يسقط كوب الشاي من يده، يبتلع وعدا بشراء ملابس لزوجته وأطفاله ، تصاب العائلة بالوجوم والحيرة، تتزاحم الأسئلة في الرؤوس ، كيف تسدد أقساط السُّلفة، من يدير المحل، من يدفع الإيجار، حليب الأطفال، مشروع الثلاجة...ديون أصحاب سوق الجملة، العملية الجراحية المؤجلة وووو ؟..
تحت لهيب شمس آب المحرقة تتدافع...
ذات صباح خريفي شديد البرودة اختفى أحمد البهجة –فجأة- من الوجود!
كان مواطنا عاديا. لم يكن ذا جاه أو سلطة، ولم يكن من نجوم الصرعة الغنائية الجديدة كي تضطربَ لاختفائه المدينة ويختلَّ إيقاعُها في ذلك اليوم، لكن اختفاءَه على ذلك النحو الغامض أثار الكثيرَ من القلق والأسئلة.
تعدّدت إفاداتُ شهودِ...
رحلت الفتاة التي كنت احبها ، دون أن أقول لها شيئاً عن حبي ، ولأنني كنت آنذاك في الثانية والعشرين من عمري ، فقد خيل اليَّ أنني أصبحت وحيداً في الدنيا بأسرها . كان ذلك في نهاية شهر أغسطس، حيث كنت أعيش في مدينة روسية صغيرة. كان هناك هدوء قائظ . وفي يوم السبت عندما غادرت بعد الدوام ورشة صنع البراميل...
زهور :
قالت احب زهرة الياسمين.
اعطيتها زهرة الياسمين وقبلتها قبلة سريعة علي سلم البيت كنت في الثانية عشرة من العمر .. وتجرأت ودخلت شقتهم في غياب ابيها وقبلتها قبلة عنيفة اخري اغمي عليها .. لقد كانت اول قبلة لها .. بنت الثانية عشرة من العمر .. دخل ابوها علينا.. بكت.. صفعها جريت .. انقلبت الدنيا...
بَعدَ نظرةٍ خاطفة، حدّدَ من خلالها موقعَ الدكان، توقـفَ وأخرج عدسته. اقترب من بائع اللـّعَب الجائل، المُنكمش على نفسه صامتاً فوق كرسيه، واستأذنه في التقاط صور لمعروضاته الصّغيرة. ألقى نظرة على الدّكان، وهو يتحدّث إلى البائع، الذي اخترق بردُ يْنّايرْ جسدَه النّحيف فجعله يلوذ بكرسيه الصّغير جامعاً...
اليوم يختلف عن كل الأيام الماضية. أصحو فأقفز من السرير في خفة، وبقفزة واحدة أجدني في المطبخ. اليوم أستطيع أن أدخل المطبخ بعد أن منعت نفسي عنه إلا للرحلات الضرورية حتى لا تجتذبني رائحة مربى هنا أو مكرونة هناك. لمدة 24 ساعة سأكون حرة لأجوس هنا وهناك وأعيث فسادًا في بطني التي جفت من الأكل الصحي...
و نحن نعاقر الكأس,دفعا للملل و برودة الشتاء,قلت لصاحبي:
ارو لي قصة عجيبة..
و كأني فتحت صنبورا كان ينتظر ماؤه الخروج..قال:
في جو ربيعي حالم,و الشمس دافئة,شاهدت عجوزين مقبلين إلى الحديقة,كان الرجل يتوكأ على عصاه و قد طوق عنق التي معه بحنان,في حين كانت العجوز قد طوقت خصره بيدها اليسرى متشبثتا...
لم يبك عليها وهي تغيب أمام عينيه تدريجيا حتي انطفأت شمعتها إلي الأبد. لم تنجب ولدا فاعتبرته ابنها, وأخذته من أمه التي هي ابنتها. الجدة العجوز تهدهد سكرات الموت وهو إلي جانبها لا يفعل شيئا سوي التحليق في سقف الغرفة الضيقة, وترويض العجز التام والفادح. ورآه الناس علي حاله فتعجبوا وهم الذين توقعوا...
(إهداء إلى جوان أرمترايدينج)
حمل الشرطيون الجثة على ظهر السيارة المكشوفة ، وجلسوا حولها وهم يتجادلون عن مباراة كرة القدم ، وحين تحركت السيارة نحو المشرحة ، تحدث بعض زملاء المجني عليه وهم بروفيسورات عن وضوح القضية ، فبعد أن قام الشيخ كرارالدين بإهدار دم البروفيسور صالح زياد وتكفيره نفذ أحد...
مهتم بصورة جنونية بتاريخ القضية الفلسطينية ،ومتعمق في تفاصيل احتلال فلسطين ،والاتفاقيات الدولية التي حدثت.
قال :يجوز ما تصدقني ،الموساد الإسرائيلي يراقبني ،لحقوني مرة حتى باب المخيم الكشفي ،تخيل ؟ولما أحسوا أنني كشفتهم عادوا.
ومرة ثانية لقيت جهاز مثل الراديو مدفون أمام عتبة الحوش.
ومرة رحت على...
إلى صديقى فائز السليك
جلس قرب قدمى أبيه ذاك المساء . ضحكة أمه لا تزال تنضح خفيضة . منذ سنوات و صوت حبات مسبحة أبيه تتساقط قطرات من صنبور الزمن القديم . بعض الأهل قد تفرقوا فى زوايا الدار يتهامسون . أهو سمرهم القديم : السحائب و البهائم و المحصولات ؟ . قبيل سنوات سبع ، وحين دنت السيارة التى كانت...
كدت أصرخ فرحا: وجدتها، وأنا أتجول في المدينة القديمة، أتنفس عبقها التاريخي، حين داهمني غناء طروب. شعرت بتخفف من حمل ثقيل صاحبني منذ صغري كاد يفل قدراتي.
كنا، ونحن صغار، ننجذب إلى محل خياط حومتنا بمجرد مداعبة أنامله لأوتار عوده، كما لو أنه يداعب أوتار قلوبنا جميعا، كنا ننجذب بقوة روعة ما يصدر عن...
أول رسالة غرامية وصلتني في حياتي كانت من صبية شقية جميلة تكبرني بسنة واحدة إذ كان عمري آنها أحد عشر عاماً. كانت الرسالة من سطر واحد، كلمة واحدة: "أحبك".
وتحت الكلمة الرقيقة الرهيبة الأكثر إرهاباً وعنفاً في تاريخ البشرية كان هناك رسم صغير من تحت الكلمة الرهيبة مباشرة: قلب أحمر يخترقه سهم أسود...
حين شعرت أن النهاية على الأبواب، قررت أن أترك للتاريخ بعض تفاصيل حياتى.. حتى لا تضيع كما ضاع الكثير من أحداث زماننا الهامة.
ولدت في بيت عادي لم يكن به إلا نافذة واحدة تطل على شارع ضيق جدا بالكاد كنت أستطيع - حين كبرت- أن أعبره بالنظر لأسقطه على صدر بنت الجيران - طائرا جارحا- والتي أبدا لم ترني...