رغم بعدك عني
مع هذا
أشعر ان وجودك الكبير
يملأ المكان بالمعاني
ويجعله مثل غيمة
تمطر
تمطر
فتخضر الأوراڨ
وحدك من يشغلني
عن القراءة
وكلما فتحت كتابا
تركته
لأكتبك أنت
وحدك
من يشغلني عن الصلاة
ولكن الله غفور
وكلما قدمتني الملأئكة
للعقاب
يقول الله لهم
أتركوه
هذا شاعر عاشق
منذ أن أقتطع الكوسج
كما نسمي، سمكة القرش،
هنا في الجنوب،
ساق أحد الأولاد
منعتني أمي
من السباحة حتى في الترع
أو الإقتراب من نهر الخورة
بيد أني كثيرا
ما كنت أغافلها
فأن يأكلني الكوسج
أو أغرق
أفضل من أن يقول عني أصحابي؛
يخاف من أمه
وكانت حين تعرف
من ملابسي المطينة أو بلل رأسي
فتتناوشني بمكنسة...
جارتي تبكي لشعري
وانا أقدّ القول أغلالا كي أوثقك إلى صدري
لست كلفا بي
ولكنّي أقول
هذا طيف مشرعة نوافذه على ليلي
ووامضة نجماته في مقلتيّ
وباسقة صفصافاته في خيالي
الشعراء يلزمهم قلعة من الوهم
كي يصعدوا في السماء
وقليل من الحبّ
حتى يفتحوا قارّة في الشمس
وكثير من الألم كي يعلّموا الناس الصّبر...
امي تعد الخبز في الأشفاق
والقمر يعد فطائر نوره
حتى إذا توهجت الأقباس
تبادلا قرصين
امي تخفي فطيرة القمر في ردنها
والقمر يختفي تحت غيمة
كي لا يقتسم حصته مع النجوم
ابي يتعجل الوضوء والمغرب مقرفص
فوق هلال الصومعة
حتى إذا خرج من الباب الخلفي
نزل المغرب ليقوم في المحراب
والخطاطيف التي في...
كل ما في الحب يعرفنا
شجن المساء
العصافير التي ليس لها فنن
صفير القطار
بكاء بائعة الورد التي ذبلت
الباعة المتجولون بلا وطن
رائحة البنّ التي تبحث عن عاشقين
لم يسعفهما برج الميزان
كي يلتقيا
اول الغيث في تشرين
وأصوات المدينة التي فقدت أصابعها
فلم ترسم على البلّور قلوب الراحلين
كلّ ما في...
ميريام ... والقلبُ الثقيلُ مع الغيابِ يئنّ مثل الذئبِ مقصوفاً بصوّانِ الحنينْ
ميريام... يا بنتَ القصيدة في تجلّيها الأخير كأنّها دمعٌ يهرّ على صدور الياسمينْ
ميريامُ ... سيدةُ البهاء
وروحها الخضراءُ تولد كلّ حينْ
ولها أصابعها الشفيفةُ تنحت الزمنَ المقطّع في شرايين السنينْ
ولها اسمها القدسيّ ...
لمنْ تزرعُ الوردَ؟
والشمسُ غارقةٌ في سباتٍ عميقٍ
هوَ الليلُ سيّدُ هذا الزمانِ
عواءُ ذئابِهِ لا ينتهي
والمرايا مكسّرةٌ لا ترى أو تحسُّ
على شفتيِّ مدينتِنا
يتربّصُ سورٌ
وخلفَهُ ألوانُ أحلامِنا
جثثٌ
متناثرةٌ في الزوايا
لمنْ تزرعُ الوردَ؟
والحربُ...
يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ
****
هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ...
(1)
انا هناك
القي حروفاً في إتجاهِ الريح
تحمل ما تبقى في دمائي من وهن
وجه المدينةِ أزرقٌ
والشوارعُ تختفي
الصمتُ يطبق كفيه على وجودي
والحزنُ مطرقةٌ تدقُ أبوابَ العدم
(2)
انا هنا
ألقي تعاويذي على قلبي
تحيلُ النبض إلى هوية
وتفك طلسمَ وحدتي
أصطفُ خلفَ يمامةٍ
لا تحددُ بوصلةً
ولا أَمَدَ إنتظار
(3)...