شعر

قمَرٌ مرَّ الهُوَيْنا فوْقَ سُدٍّ، لِيرى وجْه القمَرْ كان حوْضُ السّدِّ ظمآنا وكان الطّقسُ ظمْآنا ومن عاميْن لم يغسِلْ أياديهِ الشّجَرْ … شاءَ ذاك القُرْصُ أنْ يهرُبَ خلْفَ اللّيلِ كيْ يُنسى ، كما حُوتٍ مريضٍ في بحَرْ غيرَ أنّ الأرضَ لا تقدِرُ أن تنساهُ فهْوَ الأخُ وهْوَ الابنُ، في أسطورةِ...
كم جمعنا من حصى يا فاطمة وكم حلزون أجبرناه كي يخرج مجساته ويزحف على ظهر أيدينا وكم عذبة تلك الدلاء نعرضها للمزراب فيفعمها ماء ثجاجا وكم حامضا كان ذاك البرقوق وحفيا بنا ذلك القمر السكران هل كبرنا يافاطمة أم أن الأرض هي التي اتسعت فلم نعد نقدر على لم أطرافها هل كبرنا أم أن الأشجار سافرت سحرا...
أرى ولا أبصر أحدا. كأنّي الذي في منامه يمشي وأخطو على بدد من تراب .. وأنصت أنصت لا أحد الآن يسمعني، ترى أين غابوا، فهذي بيوتاتهم تمدّ إلى الريح أعناقها وهذي تفاصيلهم كلّها ماؤهم في القراب، خناجرهم عانقت غمدها ، بعض ملح غريب مسجّى على خبز حنطتهم في الخلاء، ركاب بلا فارس يمتطيه . نواوير سرج معفرة...
تدعوكَ للشعر الشفاهُ فهاتِهِ..! لا شِعرَ يَحضُرُ بعدَ قُبلة هاتهِ فلرُبَّما أنساكَ قولاً فِعلُها فاكتبْ وإن كان القصيدُ لذاتهِ يكفيكَ ما يعِظُ الحنينُ فإنهُ أجدى، فلا تُفسِدْ عليهِ عِظاتِه يكفيكَ ما اختزلَ الشذا مِن وصفها فالعِطرُ يبرَأُ من جميع صِفاتهِ تكفيكَ شهقةُ “هيتَ لكْ”.. فلأنها للخلدِ...
يا بصرةَ (سعدي) و(السيّابْ)، يا أُخْتَ المَوصِلِ باعدَنا أوغادُ المِنْطَقةِ الخضراءْ، ما زُرْتُكِ إلا في حُلُمي، في كُتُبِ (الجاحظِ) و(الحسنِ البصريِّ)، و(سِيْبَوَيْهِ) و(بشّارَ بنِ البُرْدِ)، و(البريكانْ)، في (الأخفشِ) و(الخليلِ بنِ أحمدَ) وهُوَ يرسِمُ معجمَ (العينِ) الأصيلْ، في (الأصمعيِّ) وهو...
النجمات يضاعفن نورهن لفضح جسده يوغل هو في التخفي راميا بالقمر في الغدير ليس يحتاج الليل أثوابا فلا احد يهتم بأثواب الليل التي لا يعرف احد لونها ولا حتي شكل ازرارها الليل رحيم بالغريب لا يسأله من أين أتى ولا الي أين وجهته ولا يطلب منه أبدا هويته يعشق الليل الغيوم لانها تضمن سره القدسي وتبتلع...
مرآة الذي أنا أرملته الآن ميتٌ على يدي منذ البارحة رفع عن عينيه شهوة الأقواس نفض عنه لهفة المدن البعيدة ونام. الذي هو كل هذا الصمت أتركوه نائمًا في زهوري السوداء. نبيذ حين أنتَ لست الحب وكلماتك زبد لماذا عصرتني في زاوية المطار وسقيتني من فمك حتى اللظى؟ حين أنت لست لي لماذا لوّحت من خلف زجاج...
كان في دفتر الحياة ما لا يحصى من خيانات: راديو ينقل أخبار الحرب بينما يد ترفع الراية البيضاء وقتلى من الأحلام دم يخرج من جسد الصبوات بيت بعيد تصعد إليه من زاوية يحرسها النهر...يخون صالون تتوسطه مائدة عليها تنام القصائد سكرى...تخون ستارة بيضاء يدخل منها الضوء ويسطو على وِضْعَةِ الحب...ضوء يخون...
الليلةَ جئنا لننامَ هنا سيّدتي يا أمَّ الأنهارِ، ويا خالةَ هذا المرجِ الفضّيّ يا جدَّةَ قنديلِ الزيتون الليلةَ جئناكِ نغنّي للشعرِ المكتوبِ على أرصفةِ الشهداءِ المغمورين نغنّي للعمّالِ المطرودينَ نغنّي ولجفرا سنغنّي. – مَنْ ﻟﻢ يعرْف جفرا… فليدفن رأْسَهْ من ﻟﻢ يعشق جفرا… فليشنق نَفْسَهْ فليشرب...
الشعراء.. سلالة الدراويش والسلاك ما تبقي من الصعاليك الهائمون علي قلوبهم الخائفون من غضب الكلمات الغاوون كفراش الحقول النائمون بأجفان مفتحة المجهشة أصابعهم علي صدر الورق المتعمدون أبدا في نهر الحبر عفوا هل قلت الحب؟ المطرودون من مدينة أفلاطون المشيدون لأخرى علي أنقاض إرم ….. الشعراء... اسلافي...
العابدون الذين لا ينقطعون عن المحراب حتى يزيدوا في تبتلهم ابتكروا راتبة العشاء وهي منقطعة عن غيرها فما بالنا نحن العشاق الذين لا ننقطع عن العناق ولا يقرب من شفاهنا البرد وكؤوسنا دائما عامرة لا نبتكر قبلة تكون في أول الليل وقبل انطفاء آخر نجم ونسميها راتبة القبل
وفي دمشق وحدها لا يقول الناس: في ظلام الليل.... فالليل هنا صباح جميل مثل عينيك حبيبتي وفي دمشق، النجوم تاتلق في النهار والكمنجات لا تنام ليلا وفي دمشق السلام لا يحتاج إلى حارس والحمام دائم الرفيف وفي دمشق تتعانق الأديان في حب الله وفي دمشق الحب قصائد خضر وأنهار لا تجف وفي دمشق السوريات لا يتعطرن...
الفتى هاشمي لا مكان في سيفه للصدأ وبيارقه مشرقة لا تحدها سماء والأرض لا تسع خضرتها خيله لا تعرف النكوص وليس في قلبها باب للهرب يعد لقائظة جائرة تابوتا أبيض في خزائنه ذهب مغاير ومن كفه تنفرط الجنان تاجه الرضا ولقدميه تفرش الأرض وقارها أعلى جبينه النور قائم وعلى دمه تستقيم الصلاة روحه مفضضة بالورع...
من قديم الزمان ، وأنا أرضعُ التبغَ والعار أحبُّ الخمرَ والشتائم والشفاه التي تقبّلْ ماري ماري التي كانت اسمها أمي حارّة كالجرب سمراء كيومٍ طويل غائم أحبُّها ، أكره لحمها المشبعَ بالهمجية والعطر ، أربضُ عند عتبتها كالغلام وفي صدري رغبةٌ مزمنه تشتهي ماري كجثة زرقاء تختلج بالحلي والذكريات . من قديم...
على القلبِ أن ينتحي الآن رُكناً قصيّا ويندبَ في الصّمت خدَّيْهِ، يعوي كهِرٍّ قديم… وينسى على القلب أن يحتفي بالمنافي: سلامٌ على كلِّ منفى جديدٍ سلامٌ على صاحبي، كنتُ سقّيتُه من نبيذي، فأهداني الفجرَ جبّانةً… ثم غابْ سلام على كفِّها، كفِّ سلمى السّرابْ سلامٌ على موعدٍ كان يجمعنا عصرَ يومِ...
أعلى