سرد

و نظر جدي إلى الأفق البعيد لبرهة ، ثم ابتسم و قال و المسبحة تتدلى من أصابع يده النحيلة " جاءنا يا بنى ذات يوم صيفى ما . بدت الشمس و كأنها قد أدارت ظهرها إلى الكون كله لتصب شواظها على قريتنا . كنا قد خرجنا للتو من المسجد بعد أن فرغنا من أداء صلاة الظهر " . و أردف و هو يميل طاقيته إلى حافة رأسه...
أراقب بشغف طفولي لهو الأرانب البيض والسود ، الرمادية والبنية ، الكبيرة والصغيرة ، السمينة والضعيفة ، النشيطة والكسولة ، الذكور والإناث فوق عشب السهل الممتد بلون الحبر الأسود المخفف بالماء من على جانب الرصيف الأيمن لشارع سالم ، أحث خطاي ماشياً ، ترتفع الجادة بتقاطعاتها سابحة داخل بحيرات ضوئية...
دخل عليهم دب الأمس : هائل الحجم .. رجولة فضفاضة فى جلبية زفير جسم ضخم يقنع أية امرأة به زوج (هويدا) الموظفة الجديدة : عيون خضراء : وادى أخضر .. فجل عال يا وراور لا تكف عن إطلاق الغازات : القولون واجعنى .. بيشدنى بيزقنى .. بيلاوعنى .. تستند على كوعها : «يا زوجى الهائل جئت بك لتأخذ بتار الإناث...
منذ ظهور هذا الرجل والناس هنا مختلفون فيه، فلا يكاد جماعة منهم يتفقون على قول، حتى يبدلوه بعد حين. وقد جنح ببعض الجيران الخيال الخلاق، فاعتقدوا فيه ما لا يمكن تصديقه.. بدأ أمره فى صبيحة شتوية دافئة، بدا فيها الزقاق والحارتان مثل غابة غناء عامرة بصنوف الكائنات، ومفعمة بالحياة، وفى غمرة الصخب...
اللقاء مصادفة التقيا. في أحد المقاهي. كان المقهى خالياً إلا منهما. جلس كل منهما على طاولة بعيداً عن الآخر. تبادلا نظرات حائرة. مرت لحظة صمت. لا أحد -سوى الله- يعلم ما دار بخلد كل منهما. حاول كل منهما للوهلة الأولى اصطناع اللامبالاة. فطلب كل منهما فنجاناً من القهوة. ثم جعلا يحتسيان القهوة بصمت...
يقولون ليْلى في العراق . . . . . . أرملة ، كأهل العراق ولدت حسب تعداد 12/10/ 1957م ، في الأول من تموز ، تموز العراق ، تموز بلاد ما بين النهرين ، تموز الخصب ، دموزي ، كانت وزوجها يعيشان ببغداد يوم كانت سلاماً ، طلب منها زوجها أن تهيئ له طعام العشاء في غروب الأحد ، كان غسق يوم الأحد يتكوم على...
أقبل. الخطى مستقيمة، قصيرة، سريعة، تخفخف على صفحة المعبّد المجدور. طرفا البنطال القصير يصطفقان فوق كاحليه على رقصة المشي الهرْوَلة، وإلى ما بعد المرفق بثنيّات باهتة اللّون يتعالى كُمّ السّترة، وتنكمش قماشته عند منعطف يد دأبت ترفع على سارية السّاعد جريدة مطويّة لا تُستبدل حتى ينتشها القِدم...
قال الجمهور لبيلاطس البُنطى (1): «هذا يفسد الأمّة». وعلِمَ أنه من سلطنة هيرودس أغريباس حاكم الجليل فأرسله إليه، وفرح هذا لما رآه وانتظر آيةً، لكن المحكوم بالهلاك لم يأبه، ظلّ صامتاً طوال الوقت، وازدادت شكوى الكهنة، فاحتقره هيرودس وردّه إلى بيلاطس، فقال «لا أجد فيه علّة، وأنا أُطلِقه»، وكان ذلك...
"عصفور من أمريكا.. تضع له عصيرا ليشربه! ماذا.. تحممه وتنشفه بالسيشوار!". انتبهت على ضحكات والدتي وهي تتحدث بتلك الكلمات، فخفضت صوت مسلسلي المفضل، لأستمع إلى محادثتها مع خالتي عبر الهاتف. لم نكن نذهب إلى خالتي كثيرًا بسبب بعد منزلها، لذلك كنت أسترق السمع دومًا حين تتحدث والدتي معها عبر الهاتف...
أرسلت (المرأة) تستدعيه... طاعة الجبناء طاعته... نادت بنت شقيقها على (سلوى)... قال لها: «أغلقى النافذة ـ ذات الكوات الكئيبة ـ وحضرى القفل..» التفت إلى مخلوقات الحجرة النائية: «صباح الخير أيتها المرأة التى تثيرنى» .. الحلوف الصغير داخل دورة المياه يزوم،... يبتلع ملء وزنه ليرش أرض الله...
-1- الحكاية أن سائق السيارة الأجرة، كان قد أغفى إلا قليلا، فانحرفت السيارة إلا قليلا، فمـّد الراكب الأمامى يده إلى عجلة القيادة فى نفس الثانية، فانحرفت السيارة فى الاتجاه الآخر، بنفس سرعة المفاجأة. صاحت المرأة الغريبة فى المقعد الخلفى، وبكى الطفلان. رفض السائق الاعتراف أنه أغفى، ورفض...
خالة نظيمة الغجرية التى لا نعرف لها بلدا، ولا نتذكر متى دخلت بلدتنا. تلف فى حوارى القرية الضيقة، تحمل فوق رأسها أسرار البيوت بل أسرار العالم بأسره فى قُفَّة صغيرة تحملها فوق رأسها. تظن حين ترى تلك القفة بأنها فارغة لأنها تبدو خفيفة (لدرجة أنه ) يذهلك محتواها (بالنسبة لكونها جرابا لحاوي)! تلف...
يطالعنى كل صباح كشمس بهية أبادره أنا بصباح الخير يغض الطرف ويتمتم صباح النور ما أن اتحرك من أمامه حتى اشعر بنظراته تنفض خجلها على جسدى، التفت حتى أتأكد من هذا الإحساس القابع فى أرى عينيه مصوبتين نحوى أعمدة من كهرباء تشعل اعينا، يتوارى ببصره بعيدا، يجبر عينيه على العتمة، ربما التفاتتى قد اشعرته...
لم أعد أذكر المرّة الأولي التي أنتبهت فيها لوجوده محلّقاً فوق رأسي،يقترب أحياناً من أذني ثم ينقطع عن الحركة كأنه يهمس بشيء ما يخص قناديل البحر،ولم يعد بإمكاني التصديق بأنني كنت حراً ذات يوم، بلا قنديل بحر.في المساء بعد عودتي إلي المنزل يبتعد قليلاً من دون أن يتركني أغيب عنه، يستقر أعلي الثلاجة...
أعلى