سرد

عندما اغلقت عيناي ، نفحة من الريح هبت تجاهي . رياح شهر ماي ، هذه الرياح التي تنضج الفواكه ذات الغطاء الخارجي الرقيق ، والمحتوى اللزج والعديد من البذور ، بعض الفواكه الناضجة كانت متفتحة وهبّة الريح القت بذورها على ذراعي العاري مخلفة الما طفيفا … ” كم الساعة الان ؟ ” سألني ابن عمي الذي كان جالسا...
تحت الأشجار المثمرة، نمت وردةٌ حمراءُ مشرقةٌ يفوح منها أريج بساتين سنجار، يشعُّ سناها كأنَّها نور الضحى، غصن بانٍ سقاه ذلك الأب الذي حنى الزمن قوامه، حيث أخذت منه الأرض قوَّةَ الشباب وروح الحبيبة التي فارقها بعد سنواتٍ عشرٍ من الحبّ، رفض التخلي عن ذكراها، يرى في (شيلان)* صورة أمِّها، على الرغم...
أتماهى مع نفسي في صراع محتدم، تضطرب جميع أعضائي كأنها شظايا تركض نحو العدم، أبحث عن الكلمات في داخل جوف أجوف يخلو من فكرة فريدة؛ خرجت في وقت العتمة وتاهت في جو من الصخب، ضجر يعتلي قمة رأسي التي خلت من فروة ذهبت مع السنين العاتية في زمن كانت الأرواح عارية، الحبكة التي كنت أتأمل فيها جذب النفوس...
جلسَ في محرابِ عينيهْا يعتِّقُ الصهباءَ في كأسهِ الهلامي، ينظرُ نحو أفقِ الوادي السحيقِ، لا يجدُ فيه غيرَ أشلاءٍ بعثرَها الزمنُ، يفوحُ منِها عطرُ الموتِ الرهيبِ على حافةِ هاويةِ الإنهيارِ، ذلكَ الوادي يعجُّ بالنعيقِ، أشباحُ الريحِ تغزوهُ على شكلِ زوابع تطاولُ السماءَ المفتوحةِ، يحاولُ الانتحارَ...
ملأ المدينة الصغيرة ضجيجها الذي ازداد بصورة غير عادية منذ اقتراب العيد. لا حديث بين الناس إلا عن الألبسة وأثمانها الغالية كحرارة الجو العالية، الكل يبحث عن نفس كامل نقي. أما هو فخرج قبل طلوع الشمس، يبحث عن عمل شاق أو من يقرضه قرضا حسنا ليشتري لأبنائه الثلاثة ملابس تليق بالعيد. قالت له أمه: لا...
ملأ المدينة الصغيرة ضجيجها الذي ازداد بصورة غير عادية منذ اقتراب العيد. لا حديث بين الناس إلا عن الألبسة وأثمانها الغالية كحرارة الجو العالية، الكل يبحث عن نفس كامل نقي. أما هو فخرج قبل طلوع الشمس، يبحث عن عمل شاق أو من يقرضه قرضا حسنا ليشتري لأبنائه الثلاثة ملابس تليق بالعيد. قالت له أمه: لا...
انتهت الحرب، وسُرِّحَ أبي بعد مدّة من الخدمة، المبلغ كان ينقصه القليل كي يتحرّر من الصّرّة، بعد أن انتعش شغل والدي قليلًا اكتمل المبلغ بسهولة، وزاد أيضًا عن المطلوب في انتظار إعلان حفل قريب، لكنّ كلّ الأخبار الواردة من "أمّ الدّنيا"... في البرد أتذكّر أنفه الأحمر وقبّعته الّتي كانت رائجة بين...
يحكى في غابر العصور الملكية عن ملك يدعى الملك تيهان بن الملك ابجر وكان هذا الملك هو الابن الوحيد لابيه الملك ابجر فلما مات الملك ابجر تسلم الملك تيهان مقاليد المملكة العامرة وكرسي العرش الملكي بكل ليونه وسلاسه وكان الملك تيهان ذو طباع واخلاق منكره وسيئة وكان هذا الملك لا يلد له بنين ولا بنات...
حلت الظلمة شعرها الناعم الفاحم الطويل فوق أكتاف بغداد البيض ، كلكامش ببذلته الأنيقة يسير على رصيف شارع أبي نواس مستمتعاً بهواء دجلة العذب يدندن بأغنية سليمة باشا مراد التي لحنها الفنان الراحل صالح الكويتي : " على شواطي دجلة مر . . ." ، أنعطف يساراً صوب الكرادة التي يحب ويسكن ، الكرادة فتاة...
الى القاصرة الصامتة المساحة بين عالم الصغار والكبار تضيق مع مرور الزمن، وتتكشف كل النصائح الملغومة التي يصدرها اولئك الذين سكنتهم مشاعر يخجل منها حتى حاملها، لذلك يضعونها في قوالب مشوهة، ربما تكون على شكل موعظة دينية أو دنيوية. صغيرة كانت، تلهو بدميتها التي تروي لها أسرار عالمها الصغير وكل ما...
في اللقاء الأول بالسيد معدنوسة ، كنتُ مستعجلة عندما دخلت لمحل العطارة ، حيث انتشرت روائح البخور والبهارات والنباتات العشبية ، ووجدت نفسي أتسرب بين جموع النساء اللاتي يعجُّ بهن المحل ، واندثرُ بين بضع نساء سمينات ، بدت لي ملامحهن التاورغية جلية ، وتعمدتُ أن أصيخ سمعي لحديثهن إلى صاحب العطارة ،...
غالب شعوره بالإرهاق وقاوم رغبته في مواصلة النوم .. حرك جسده وجلس على فراشه . نظر في الساعة . إنها الحادية عشرة ظهرا .. ياه .. نام سبع ساعات كاملة فما باله لم يزل مرهقا؟ إنه السفر المتواصل .. يمضي يومين في بلدته وثلاثة أيام في هذه المدينة التي يعمل في جامعتها ويومين في مدينة أخرى يحاضر في جامعتها...
المغامرة لها رائحة نفاذة جذبت أنفها المزكوم بالأمنيات الخائبة. هي في حاجة ماسة لإيقاف أية سيارة تمر براكب مجهول حتى يصطحبها لمكان جديد. إنها ليست رخيصة ولن تختار وسيما أو سيارة فارهة، فقط يمكنها الاكتفاء بامرأة عجوز أو سيارة أجرة منبعجة الحواف من كثرة الحوادث. هي تحب الوجوه الباهتة، تضفي عليها...
قبل أن يُلحد إبراهيم الدّرويش رفع رأسه قليلاً ، وأمعن في وجوه الرّجال الّذين حملوه إلى المقبرة توّاً ، فلمح بينهم س . فرزات رجل المبـاحث الّذي ما زال يتستر وراء وظيفة ( مختار الحارة ) ، وهو يهيل عليه التّراب بيديه المرتجفتين الدّاميتين ، ويبكي بكاءً مرّاً ، أدمى قلوب هؤلاء الرّجال ، فراحوا...
وضعت للتوّ قصّة (بول وفرجيني) ودمعتان حارّتان على خدّيها، إنّ هذه القصّة مُؤثّرة فعلا. وصلت الخادمة إلى الشّرفة، وما إن رأت الغلاف الأحمر للرّواية إلّا وقد عرفت أنّ سيّدتها الآنسة راديفسون تبكي، لقد قرأتها حتّى الآن عشر مرّات، لطالما عاودنا قراءة الرّوايات التي تُعجبنا. كانت الصّفحة الأولى من...
أعلى