سرد

لا أدري كيف حدثت تلك الفجوة في ذاتي ،كان ذلك منذ عشر سنوات خلت ،عندما كنت تلميذا بالمعهد الثنوي بأريانة الجديدة ،كنت أنتظر كل صباح حلول الساعة الثامنة الا ربع ،فأمرّ بالقسم الذي كنت به أدرس ،أخترق ممرا طويلا حتى أبلغ منتهاه ،ثم أقف لحظة لأرى "إلهام" فأبادلها تحية صباحية عابرة ثم أعود الى قسمي...
ألتمس بطرف الملعقة رغوة عامرة بالكاكاو فتلتذ القشدة، ويصفو اللبن ألتقط ذرات من العطر فوَّحت فجأة، ولم يدركها أحد سواى أعانق شالى، ونظارتى، وكتابى فى ساعة...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة التي رواها توفيق بن صباح بن يهوشع المفرجي (متصليح بن صفر يهوشع المرحيبي، ١٩٠٤- ١٩٧١، حولوني، رئيس عائلة يهوشع ) بالعربية على بنياميم صدقة (١٩٤٤-)، الذي نقلها بدوره إلى العبرية، أعدّها، نقّحها، ونشرها في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٢٨-١٢٢٩،...
1 - موقف الحضرة والجذبة أوقفني على سكة الحضرة، وقال يظل الإنسان في حيرة من أمر حقيقة وجوده، وحينما يدرك نصف حقيقته أو بعضها يفنى، ولا تستساغ الحياة إلا ببطلان أسبابها، والشقي من تمادى وأضاع وقته في معرفة كنهها، ففي أعقابها تشقى النفوس، ومن دونها تستريح.. وقال: اهرب من الحياة ولا تهرب...
دقات القلب تتابع... إيقاع رتيب يماثل إيقاع دقات الساعة التى أنظر فيها كل ثانية... الساعة الآن الثامنة والنصف... متأخر عن موعدى ساعة كاملة... لا بل أكثر... لقد كنت أذهب دائماً مبكراً أجلس بجواره... أجلس بجواره أراقب خلجاته... فكيف أتأخر عن هذا اللقاء...؟!! لم تكن تلك المرة مثل باقى المرات مباراة...
الألم يسابق الحيرة إلى مدينة عائمة فوق برك من الفقر نزحت عائلة الطيّب لتشكل لبنة لأحزمة مهترئة متداعية على مدينة آيلة للسقوط تستمد مدنيتها من كتل الإسمنت والتراب المتزاحم على شوارعها البائسة. تركت العائلة القرية بعد أن استعجلت بناء ما يشبه الغرفتين ولم تترقب الماء ولا الكهرباء ولا هي اقتنت...
يا معشر الانس والجن أن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذوا إلا بسلطان - قرآن كريم - إنه مقام النبي عامر بالخلق ، ظهر البياض لونا موحدا على شتى القبائل في زحامها حول مجلسه غير بعيد من بيت الذكر العتيق عند قبر أبيه يرد بن مهلائيل، كان دوي المذاكرة لا ينقطع في حلق العلم...
كلما تناثرت وتبعثرت الجمل في رأسي وضاعت معالمها,اذهب إلى هذا السوق القريب البعيد,قد كان غريبا عن جسد الحي حتى مضى عليه زمنا كافيا لنألفه , عبر لقاءات الأحباب,ومفاجآت الأيام,هكذا هي الدنيا تعود في تعود...رغما عنا.وحتى لو عجزت عن التسوق في بعض زواياه المترفة...إلا أن متعة التواجد تكفيني. رائحة...
قال أحمد أنيس وهو يضع رزمة النقود على مكتبى : ـ ثلاث ساعات وأنا أتنقل بين البنك المركزى وبنك مصر وبنك فيصل .. أودعت رزمة النقود درج المكتب : ـ ما فعلته جزء من عملك ، فلم تشكو ؟ رسم على وجهه ابتسامة معتذرة : ـ لم أقصد الشكوى ، لكننى أشرح ما حدث .. لما ضاق وقتى عن استيعاب مسئولياتى ، عهدت إلى أحمد...
شجرات الجميز متباعدات على شطآن الترع، أمهات قاعدات هنا منذ الأزل. شجرات الصفصاف دلين غدائرهن فى الماء عبر غبش جاثم على السطح الصقيل. الحقول امتداد شاسع من عيدان ناعسة. على الأوراق مخمل من أوائل الندى. الكون صفاء شفيف. كومة البيوت سوداء عند الأفق. كومة جراء ساكنة فى حضن كلبة أم. مجالس الرجال فى...
كان أبو عادل من أبرز زبائن الأستاذ عبد الباقي ، المحامي ؛ الذي استظرفه الأستاذ و صحبه لما يرويه من مغامرات خلال رحلاته التجارية في مخيمات البدو المتنقلة و قرى حوران و الجولان ، و هكذا انضم إلى ثلة الأستاذ التي اعتاد أفرادها على الإجتماع في مكتبه ، في بعض أمسيات الصيف و خاصة منها أيام الخميس ...
لا يعشق الغرابة، لكنه يبحث بإصرار عن مكان خارج منطق كل الحكايات في محاولة للعيش بلا تفاصيل و لا جزئيات. يبحث عن مكان خال من كل حركة، لا تعبره الريح. و لا تسطع فوقه الشمس. و لا تصله الأصوات حتى لو كانت مجسدة في تغريدة طائر حزين. كل شئ يجده قد تخلى عن ثباته. و الحكايات نفسها ما عاد يجدها كجرد بساط...
نصطاد الــــموت، و نقيم على ضفّـــــته شـــرفة لتغريبة الــــــــــــــــرّحيل ******* الــــرخّ يتقدّم بطيئا، لا مجال لفنــــاء الملكة .. هي تتخفّى وراء الـــبرج و البيادق موتى.. الملك ليس له من التّحوّل سوى خطوة فقط إلى الأمام.. الملكة تنتشر في المكان.. يسقط صريعا المهرّج.. يدمَّـــــر...
والعصر.. زمن عقاربه مدٌّ وجزر. طرقات. دقي يا ساعةً أخّرت في توقيتها. دقي. أعلني توقف آدم عن السير. طرقات. أيادٍ ملطخة بالأوساخ، تسأل: "هل عندكم نفايات؟". آدم يسير شرقاً أو غرباً. خطواته حائرة، دفعته شمسٌ غيورة، لفه ليل ملغوم بالصمت، صمت مدن تنتظر المخاض، وأخرى حبلى باليأس، شمالاً أو جنوباً،...
1- كبوتُ كثيرا وأنا أتحسس صوتها في آخر الليل.. يحلو لي أن أراقب يقظتها في الصباح الصغير. أشعة الشمس تتسلل إلى الغرفة نكاية بالستائر الزرقاء المطرزة بالدانتيلا البيضاء والنافذة بمصراعيها المغلقين. في الخارج تناهي إلى أذني حفيف خطى الأم في الممشى الصغير الذي يصل الباب الرئيسي بالحديقة الصغيرة...
أعلى