وأقول قد صدقت. صدقت.
" وخلقنا الإنسان من سلالة من طين " وخرجت .. خرجت من سلالتك من طين الأجداد وطينك
ويدك المعروقة به ومشيت طريقك للقمح جريت إلي السنابل وقش الغيطان
وعرفتك ....نعم عرفتك شممت روحك وشوقك وعرفت الكلام قرأتك ثم تهجيت الحروف التي قلت لي عنها حرفا.حرفا.مشيت نحو ما لست أعرف فكنت شيئا...
لم يبق لي مقام هنا.
أصبح التراب المطيع نثار بارود تحت قدمي. الأكف التي حملت جمرات «مداعتي»
تتمرد على حرقة الخزي ولسعة الهوان. أرى في عيونهم الشماتة تنطق بلغة مبينة. انزاحت سحابات الانكسار من الحدقات الذليلة.. الزنود التابعة التي بخلت على الأرض بدوس قدمي استطالت فوق رأسي حتى أصبحتُ قزمًا...
انكفأتْ علي بطن جارتها، تتسمع وتبكي، قالت: أسمع هديل حمائمي الضائعات.
حقيقة أعرف أن زوجتي صادقة، ليس إيماناً بها ولا مجاملة لها .. فهي حين توجه أذنها جهة ضحيتها .. تكتشف سريعاً ما يخبئه من أسرار ونقود وكلمات سرعان ما يبوح بها وسط دهشة الجالسين، أما المنقار فهو للأشياء الصعبة .. حين تفرد ذراعيها...
نحن نمتلك رخصة يا سيدي. هذا ما سمعه من الشاب داكن اللون، لعله جرّاء عدم الاستحمام، في واحدة من شركات التسويق. التسويق لماذا! لا أحد يعرف، لعله التسويق لكل شيء وأيّ شي؛ فتلك مهنة دخلت مصر في ثمانينات القرن الفائت، عصر الانفتاح، بدأت بشركات توظيف الأموال وانتهت بشركات الياناصيب وبيع ما لا يمكن...
لاحقا لا أحد سيذكر متي أو علي يد مَن انطلقت حملة سبّ كلاب المرّيخ الضالة علي وجه التّحديد. فمن ناحية لا حاجة تدعو إلي نبش الماضي بعد أن بات أكيدا أنّ التذكّر يعيق تقدّم النّاس نحو آفاق جديدة لممارسة طقس السبّ. ثمّ من ناحية أخري لأنّ تقبّل الحملة جري متعقّلا وئيدا كما يُلتفت إلي السّكن في منطقة...
كانت جدتي الحرم امرأة تجللها الحكمة … عندما كنا صغار ، نعود إلى قريتنا الوادعة في شمال السودان مورا . في موسم حصاد التمر كانت تسكن في بيتها وحيدة بعد رحيل زوجها ود العقيد منذ أمد بعيد وقد أعلنت مرارا أنها لن تربط حمار في مكان حصان وفي الليالي المقمرة نقبع نحن الصغار عند قدميها وتحكي لنا " كان يا...
اشترى تذكرة السفر وهرول مسرعا نحو القطار، تلمس خطواته نحو مقعد شاغر، وضع حقيبته الصغيرة على الأرض وجلس..
أمامه امرأة عجوز تلعق أصابعها بعد وجبة خفيفة.. نظر إليها باشمئزاز وأخرج من جيبه جريدة قديمة، تصفحها قليلا ثم ألقى بها على الطاولة الصغيرة الموجودة أمامه.
القطار يتحرك وضجيج المسافرين...
انتقلت من مرحلة الابتدائي إلى مرحلة الإعدادي، أشياء كثيرة تغيَّرَت بداخلي، امتدَّت إلى ملبسي.
كنَّا على أبواب الشتاء؛ أسوةً بزملائي طالبتُ أبي بشراء معطف لي، كعادته قابلني بالرَّفض؛ لأستعين بأمِّي بعد عدَّة جولات رضخ مرغمًا لأمري.
عصر عطلته الأسبوعيَّة، صحبني إلى السُّوق حيث المحلاَّت...
دسّ الحمار الرماديّ أنفه تحت منبت ذيل الأتان ورفع رأسه في انتشاء؛ فتح منخريه، نهق نهيقا متواصلا ثم ضرط تباعا مما أجفل طفلي ذي الخمس سنوات، وكان على دنوّ منه فجرى هاربا ليتعثر ويسقط و يصرخ. أنذاك كانت بقعة دم صغيرة على خده مثل حبّة كرز تهرأت فوق كويرة قشدة، هرعت نحوه فأمسكت بيده، كان مرتعبا جدا...
– كلكامش لا تعرض. انك لمن الخاسرين، واقصص ما جرى لك في دار السلام على الناس، لكل الناس.
– انا الشاطر كلكامش اني لمن الخاسرين سأقص عليكم مارأيت وما شعرت به تماماً كما رأيته وشعرت به، انه حدث بالطريقة التي اقصها عليكم:
لقد كنت من الخائبين، كنت خائباً في كل شيء، انا خائب حتى في العاب البنات، اذ...
البروفيسور حسيب شحادة، جامعة هلسنكي.
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة التي رواها راضي بن الأمين صدقة الصباحي (رتصون بن بنياميم صدقة الصفري ١٩٢٢- ١٩٩٠) بالعبرية على ابنه بنياميم صدقة (١٩٤٤-)، الذي أعدّها، نقّحها، ونشرها في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٢٨-١٢٢٩، ١ شباط...
لا يزال عيسو غير قادر على فهم درس الولد الشجاع في كتاب القراءة حتى بعد خمسين عامًا أعقبت الدرس؛ كلها قراءة متواصلة، لقد استوعب هيغل وبرتراند راسل وكارل ماركس لكنه ما زال يفكر فيما تعلمه، وما زال يتذكره عن أطفال القرية الذين صاروا يلعبون في الحقول بعيدًا عن الطريق. «الأطفال يلعبون».. صورة مدهشة...
- كنت أحسب أنني أعيش في عزلة موحشة، كل ما فيَّ ينتمي إلى الماضي، حتى أنفاسي فإنها تصدر عن الوحدة المتفردة بداخلي. اكتشفت من يشاركني وحدتي.
أنظر إلى الشمس الغاربة، كأنها قرص أحمر ملتهب شرخ حياتي إلى نصفين: -عزلة، وخذلان. هكذا! عندما أقوم بجولتي في تفتيش المقبرة خوفاً من عبث السراق، امرأة في عقدها...
كلّ ما بوسعي قراءته الآن – وﺇن بصورة ضبابية غير مؤكدة – على صفحة ذهني المجلوّة البيضاء كالمرآة، أن السماء أنذرت فجأة بمطر وشيك، وكنت متلفعا بمعطف شتوي ثقيل وعلى عاتق يدي مظلة واقية مغلقة، أحث الخطى على عجل فوق طريق مظلمة تكسوها الحصى، ناشدا البحث عن فندق مّا ﺃقضّي فيه ليلتي الأولى داخل مدينة...
يفتح «البيان الشيوعي» ويشرع في القراءة، كما لو أنه يستأنفها مرة أخرى، مرات تربو على العد، ينخرط في الكلمات والجمل والدلالات كما انخرط فيها أول مرة في سبعينيات القرن الماضي، تماما حين كانت أسماك حمراء صغيرة وعارية تسبح وحيدة وسط أكوار يوم كبير وغامض. يقرأ «تاريخ كل المجتمعات إلى يومنا هذا هو...