سرد

كانت قيادة العربة نزهة منعشة بين صفوف النخيل الشاهقة المثمرة . ... بين الظلال الوفيرة والترع المخضرة الزاخرة بالاسماك والظليلة , بين طوفتين او اسلاك او اسيجة بساتين من القصب والجذوع والبواري وكان القيصر يغني وهو يسوط الحمار برفق ( امك على البير وامي على البير )... ذات يوم عصى الحمار ولم يتحرك...
الانفلات من أسر الزمان والمكان والخروج من اللحظة باللحظة في اللحظة" هدأت الرياح الشمالية الباردة، واستقرت الشمس في قلب السماء، بعد أن حلتْ ضفائرها المليئة بالأنوار، فتنفستْ الأرض بالجمال والدفء والربيع. بدأ الاخضرار يغمرُ الأعشاب الشاحبة المنتشرة في الأودية الصغيرة المُنحدرة من الروابي الجبلية...
جزء من الفصل الأخير من الجزء الأول من ملحمة "الملك لقمان" ..وما أن جففت أجساد الأطفال وخلعت عليهم أجمل الملابس حتّى تقدّم الملك لُقمان من طفلة فائقة الجمال في حدود الخامسة من عُمرها، كانت أخُتها الأكبر منها قليلًًا تحملها إلى حضنها وتنوء بثقلها، فأخذها الملك لقمان ليحملها عنها، فضمّها إلى صدره...
بعد غياب طويل عن الوطن، استقدم جارنا "وَلدْ سالمْ" العامل في فرنسا أجنبية معه. كنا، نحن الصغار، نترقب ظهورها، نتحين الفرصة علّنا نحظى بنظرة إلى هذا الكائن البشري الذي قدم من وراء البحر وتَكَرّم بوضع أقدامه في حينا المنسي المنعزل. حين نراها، نتسابق اتجاهها وفرح طفولي عارم يتملّكنا. نحيّي...
هناك مهابة في تأمل الصحراء، لا أستطيع تحليل الأمر ولكنني استمتع بالشتاء بعيدًا عن ضوضاء الكونكريت، "الصحراء والقميص" لوكنت مُخرجًا سيكون ذلك أول عمل لي، الدم والصهيل اسم رواية اختلقتها وأنا متضور أن تمس شرارة الحطب يدي، أضحك من التصور الغربي أن الصحراء لغم، ربما هي في صراعنا معهم كذلك، لكن نفس...
•الأحبولة دائرة انعدام الوزن.. ما زلتُ أبحث عنها وأسأل كل عابر وسائر، وأسأل كل شاهد، وعارف، وكل صاحب مقام، وكل شيخ طريقة وأبحث عنها، في كل جب ومرقد بين كل حاضر وغائب، ما دلني أحد عليها. خرجت إليها من شمس الذاكرة إلى فضاء الرغبة وتوقفت عند شواهد الموتى وهم يعجنون بخورهم بالمودة فلم يدلوني،...
كان الوالد يوقظني كل يوم عقب رجوعه من المسجد بعد أداء صلاة الصبح.. أقصد الجامع وأنا أغالب النوم والغلس.. أُقبّل يد الفقيه الذي يتربع بهيئته الموقرة الجليلة على سجادة صوفية في مكان يتيح له مراقبة "المحَّضْرَه".. أجلس حيث ينتهي بي المجلس.. أعانق لوحتي الخشبية.. أشرع في تهجّي ما كتبته سابقا...
ستجرى ويجرون …ربما بدات كلسعة افعى ,في ظهيرة تموز .الحى يجهز عليه جحيم الشمس والتعب ,الناس في ركود ابو بسام يعزل عروق السوس الفاسدة … ابو احمد يراقب العمال يعبئون الاكياس في المطحنة (يمسد كرشه بيمناه متاففا من شرار الجمر في الشحم المتراكم ….ابو صلاح يوزع اقداح الشاي في مقهاه بام...
في تلك البساتين الهرمة , شمال البصرة ,, كان هناك بستان وحيد حي فقط ... اعتنى به صاحبه وسوّره بسعف النخيل وجذوع الاشجار ومتيبس القصب ... قال صاحبى (موتى تحرس احياء ـــ مشيرا الى اجزاء النخل المتيبس الجدارـ ).. كنا نتقدم قاصدين نهيرا لنصطاد في موسم اللا صيد ..لكنا نتسلى فقط ,, . تلال من الطين...
اول صيد انا الصياد الهائم على بساط الامواج الزرق والمخضرة والكحلية والمذهبة غروبا..استقبل فجري قبل ان تصحو الطيور حيث السعفات تضم اجنحتها وندى الاعشاب يلامس الروح..تشرق بخجل ..فتسكب خيوطها النحاسية ..على جسدي..ثم تنغمر في الامواج عميقا.. (مرددا \وقد اغتدي والطير في وكناتها \ تركت الحراب...
وقعت عين هذه المرأة على "أفراميا"، وعبر عينيها خرج رجاء ملموس، وكأنها تقول: "ساعديني.. ساعديني"، فعرفت "أفراميا" أن هذا الرجاء موجه إليها، وتكحلت بينهن بشارة الصمت الأسود. أومضت "أفراميا" بعينيها، ثم أغلقتهما بضع ثوانٍ، وهزت رأسها لتزيح عنها تلك الرؤيا، وهي ذاهلة عن مكانها وزمانها، وقد استيقظتْ...
ابو ايوب يستقر على دوبة اعلى من دوبتنا الصارعة , اتو بها ووضعوها موازية لموقعنا ما عدا شق موجي بعرض متر لم يتبق مكان نصطاد فيه الا طرف دوبتنا الايسر وهو لا يتسع لاكثر من ثلاثة صيادين... رآه القيصر وحيدا متلفعا بقمصلة سوداء , يغطي راسه بقبعة سوداء كسرواله ..صياد محترف وحيد يحني رقبته للماء مركزا...
كنتُ قد انحرفتُ يسارًا، وغُشيَ عليَّ، ورأيت دمي سائلًا فوق صدري، ونارًا حولي كالمُهْل يشوي القلب، فأدلجتُ في الليل، وكنتُ أسير في الأرض مسيرة يومٍ وليلة، وعندما لم أجد أحدًا يكلمني أو يواسيني؛ تعري تُ بنفسي وخلوتُ إلى شياطيني، وجلستُ تحت ظل شمسٍ حمئةٍ؛ فإذا بي أصرخ وأصرخ إلى أن رميتُ نفسي في...
هكذا وعلى الرغم من أن ملك الموت، أو ما يسمى شرعًا في علم اللاهوت الجنائزي "قابض الأرواح" كان يرفرفُ بجَناحيه الأبيضين، ويدورُ في سقفِ الغرفةِ كالفراش، كان المَلك "هيرودوس أنتيباس" ذلك القابع في ركن الذاكرة الخربة، والمُحمَّل بالأوزارِ دائمًا يجلسُ على سريره الأخَّاذ؛ ذلك السرير المصنوع من الخشب...
(((((نظرة شاملة))) اسند برهان قدمه على الرصيف وهو على دراجته الهوائية قرب مدرسة اوراس الابتدائية وتذكر سياجها وشجيرات حديقتها وذلك الباب الشاهق الذي ينتهي بصف رماح .. وتذكر كيف كانوا يجتازونه ليهربوا متحدين الخطر .. فرحين لانهم عبروا .. تذكر الباعة يتربعون رجالا وعجائز امام بسطاتهم او عرباتهم...
أعلى