شعر

لم يكن إلا رجلا بعينين لوزيتين وندبة في الجبين وتاريخ حافل بالفراش والنحل والببغاء لم يكن إلا رجلا عابرا بين اغنيتين موسمين أو صدفتين أو صفين من الشجر الحكومي الذي ينبت هكذا في الخلاء بلا أي معنى ولا أي فلسفة واضحة لم يكن سوى رجل عابر في عبير المساء حاملاربما دورقا علبة من طعام القطط خضرا للحساء...
مِن بَردِيّةِ ظَهرَت أمامي رأيتُ ألسِنَةً كالطيرِ وامرأةً ترقُص وحدَها، في الجَنبِ شَقْفَةُ وَجهٍ وسُنبلةٌ وبأعلَى يبدو أنها ساقُ رَجُل، على اليسارِ طَيفٌ تآكَلَ في دَعَةٍ لكاهنٍ بمنقارٍ، أيضاً حَرفٌ كقاربٍ فيهِ نُقطَة ثَمَر تَحتَهُ خَطٌّ بتعَرّجاتٍ و نجوم، قُربَ ساقِ الرَجُل سَرطانٌ وسطَ...
حزينة بما يكفي لإشعال ليل ومفتقدة كل الحفيف الذي يحيل الغاب زقزقات ماالحياة ان لم تكن لقيا في سفوح العمر وما الموت إن لم يكن غيابا وأبوابا موصدة في القلب نوافير تكف عن الثرثرة اذ يغادرنا الأحبة ونخلات تسقطن الجريد عندما تستحيل الصباحات متشابهة في البال وجه من الوعد وصوت يشبه رعد المواسم اذ...
البحرُ موعِدُنا وشاطئُنا العواصف جازف فقد بعُد القريب ومات من ترجُوه واشتدَّ المُخالف لن يرحم الموجُ الجبان ولن ينال الأمن خائف القلب تسكنه المواويل الحزينة والمدائن للصيارف خلت الأماكن للقطيعة من تُعادي أو تُحالف؟ جازف ولا تأمن لهذا الليل أن يمضي ولا أن يُصلح الأشياء تالف هذا طريق البحر لا...
نحتاج الغيم كي ندّثر بالمعاطف والشاي الدافئ لنفتح الباب للشتاء نحتاج البرتقال لنستمتع باستدارة الشّمس والنجم البعيد لنحنّ لصوت الأحبّة نحتاج الحفيف لنعيد تهجئة حروف الغياب حرفا حرفا وارتعاش الفراش كي لا نسكب دورق الماء قطرة قطرة على شفاه العطش نحتاج البوح كي لا ننسى التفاصيل.... للخريف صوت...
أجلس ووجهي إلى الجدار بصعوبة بالغة أتهجى رسالة من العهد القديم حيث يخاطب الجندي المقاتل حلمه الماضي نتقاسم الملح والأساطير نتقابل في الأروقة وتختلف اتجاهاتنا في الأزقة وتتقاطع نظراتنا في كل الآفاق لا نتحاور ولو في الغياب ولا نلتقي حتى في الكتب تحيتك نسيان مؤقت في انتظار نسيان آخر مصافحتك عادة...
هنا يَفسُدُ الملحُ. يأسنُ ماءُ الينابيعِ. يؤذي النسيمُ. ويُعدي الغمامُ هنا تثلجُ الشمسُ. مبخرةُ الثلجِ تُشعلُ شعرَ الحواجبِ والأنفِ. تدنو الأفاعي. وينأى الحمامُ هنا يسهرُ الموتُ في اليومِ دهراً. وروحُ الحياةِ تنامُ نهاراً ودهراً تنامُ بكاءُ الرجالِ هنا. وبكاءُ النساءِ. ليضحكَ ملءَ البكاءِ لئامٌ...
غبرة ليلية في الشارع العشرين في مقهى الشبيبة في عيون الناس في الأبواب في لون العباءات الرماد كانت الأبواب في مقهى الشبيبة كجناحين حديديين في وجه التآمر مغلقات إن شيئا يزحف الليلة من صمت المقابر فوق وجه الشارع العشرين...
المومس الأجيرة الحقيرة أكثر من حبيبتي سخاءا أتيتها مساءا معانقا أعانق الهواءا هبّ من القطب على الظهيرة مقبلا عيونها الخواءا كأنني كيشوت في الأصيل يركض خلف ظله الطويل و يطعن السنابل الكسيرة يظنها الأعداء ضممت منها جثة بيضاءا تكفنت من داخل و قبرها في جوفها تناءى حملت منها صخرة صماءا تشدني إلى...
من مرضي من السرير الأبيض من جاري انهار على فراشه وحشرجا يمصّ من زجاجة أنفاسه المصفّرة من حلمي الذي يمدّ لي طريقه للمقبرة و القمر الريض و الدجى أكتبها وصيّة لزوجتي المنتظرة و طفلي الصارخ في رقاده أبي أبي تلم في حروفها من عمري المعذّب لو أنّ عوليس و قد عاد إلى دياره صاحت به الآلهة الحاقدة المدمّرة...
تريده هكذا: أكبر من شجرة، وأصغر من مقعد خشبي بكنيسة منسية. . يريدها هكذا: أصغر من ظل بناية مهدمة، وأكبر من نور عالق بقفل زنزانة. • الساعة تبيض الدقائق، الدقيقة تلقن الثواني درسا في القفز، الثانية تستحم داخل عين الوقت. الوقت أرنب يبحث عن أقرب قبعة لساحر فاشل. • الزمن داخل القصيدة يفتك بعظام...
1- ظلي يتبعني يسيح يحلق بأجنحة الريح فوق شباك حراك جريح 2- آه يا ظلي هل ممكن الوجود لوجهي احتكاك أو لجسدي عراك ؟ 3- ظلي آه يا ممكن الوجود هل اتاك حديث الحراك بحثاثة الترشيح او حثالة الترجبح. 4- ظلي يحلق معلقا في الهواء مبتهجا متوجا يتركني مدججا بهيولى سراب مفضوح.. 5 هل اتاك حديث الحراك يا من...
القتلة يرقصون على جثتي كنت احظى بما يكفي من الفرح قبل الرصاصة الغادرة! كانت الساحة مكتظة بالحلم والأمل اظنها لا تزال وهي تحدث عن دمي لا يزال الحلم والأمل في ميدان الاعتصام ملهما الصبايا والفتيات- الأمهات والزغاريد صنع الطعام؛ والصبية وهمة الشباب كل شيء؛ يثير شهية الحياة! الاغنيات الرسوم...
يحدثْ إذا ابتعد الأعمى مخفوراً بهسيس الظلام أن تنبثق من بؤبؤيه عصافيرُ برّاقة -- وأحيانًاً إذْ تتفتح عيون الطَّلِّ تتقمّص أزهارٌ شفاهَ الغواني -- ومرّةًً رأينا عراَّفين يسْملون عيون النّهار وبغامض التّعزيم يصنعون من الرَّمادِ ظلاماً --- ومرّةً فكَّرنا في المصير الأسود للطحالب الحمقاء فنما قلقٌ...
(1) غضبٌ في السماء وقد صبّت الشمسُ من حقدها ما تشاء! شواظاً وناراً، فما ثَمَّ ماء! (2) لم يكن في السماوات من مطرٍ، فالسحاب جهامْ والأرض من غيظها برْقَعتْ وجهها تستفزُّ الأنام. هبّت الريح تتْرى، بأخْبثَ ما تحمل الريحُ، واستوثق المَحْلُ يسري، وشاع السقام. وعمّ الظلام. ودبَّ السهاد فلا نوم،...
أعلى