي يشكل الفصل بين الحداثي وما بعد الحداثي - ذلك هو ما يكمن وراء إمكانية حديثنا عن الحديث أصلاً. وبالمثل، من...