سرد

أخبرتني أمي ذات مساء أن هناك إمرأة فارعة الطول تقطن شمال هذا العالم تسحر الرجال ، تسرقهم من بيوتهم ، أخبرتني أن تلك السيدة تملك قلباً كالبوصلة ذات الأصبع الوحيد . أبي وأمي لم يكونا سعيدين كأغلب فقراء هذا العالم . كنت اتنصت على شجارهما كل مساء ، تبكي أمي كثيراً في الليل وعند الفجر تنهض خائرة...
1/ فراش تَقلبتْ قليلاً في فراشها الرطب، قبل أن تنهض و تضع ثوبها علي أطفالها الثلاثة، فالبطانية العسكرية القديمة المزيقة فقدت دفئِها علي مر الأعوام، بطانية الصوف الخضراء الخشنة ذات الثقوب الكثيرة، ابنتها الوحيدة آمنة ستبلغ السابعة عشرة بعد شهور قليلة، ما زالت تعاني من التبول الليلي علي الفراش،...
يمكن للمار بسرعة ووجل ان يرى رجلا ناهز عمره الستين عاما.. يرتدي قبعة اجنبية على راسه ومعطف صوفي رصاصي مسنن بخطوط بيض تراها عن بعد متلاشية مع اللون الرصاصي العام للمعطف وبنطال اسود لم يظهر منه سوى مايغطي الساقين. وحذاء جلدي بني اللون . للرجل وجه احمر منمش ومستدير قد اظفت عليه النظارتان السميكتان...
إلى: الوغد الذي أحب من يقرأني سيعرف أنني أنثى، جميلة، ولكني لست مثل أنجلينا جولي. تمنيت لو أن الرب أبدعني مثلها. أبي يراها مَفتنة، جمالها ليس مسالماً كـ (كاترين دونوف)، ممثلته الأفضل. حين ذكرها أول مرة؛ (قوقلتها). عادية. بت جولي هي الأجمل. تصورات/هم/هن/أولئك/ك. هم: أتخيلهم الآن، يقرأون هذا...
لا يزال عالقاً في الأحد، بينما انتقل العالم كله إلى الاثنين. يخشى أن يتحول الأسبوع إلى سبعة آحاد، يخشى أكثر أن تختلط عليه الآحاد، فلا يعود قادراً على تمييز الأحد الذي يعقبه الاثنين، فتدوم الآحاد الملعونة أسبوعاً آخر. كلما اقتربت الساعة من الثانية عشرة ليلاً، فكر بالقفز من نافذة الأحد وليحدث ما...
»1 نهضت من فراشها كالملسوعة، تأرجحت، استندت إلى الجدار المقابل، لم تفتح عينيها بما يكفي لتلمس طريقها إلى المغسلة القريبة، تفادت السقوط أكثر من مرة.. هي لم تعتد الإستيقاظ المبكر، لذلك ظننت أن الأمر لايتعدى قضاء حاجة ما، إلا أن دوي محاولات الإقياء، نبهني إلى أن الأمر غير عادي البتة، فتركت مابيدي...
كنت حمالا في مرفأ نوبي انقل الأمتعة والسلاحف والعاج وقرون الخرتيت والعطور والنبيذ والذهب وابيع عقاقير جنسية للبحارة والسواح البيزنطيين ،وحينما سقطت وبان فخذي تعلقت بي امرأة كانت تعرفني عندما كنت أميرا اغريقيا في اثينا وهي أحدى وصيفات أمي ،فنادتني باسمي القديم تذكرت ونفضت التراب عن جبتي ،تمر...
كان يلملم سرواله الضخم وهو يجتاز المطعم المزدحم بجسمه المترهل شاعراً بمعدته تتقلّص قليلاً بسبب شعور خفي فشل في معرفة كنهه . ألقى بنفسه على المقعد الحديدي الصامد الذي أصدر أنيناً حزيناً، ثم أخرج منديلاً أخضر ضخماً مسح به وجهه من التراب قبل أن يعلن: ((واحد فول وصلّحو)). في المقدمة كان الطباخ يوزع...
في إحدى محطات الغربة رأيتك تحلم، ورأيت اللوحة المعلّقة على أحد جدرانها تحدّق في عينيك، تمسح دمعة قبل أن تحرث خدك الموشى بتجاعيد الحرمان، وعلى فوديك بياض صامت، يحكي ليلك الطويل، تطيل النظر إلى امرأة عارية، يخال إليك أنّها ذات المرأة التي راودتك في زقاق معتم في الميدان، ربما هي وسادتك الرثة، أو...
أريد السفر إلى هافانا ، أن أمشي حافية القادمين على رصيف حي شعبي ، أن تدغدغني أشعة الشمس وأن أوقف ،حين أتعب ، سيارة أجرة يمر صاحبها هائما،لامباليا، يأخذني ويحطني أمام مرفأ عريق ينسيني تعبي وينسيه أجرته. أتمنى أن يكون في الجوار صبية يحاولون المشي على أيديهم و القفز عاليا في الهواء وأن يحتضنهم...
دوار السبت كان يبدو هادئا, وغبش الصباح ينقشع عن سمائه رويدا. عبر الحقول الجرداء الممتدة ملء الافق , لاحت بعض الاشجار العارية ومناطق من نبات الصبار . وعند ربوة لالا تيوشانين 1وهو اسم يطلقه اهل المنطقة على شجرة تعلو الربوة , بدت مدرسة الدوار بثوبها الابيض , يحوطها سور من الطوب والحجارة اقامه...
الساعة السادسة . بدأت الحانة الشعبية تستقبل روادها من الموظفين . هم يغادرون مكاتبهم في السادسة إلاّ الربع ، فيتجه كل صنف وجهة معيّنة ، هذا يعود إلى البيت سريعا ، لا يضيّع ثانية واحدة خوفا من زوجته التي تحاسبه حسابا عسيرا على كلّ دقيقة تأخير ، و ذاك يمضي إلى المسجد يؤدّي صلاة المغرب حاضرة ، و...
كان إسمها " سرايا" تلك العجوز التى كان يطلق عليها ذكور الحى فى جلساتهم الخاصة اسم"الناقة" فى الستينيات..عجوز هى ذات قوام ممتلىء وطول مرتفع ورغم سنونها الستون كانت متوردة الخدين ذات عينان سودوان مثل ليلة بلا قمر..واسمها ايضا يدل على مضمون قوامها " سرايا" بمعنى قصر فخم ومرتفع .. او عمارة...
ـ 1 ـ أظهرت الدهشة ، وإن لم أعترض ، على أن يصحبنى الولد فى جولاتى داخل موريتانيا . فى حوالى الثانية عشرة ، قامته طويلة ، لا تتسق مع الطفولة البادية فى ملامحه . تلتمع عيناه الواسعتان فى بشرته السوداء ، وتعلو شفتيه ابتسامة دائمة . ترك لى وزير الزراعة أن أزور مناطق التصحر ، وأسجل ملاحظاتى . قال...
عند منعطف النسيان في لحظة لها رائحة الدهشة ينساق الليل إلى حلكته ، بينما العيون المحاصرة تعتصرها رعشة الحنين ، رعشة ترتجف بالألم والوجع والعجب ، ترقبُ تباشير الفجر بلهفة بعدما نفد كلّ شيء، الماء والعتاد والأمل ، حتى الهواء غاب ولم يعد منعشاً كما من قبل ، ضاقتِ الحناجر بأنفاس لهيب العزلة ، تلاشت...
أعلى