هذه الهاربة العينين والجرح الذي يضحك
أمي
هذه الخاصرة التعبى من الحزن وبرد
الجهة الأخرى ومني
هي أمي
هذه الثلجية الفودين
من حوّل هذا الليل قنديلاً يغني
آه يا أمي
لقد أعطيتني صوتاً له طعم الملايين
التي تمشي إلى الشمس وتبني
كنت في صدرك عصفوراً
رمته النار ، سمته يداً تخضر
ها عصفورك الناري في السجن...
هذي المرأةُ أجملُ
- شيئاً- مما كنتَ تظنُّ
وأكملُ
تكتُبها حيناً، ترسمها، تمحوها
وتعودُ تقرُّ بأنك لا تعرفُ عنها إلا ما تمحوه
امرأةٌ تشبه كلَّ نساءِ الدنيا
لكن لا تشبه أحداً أبداً
تجلسُ في منتصفِ الضجةِ هادئةً كفراءٍ
طيبةً جداً كالصلصال
تشكّلها أغنيةٌ
تصعدُ أعلى الطبلِ
تغنّي
ترقصُ
تصرخُ
أو تتشظّى...
هند
أيا ذاتاً غدت ذاتى
حوت سعدى و جناتى
سرت كالروح تملأنى
و توقظها مسراتى
أحبك هند .. يا ذاتى
بكل شراسة الغابات
تكمن فى دعاباتى
و كل ضراوة الأشجان
غنتها فراشاتى
و كل قداسة الأديان
فى عينيك عاشتها خيالاتى
و كنت الزاد فى سفرى
رفيقى فى المسافات
و كنت الصبح يبهجنى
بوهجٍ ظل مرآتى
و كنت النور يا نورى...
أَمام الجِدار بِالقُرْبِ من النَّافِذَةِ
في كل يَوْم، في نفس الوَقْت
أقْفُ و القِطُّ الاسود
أقول: ” مَن يجرُؤ على وضَع الجَرَس على عُنُق القِطُّ! “
في كل يَوْم، في نَّفْسِ الوَقْت ،
يُعيد القِطُّ تَرَاكِيب المَشْهَد
و يَقْرَع نَّاقُوس الخَطَر
في الجِدارِ تَأمَّل الفَقِير في وهجِ حُزنه المُعتاد...
(1)
لك الله يازامِرَ الحيِّ
ما عاد شدْوُكَ يطربُ..
فالكلُّ صُمٌ وبُكْم!
سكارى من الوجد كانوا
فما أبصر العائدون..
من الكرنفال ثقوب الجدار !
وما خجلوا مثلما..
تستحي نجمة من ضياء النهار
تداعى البناءُ
على جوغة المنشدين !
تخير لمزمارك الوقت
والحفل ، والدار
إنّ البكاء على الأمس عار
وجمّش هزارك باللحن...
قلوب في جوانبها ضرام = يفوق النار وقدا واندلاعا
يظن العسف يورثنا انصياعا = فلا والله ان يجد انصياعا
ولا يوهي عزائمنا ولكن = يزيد عزيمة الحر اندفاعا
سناخذ حقنا مهما تعالوا = وان نصبوا المدافع والقلاعا
وان هم كتموه فليس يخفي = وان هم ضيعوه فلن يضاعا
طغى فأعد للاحرار سجنا = وصير ارضنا سجنا مشاعا...
أمة للمجد والمجد لها = وثبت تنشد مستقبلها
رو نفسي من حديث خالد = كلما غنت به أثملها
من هوى السودان من آماله = من كفاح ناره أشعلها
أيها الحادي انطلق وأصعد بنا = وتخير في الذرى أطولها
نحن قوم ليس يرضى همهم = أن ينالوا في العلا أسهلها
و قريبا يسفر الأفق لنا عن = أمان لم نعش إلا لها
إنه الفجر الذي...
في قبوي
لا تتحرك الأصوات،
كل ليلة يهبط القمر
بالباراشوت
يقلب بين الأشياء،
يعد بيض الظل
يختفي وسط الأضواء
يترك مظلته مشرعة كخيمة...
أبقى بالجوار كصحراء،
أفصل أسماء من الصدى
أسقي اسم الغياب،
ولا نجمة تنبت
من بين نهدي.
"عنفوان فؤاد"