كانا على سور النافذة يتناجيان .
بغامهما يلذ لى .. ذكر الحمام الهزاز يقبِّل رأس وليفته وريشها وذيلها الهزاز يتأرجح كمروحة طاووس ناصعة البياض .. كان الريش ينتفض فى سكون , وهى توليه ظهرها , وتستكين إلى قبلاته العديدة المتواصلة , ريشها يبرق فى ضوء الشمس الذى استحال فى منطقة الظل إلى مراوح من ريش ...
الخرزة الأولى
أغلقت حجرة أمها على نفسها.. أخرجت الصندوق القديم من تحت السرير.. بصعوبة استطاعت أن تقلبه وتفرغ كل محتوياته على الأرض.. أخذت تلقى جانبا ببقايا الملابس القديمة.. الأوراق البالية.. قطع الحلى الزجاجية.. أخيرا عثرت عليها.. كانت واثقة أنها ستجدها فى هذا المكان.. خرزة زرقاء كبيرة بحجم...
( والله انه لا يمنعني من اللعب إلا ذكر الموت)
على ابن أبى طالب ( رضي الله عنه)
كانت يدها معقوفة على سكين صغير ذو نصل حاد تقطع به اللحم التى طلبته منى هذا الصباح قبل أن أذهب الى عملى ، كانت ملابسها زاهية نظيفة معطرة ،خالية من روائح المطبخ المعتادة وهذا ما لم أعتده منها ، خاصة فى الأونة الاخيرة...
الاسطى عبده " الايمجي " جارنا , ترك ابنه اسعد في الدكان وسافر الى العراق , كان اسعد ولدا طويلا ابيض ذا شعر مائل الى الاصفرار. كان في غيبة والده ياتي بعد ان يخرج من المدرسه الإعدادية إلي الدكان يفتحه ويطعم العصفورين الأخضرين المعلقين في قفص اعلي الباب ثم يغلق الدكان ولا نراه إلا والشمس في صفار...
* إلى ضحايا قوارب الموت التي لا تعود ولا تصل
"يا سارق الشعلة
إن الصخب في السكون
فاقطف زهور النور، عبر الظلمة الحرون
نحن انتجعنا الصمت في المغارة
لأن نتن الملح لا تغسله العبارة
فانزل معي للبحر
تحت الموج والحجارة
لا بد
أن شعلة تغوص في القرارة
فارجع بها شرارة
تنفض توق الريح
من سلاسل السكوت
تعلم...
الغرفة الصغيرة.. أصابها ارتجاج عنيف اهتزت على اثره الجدران وآنية الزهور سقطت، تهشمت، تبعثرت الأزهار. حوض السمك انفجر لافظاً بكل ما بداخله، ومخلوق دالي الثائر هوى من بيضته وعاد بسرعة، تلملمت الأزهار والتحمت الآنية وطارت لمكانها، والأسماك مع الماء تقهقرا إلى حوض الزجاج الملتئم فعاد لمكانه، على إثر...
صباح اليوم، ضرب منبه الساعة على أبواب سكينتي بقسوة . وحين مددتُ يدي لأوقفه، بقي يواصل ضربه حتى كأنّه وَجَّهَ معولاً أخذ يحفر في رأسي . بالكاد استطعت سحب ستائر بقايا النعاس من على عينيّ، وفوجئت باختفاء الأرقام والعقربين من الساعة !
كان الضباب يكتسح الغرفة، والإتجاهات حولي قد التبست عليّ، فهممتُ...
أسمهان تمضي في الصباح إلى مدرستها. ترتدي مريولها الأزرق وجوربيها الأبيضين. تضع حقيبتها على كتفيها وتمضي، خدّاها متورّدان وشعرها مجدول على هيئة ذيل فرس .
تخرج من باب البيت لتصطدم بالسياج الحديديّ الذي وضعه المستوطنون هنا منذ أيام. تضغط جسدها نحو الحائط لتمرّ بصعوبة عبر الزقاق. وهي تلتقي...
كانت تحلم به.. قبل ان يتبين لها اللون الابيض، من اللون الاسود في عينيه.. وتخاله آتيا نحوها على حصان ابيض (لم يكن يشغلها كثيرا لون حصانه ) متجاوزا ضبابية اللحظة، وسرياليتها .. كان يعرف طريقه اليها ،لكنه لم يكن يصل ابدا.. رغم انها كانت تحصي وقع حوافر حصانه ..ويملأ اسماعها صهيله ..بدا لها فارسا من...
الأرق قاسٍ، وستكون هذه الليلة طويلة.. أعرف ذلك وأتوقعه، وقد يعين التوقع لأمر ما على احتماله حتى يمر بسلام! كل شىء يمر بسلام ويسر، أو بمعاناة وعسر، لكنه فى كل الأحوال سوف يمر وينقضى، لأن الإنسان نفسه محكوم عليه بالمرور والانقضاء، فإذا استدام حال وطال أمده فلم يتبدل، مثلما يحدث هنا منذ زمن، عانى...
موضوع
قائمة الصحف
بطاقة (ذكية) جديدة!! لقد سئم الشعب السوداني مشروعات زيادة (الإيرادات) المتتالية على حسابه عبد الله مسار:خسائرنا خلال فترة العقوبات (500) مليار دولار (60%) منها في مجال الصناعة.. (50%) من رفع العقوبات سببها الحوار الوطني بنك السودان يوجِّه بصرف التحويلات الواردة...
غادر بيته عند الفجر،مبتعدا رويدا رويدا عن تونس العاصمة وصخبها وبنيانها وضجيجها متّجها إلى ذلك المكان الخالي من البشر ومن العمران والّذي يسمّى " مرسى الامير" الواقع "بالوطن القبلي ".
قضّى أكثر من ساعة ليخترق المدن والقرى، وعند طلوع الصباح وصل الغاب. كانت سيّارته تهتزّ سالكة طريقها بين الدروب،...
ما أعجب أن ينتهي بها المشهد تماما كما بدأ مع تهالك لياليها المتعبة تحت وسادة وجعها، هكذا نشأت"بهية" في بيت كانت هي أكبر أخوتها وكلهن بنات، تنام وتقبع في زوايا حجرات قلبها الصغير أحلامها البعيدة ورغباتها البريئة، ويشاء العلي القدير أن يهب أسرتها الذكر بعد شوق كبير فكان المدلل دائما ثم كبر وهو...
(1)
المياه تجري في الجُروف عند الأصيل ببراءة ريفية، والطيور تغرد هنا وهناك كأنها ترحب بالاُسر التي هربتْ بأطفالِها من ضوضاء المدينة و صخبها، و قصدوا هذه الخمائل الوارفة على ضفاف النيل للترفيه عن أنفسهم. تمددتُ على البساط تحت النخلة التي ألفتها وألفتني والتي لم تبخل يوماً بظلالها ذهاء ثلاثة...
عندما بدأت خيوط الظلام تنسرب من الارض مخلفةً وراء ها ذلك الصمت المطبق خاصة في حلتنا التي لم تكن تعرف لا الحيشان ولا البيبان في ذلك الزمان، وعند تلك الساعة من نهاية الليل وقريب الفجر اللولاني صحيت وانا نصف نائم، على صوت خفيف ِِحِدَا كرعين عنقريبي القصيّر اب حبالاً متدلية ده والذي دايما يجعلني احس...