أنا رجل عادي جدا , وليس لهذا معنى . أقصد بأني من النوع الذي إذا جلس بالقرب منك فلن يثير إنتباهك . أحمل كيس فيه طماطم وربع جبنة وليمون ورغيف .
أعمل في وظيفة عادية لولا أنني أخذ مرتب في كل شهر فلن يلاحظ أحد بأني أعمل ولن ألاحظ أنا بأني أعمل .
أقصى ما أستطيع فعله من...
جلست على المقهى الشعبي تنظر إلى الناس عن كثب تحتسي الشاي الدفيء، وتعيش في عالم غير عالمها الذي نشأت فيه، فأنا أعرفها جيدًا منذ كانت في الجامعة ترسم الحلم في كراسات التاريخ، وتسعى له من خلال السيارة الفخمة التي كانت تأتي بها يوميًّا إلى الجامعة.
كم كانت متكبرة في تعاملها مع الآخرين، تمارس معهم...
أنا وحدي وهذا الليل مأزق
تملك الخفافيش نصفه على الأقل..
لا مصابيح القراءة هادية لمعرفةٍ صغرى،
ولا مرآة أصفف فيها ملامحي تعينني على هذه الحُلكة..
الكتابة ليست عادة الفراغ…
الكتابة عادة الليل العصيب.
هذا الصباح فشلت لساعة كاملة في إيقاف سيارة تُقِلني إلى الموقف العمومي...
أعياني المشي على الرصيف الطويل في ليل السعيدية الصيفي، بعد نهار قضّيته سابحا بين صفحات
" مئة سنة من العزلة " . استهوتني رواية " غابرييل كارسيا ماركيز " . تمنيت أن تطول الرواية إلى ما لا نهاية. تموقعتْ قرية " ماكوندو " في داخلي ، تغلي fأحداثها وأبطالها كالمرجل.
أعياني المشي، فجلست على الكورنيش...
(1)
الصباح.. مقهَى …رسالة على الطاولة… ترشفُ قلبكَ بنكهة البُنّ ليمتد شريط الرسالة أمامك طريقاً من اللَّوز المحروق بالشمس، لم يعد الصبح يعدُ بشيء كثير ولا الشمسُ..و لا شيءْ… الهرُّ المذعور على الرصيفِ يحصي أرجل المارة، القليل من الدفق الضوئي ينسابُ إليك في عتمة المقعدْ…فكركُ المظلمُ كبئر… لم...
أغلقت العاصمة أبوابها أمام المايسترو منذ أعوام كثيرة، تمكن هناك من اختراق الكازينوهات والعزف فيها، وعزف كذلك في الأعراس وفي السهرات ولكنه لم يتمكن من اختراق حصون الثقافة التي تعذر عليه اقتحامها فلم يستطع تحقيق حلمه بالوقوف أمام النوتة فوق المنبر والإشارة بعصاه لفيلق من الموسيقيين اجتمع أمامه على...
صدأ ألروح أسوء أنواع ألصدأ, إنه يؤهلها لأنكسار اللحمة, والعمر ثوان....!, أتراني أكلم جنيتي ,أم أحلم ....!,لا أعرف لكن سُرياليات حلمي تعبث بي, وجدتها ملقية على سطح إلآه كسير, مرقد أحد الصالحين قرب بيتها , أسير لوحدي في الشارع الرئيسي, أصطحب ظلي, لا أميز حذائي من وجهي في ظلي , كليهما أسود من شدة...
تصحو ” ناديا ” على وجع اعتاد أن يدق نافذة قلبها ، فهي الفتاة التي تقسم كل نهار بأنها لا ولن تتزوج أبداً ، وهذا كفيل بأنها لم تتهيأ بعد لفعل الحبِ ، لكنها رغم ذلك تعد أنثى العشق ، والفتاة التي تتوسد بوجهها الملائكي كل قصص الغرام التي لم تحكَ بعد ، تلك ” ناديا ” حدث المشهد التي تأبى أن تفكر...
هل هذا هو الفقر الذي ليس مدقعاً؟
البيوت الطينية تُناديك .. لتتأمل فيها، وفي ساكنيها؟
هل جاءوا من قرى صغيرة فقيرة مثل قريتك؟
أنت معلق في دوسيه في السماء، في الدور السادس من بيت محمد رحيم في «أبي قتاتة» ..
تُذاكر بعض أخبار الصعاليك في كتاب يوسف خليف، في شقتك الفقيرة، أو وأنت جالس...
أفكر بك وبليلتنا الأولى، حين كنت لا أعرف شيئا عن شغف الأنفاس الحارة التي تنصهر في بوتقة لذيذة تخلق من ضمن ما تخلق جوا أقرب لنسيم الجنة، أمي لم تحك لي عن فوران الأنثى أبدا حتى أحسست بين فخدي نزيفا من الدماء الحارة ظننته يسعى بتصميم شديد إلى قتلي، وإذا هو إيذانا بمتع وصيام عن هذه المتع.
في طريقي...
كان المطر يتساقط في حنو ....وأنا أنتظر الحافلة لاعود إلى البيت.. وكانت السماء تكتسي أثوابا من ديمة الغيوم الرقيقة..
المطر كان كالندى يتساقط فوق خمائل وردتي الحمراء..والتي اعتدت أن اأحملها في طريق العودة كل ليلة...
في سكون الليل وزدحام الشوارع وأضواء المحلات والسيارات.. سمعت همسا قرب قلبي.. كانت...
١٨ هيث فيلد سكوير ..بيرمنجهام
بيت من غرفة واحدة وصالة إستقبال لزوارٍ لم يأتوا بعد !
هنا تُساكِن ألكساندرا كوزرسكي حزناً قديماً إقتسم معها كل يومٍ من أيام الله السبعة . سيدة بولندية لم يجاوز عمرها على الورق بدايات العقد الرابع. قهرتها خيبات الدنيا فأثقلت وجهها بتجاعيدٍ زحفت بعمرها من مراتع الشباب...
مرق مثل سهم غَرْبٍ لا يُعرف له رامٍ، طاف بالعربة الأولى من يمينها، قطع طريقها ليطوف بالعربة الثانية من اليسار، قطع طريقها ليطوف بالعربة الثالثة من اليمين، انطلق مثل هبّة ريح يسير على خيط رفيع يفصل بين الرصيف وبين طريق السيارات، انطلق وأنا أراقبه وكل من كان معنا كان يراقبه أيضا، أما هو فقد كان...
(هل جربت سابقاً حياة الصعاليك)
أتعلمون من نحن؟ نحن من ننظرُ لكم بازدراء
نعلمُ حقيقتكم ،نرى وجوهكم الحقيقية
نجتمع حينما يحل المساء على حافات بيوتنا لنتبادل الحديث والكثير من الصلوات.
نعرفكم جيدا ،أنتم معشر الباقين على قيد الحياة .
كلنا هنا نعلمُ من نحن ومن أنتم!!!
نعلم خوفكم منا وتحاشيكم...