نثر

في أحد شوارعِ الحيّ اللَّاتينيّ بباريس، انتظرت بودلير لِيصحبني معهُ إلى فندقِ لوزون و أثناءَ سيري معهُ قالَ : أنتِ لمْ تجربي هذا السحر من قبل. قلت : لا رد : حسناً، أقولُ لكَ ولكلّ الذين لديهم فضول التعرف على ملذاتٍ استثنائيّة، أنْ يعرفوا أنهم لن يجدوا في الحشيشِ أَيّ شيءٍ خارقٍ، أَيّ شيء مطلقا...
كنتُ بشراً مثلكم قبل إن تسحقني حبيبتي ولأن الأمر أعجبها ..أصبحتُ رصيفاً وها أنا يسحقني الجياع.. ودموع اليتامى تبلل جسدي أحتظن المشردين فينامون على صدري رصيفٌ أنا أريد إن أحتظن العالم كلة وعلى العالم كلة.. إن يسحقني و ترى أنا من يحتظنني .. ؟ ومن يحتظن مجنوناً مثلي.. ومن يعلم أننا جميعنا مجانين...
هَمس الإشتِياق.. وتَمخُضات القلب وخفقات اللهفة.. أشياء يُسَكِنها اللقاء!.. ما أجمل ميلاد الحُب من رحم الأيام .. كأقمار تُنير فضاء الروح.. كأنهار تَروِي بَساتين المَحبة؛ فَتُنبت زهراً يُشبهنا.. جُذوره عمِيقة كَحبُنا.. وسَاقُه غَلِيظ مُمتليء بالأماني المعقُودة على نَواصِي الأوراق المُنتَصِبة؛ حباً...
لخمسٍ بقينَ من ربيع الثاني من العام 1397 من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، الموافق للعام 1977م، وضعتني أمي، عند الخامسة من فجر الخميس، بعد مخاض أذوى جسمها النحيل، وَأَماتَ قُوَّتها، وفكَّ حَلَقَةَ صبرها، وما أن وَلجتُ إلى الدنيا نديّاً، عارياً، على جسمي قطع صغار من رحلة العبور من بطن أمي الآمن...
حين خلق الله الإسفنج عرف الإنسان الناحية الأخرى للحياة وعرف كيف يكون مطاطيا إلى أبعد مدى وكيف يمتص الطلقات المتجهة نحوه ومتى يكسر الصلابة بليونة واحتواء وعرف أن الماء معبأ بكائنات لاتراها العين ولكن يراها الإسفنج الراقد في عمق البحر تماما كما يرى اللصوص المختبئة في الغابات المرجانية الملونة وهم...
أنا غلطة والداي .. حين حملت بي أمي حزنت .. لكنها كانت قد اشترطت على ابي ان تسمي اي ينت تلدها .. نور جدتي لأبي اسمها حواء كانت اجمل امراة في القرية ولم يسم باسمها اي من اولادها السبعة في حين كلهم خلدوا اسم جدي سبعة صبية في العائلة اسمهم احمد اعطوا جدي صك تصريح ليغيظ جدتي بحب ابنائه له .. قال ابي...
أَيَّتُهَا الأرْبَعُونْ تُدَخِّنِينَ أَعْوَامِيَ بِمَزَاجٍ بَارِدْ تـُخَلِّصِيْنَ نَحولَ يَدَيْكِ مِن أَصْفَادِ حُزْنِي الطَّوِيلْ خَلْفَكِ يَقِفُ رَهْطُ الأمْنِيَاتِ الغَابِرْ تُضَيِّفينَهُمْ مَا جَادَ مِن خُبْزِ نَدَمي يَتَرَنَّحُ حَظِّي كَثَمِلٍ عِنْدَ بَابِ الضُّحَى رَآني أَتَعَكَّزُ ظِلَّهُ...
على قلبي وقفت أفتح نافذة الذكريات ولا أسمع غير اصطكاك الحكايا تعبث رياح الفقد بدواخلي النافذة تتوارى قائلة: أنا منحوتة عاشق موعود، نسيني حين نظرة أضع على فمهما أصفاد التناسي.. فتقهقه حتى تبان نواجذها المثقوبة: لا تكابري فأنا خلاص سارق، يختلس أنوثتك من وراء إنفلاتي.. أصفعها في وجه وحدتي وأقبل المرآة
متفضلةُُ بخجلٍ على كُرسي المقهى..القُرط الدائري الناعم..الخاتَم ذُو الماسة..العِقد فضِي اللون..والحُمرة في تلك الشفتين..وأنتِ في ذاك البنفسج.. والساعة في مِعصمك الأيسر..عيناك تغازل بحرارة.. وأنا بِقربك مُتصبِر.. تلك تفاصيل لقاء أول بأنثى ليست كغيرها، ووجه قادر على أن يفض إشتباك الأعين في...
في البدء كان الملح الذي راوغ البحر بدواماته وانسل من بين مسامه المترامية حول تضاريس الأرض وقت الشهيق ووقت الضحى حين تتبخر الأرواح لتتلاقى في الأفق وتدفعها أنفاس الكواكب السائرة حول القلب حين تتذوق الشمس طعم الماء وتصهر الأوكسجين من رئتي العالم فيتوالد الغيم من أحشاء الملح ولأن الملح حبل الغمام...
وتصعد قصائد العشاق للسماء قبل ميلادهم، وعطر الطمي يعبق الأصابع الرقيقة، عندما كانت الأرض ماء..، وفي جروف الدمع ينبت الغروب، مرتعشاً من برودة الغسق. والحائرون في إنوجاد لم يعهدوه، يدورون كلآلئ البحر، ينظرون للنجوم. فيلمع الدم القرمزي في الكروم، وترتل جوقة الملائكة لحناً مقدساً لبراعم...
من هنا كان المِلحُ حين بكت الملائكةُ وسالت عبراتها كنهر ثائر ولحظة تهافت الشياطين بمشاعل حارقة نحو الأرض_ خلقه الله _ حين جرت الشمسُ كانت روحُه تجري لمستقرٍ لها في أوردةِ الكائناتِ جميعِها كي تبقى حكاياتُ العالمِ نابضةً وحيةً كدورانِ الدم وتنبتُ حدائقُ السماوات ورودًا بيضاءَ من مِلحٍ كي تحكي...
علي خطي من مضي يمضي يساءل الكتب الصفراء عن سدنة المعبد سادنوا الصحراء. في غفلة من أصحاب الوقت يروي سيرته ما تبقي من جماجم الموتي وحطام معبد النار وتعاويذ الكهنة علي خطي من مضي يمضي يساءل الكتب الصفراء . عن الخرافة الأبدية عن خطي سالكة في المنكب البرزخي عن نبذة ينأي فيها ويحتمي في المنتبذ القصي...
أخشى هذا الكشفَ. قلتْ للطّبيبْ. غطَّى جزعي بابتسامتهِ وقال: لا ألمَ، لا دمَ، ستسمعينَ صوتاً فقطْ. قلتُ له: كمْ يُزعِجُني هذا الصّوتْ! قال: لا تتحرّكي، إهدَئي، استرخي فقطْ. لم يَفهمْني الطبيبُ؛ لا شأنَ له بوجعِ القلبْ كيفَ اشرحُ له؟ أنَّ جهازَهُ هذا برنينهِ المغناطيسيّ، سيتجولُ بينَ تلافيف عقْلي،...
أعلى