سرد

هكذا ، و كما يطل الفرح من بين تباريح قلب جريح أطل وجهها ، و كما يقتاد الفأل الغيمة إلى مزارع ظامئة قادني الحظ إليها . بدا لى و قتها وكأن تفاصيل عمري الماضية كلها إتخذت مسارها المعروف كى ألتقيها في ذاك اليوم . بلى ، فلم تكن مصادفة أن أنحشر كما السمكة في العلبة في تلك الحافلة الذاهبة إلى الخرطوم ،...
منذ خمس سنين وكلما فكر عزيز في ان يخلد للنوم يحادث نفسه قائلا ..لقد اعياني الندم والتفكير هل انا مذنب ام لا .. لا ادري هل انا من تسبب في موت بنت خالتي احلام لانني سبب معرفة صديقي صلاح بها .. لقد اصبح وقت النوم هو اسوأ الاوقات بالنسبة لي … فانا الوحيد في العالم الذي يرهقه هذا النوم بسبب ملاحقة...
*الإهداء - إلى صديقي الحميم شاعر الجزيرة نور الدّين فارس ( 1953- 2016) * الحبّ هو جوهر الفرد الّذي منه الكون ، و به يقوم . إنّه الجمال فوق كلّ جمــــــــــــال ، و الحقّ قبل كلّ حقّ ، و القوّة الّتي منها كلّ قوّة ، على أن لا تشوبه شائبة و لا تستأثر به شهوة عابرة ...
(بخور ورمان وعرس بدوي على إيقاع الأغاني القديمة، وغشت يُشهِر ألواحه على ثوار الشاوية، ثم ملامح قصيرة، للضرورة، من سيرة الكاتب) اعْلاَشْ دْخَلتْ جْنانْ المشماش؟ قررتُ، في شهر غشت، التحرر من كل شئ يربطني بالشهور الفائتة.. فلم أعٌد أقْرَبُ الكتابة أو جهاز الكومبيوتر كما تخليتُ عن الاطلاع على...
للتسكع متعةُ خاصة في العاصمة بشوارعها النظيفة، وعماراتها الأنيقة، و أسواقها المزدحمة ، فكثيرة هي الأشياء التي تلفت الانتباه، لأمثالي القادمين من مجاهل الريف، غرابة ممزوجة باستهجان، فكل ما أراه يعتبر غريباً جديداً على معارفي، و غير معلوم في قريتنا. فما إن يبلغ التعب مني كل مبلغ، والجوع يعتصر...
إلى العراق جلستْ. جبين معصوب . ثياب مهملة . دم يجفّ على ندوب تحفّ الوجه. الصِّبْية يتقافزون صخبا والطّاعمون يتناوبون على مآدب سخيّة . أطباق الأكل صنوان وغير صنوان يسعى بها قِرًى حثيث . كانت مراسم الإطعام جاهزة ترصد خروج الرّوح من سكنها ، وكان أهله على أُهْبَةِ الفقد وتراب المقابر ينْمَل في...
كل لوازم الدفن جاهزة... جميعها تبرع بها أهل الحي... ولكن يبقي السؤال!... من سيقوم بإجراءات الغسل والتكفين؟! الروح المتعبة انسحبت ببطء... انطلقت في الفراغ تحمل معها صرخات اعتراض لم يسمعها أحد... أو يشعر بها أحد... مثلما عاشت دائما... تلك الروح التي عانت مع الجسد الذى سكنت فيه لسنوات طويلة تحيا...
أعشق في عينيك مصابيح الحارات . . و رحيق نسمات شاطيء الإسكندرية في أمسية سبتمبرية . . سبتمبر الحزن و النسيم و الجنون . . الإسكندرية تسترخي تستلقي علي الرمال و تنام علي ظهرها تعد النجوم و تزيح الهموم و تغني للقمر . . "آه يا قمر يا اسكندراني نص عمري تاه في لفي علي المواني" هكذا يقول الأبنودي في...
البيت، غرفتان متقابلتان، بينهما وسط البيت ينسحب طويلا، لينتهي بزريبة البهائم، كان يشبه الصليب لمن يراه ويبدو وحيدا، تحيط به البيوت الخرسانية من كل جانب، بهت طلاء جدرانه بفعل الامطار التي اخالها تسقط عليه وحده، تأتي الغيمات سريعة متلاحقة، تتسابق كي تكون فوقة تماما، تنزل ماءها عليه. أقول لزوجتي...
المشهد غريب للغاية، أرى السماء ساطعة من فوقى وضوء الشمس يغمرنى والأرض بعيدة عنى، لا تمسسها قدمى .. وموقفى سيئ للغاية، فأنا معلق فى الهواء، لست معلقاً على مشانق موتى، ولكن غريب الأمر أننى معلق فى شرفة منزل، بلكونة يعنى، وأغلب الظن أنه ليس منزلنا لأنه منزل علوى، كما لو أنها ناطحة سحاب فى إحدى...
في الرشفة الثالثة من كوب الشاي الساخن اقتحمت أذني كلمته الجارحة. التفت فوجدت فمه مفتوحا عن آخره, وسبابته ممدودة الي الأمام, ومقلتيه ثابتتين في تحد, يكاد أن يتطاير منهما شرر, وقبالة ناظريه ترقد مساحة صامتة من الفراغ. كان واقفا فجلس, وسحب نفسا من الشيشة تاركا الدخان يخرج من منخريه, ثم أناخ رأسه...
أراكِ على مقعد الحمام، حين يكون الباب موارباً، والدائرة مُظلمة، تُشبهين صورة أُحبها لسيمون، لكن ليست هي بالضبط، ينتصب ظهركِ، وتُحدقين فيّ وأنا أمر، أعرفُ أنكِ سوف تكونين هُنا فقط وأنا رأسي بعيدة، لذلك أُبعدها قدر ما تُحبين، أكتب لأخبركِ عن حزني لأنكِ سوف تموتين يوماً ما، ولأنكِ ولا مرّة تكلمتِ...
قضّيت اليوم الثالث على التّوالي أجوب أسواق العاصمة دون كلل أو ملل: سوق لافيات ،سوق باب الفلّة ،سوق باب الجزيرة، أبحث عن العنب الأرجوانيّ وكنت في كلّ مرّة أتلقّى من الباعة هذا الرّد : لاوجود للعنب في اللّيالي ، فالحال شتاء ولا أمل لي في العثورعليه في مثل هذا الفصل ،قد يكون ظهوره وليد معجزة...
لا أعلم على وجه الدقة متى دلفت " الكشة " إلى تفاصيل قريتنا ، كما لا أعلم من أطلق عليها ذاك الإسم و لا لماذا ، فلطالما بدا لى و كأنها خرجت و القرية من ذات الرحم ، في ذات الساعة . أذكر أننى كنت أقفز من فراشى صباح كل يوم لألقى عليها نظرة و لو خاطفة . كنت أقف خارج حوشنا الطينى . أتلفت حولى في انفعال...
انتهت الانتخاب الحرة النزيهة وفاز بجدارة ودخل القصر الجمهوري بخطى واثقة وقد تخطى السبعين من عمره..بعد رحلة دامت نصف في قرن في العالم السياسية ودهاليزها القذرة...في زمن الحرب الباردة وما بعدها الان..وقد تقلب في وزارات شتى وزارة الزراعة...وزارة الصحة .. وزارة المالية وشارك في الانقلابات العديدة...
أعلى