الكوابيس.. هذا هو افظع ثمن دفعته بعد عملية زراعة القلب.. فرغم اني بلا شك محظوظ في الحصول علي قلب شاب في العشرين إلا أنني أصبحت لا أنام.. نوع غريب و مبهم من الأحلام و الكوابيس المخيفة يزورني كلما نمت.
وان كان الأطباء قد اكدوا بأنها من الاعراض الطبيعية لعملية كبيرة مثل التي أجريتها و خضعت...
تخبرنى، بنوع من القلق، عن اشياء غريبة، تقول وهى تدارى حرجا بالغا.
_ لا أخاف دخول المطبخ!
رنت ضحكتى قى الفضاء.
قلت مندهشا
_ ماذا؟!!
لكنى تذكرت، من الفور، هذه الأفكار السوداء، التي تخايل النساء عند وقوفهن أمام احواض غسل الصحون، والحوارات الداخلية المتشائمة، وتوترهن هناك بدون اسباب مفهومة.
انكمشت...
السيد زرد
تتقطع أنفاسى وأنا أصعد السلم الحلزونى الحديدية، والتى لم أستطيع – يوما – أن أحصيها رغم رغبتى فى ذلك ، فقد كان مجرد بدئى فى ارتقائها كفيلا يجعل ضربات قلبى تصم أذنى ولا يثبت ذهنى عند أية فكرة.
مدينة معلقة بين السماء والآرض…. مائة حجرة صغيرة منتثرة فوق السطح، سكانها جميعا سمر الوجوه…...
رآها ورأته لأول مرة في متجر السوق الحرة في المطار, حيث كان كل منهما ينتقي لعبه من قسم لعبه الاطفال في المتجر.
وقف مصعوقا ينظر إليها, غير مصدق أن هناك امرأة في العالم تحمل ملامح أنثوية علي مقاس الملامح التي عاش يحلم بها مدي العمر.
وقفت هي مصعوقة تنظر إليه وهي تجد أمامها لأول مرة الرجل...
انجيلا النويرية تطرق أزقة الفريق، زقاقاً إثر زقاقاً. حافية القدمين – لقد اعتادت ذلك، تحمل حزمة الحطب فوق كاهلها التعس، تلقى تحيتها هنا وهناك، على من تعرف من أهل الحي، تضحك من أعماقها، تبكي من أعمق أعماقها، تغني برطانة حلوة حزينة النبرات تتعثر انجيلا، يلفحها تيار الهواء الحار تري أديم الأرض يدنو...
لحظة خروجي من القطار.. توقعت أن أجد ضباط الشرطة بنجومهم الذهبية في انتظاري.. أخذت أحدِّق في الملابس والوجوه والأكتاف الواقفة.
لمحتُ ضابط شرطة بثلاثة نجوم على بعد ثلاثة أمتار..
قلتُ لنفسي: هذا هو النقيب الذي سيقبضُ عليَّ.
نظرتُ إلى السماء فارتطمت نظراتي بسقف المحطة الحديدي، فتصنعت التماسك...
في حانة مكتظة بالسياسيين، انزوى مجموعة من الأدباء في ركن منعزل يتهامسون. وبعد دقائق معدودة دخل فيودر ميخائيلوفيتش دستويفسكي. نظر في الأرجاء، ثم اختار مائدة تنتصب وسط موائد السياسيين. جلس إليها، ثم أخرج من حقيبته شطيرة منزلية، قضمها ببطء ريثما انتبه إليه النادل، وجاء ليقف جوار كتفه الأيسر.
طلب...
الولد الشاحب، مطفأ العينين، المخدردائما بأحلامه المحرمة، كان يجلس بالمقعد الأخيربغرفة الدراسة، مشتتا، وشبه غائب عن الوعى، كفيلسوف للغرائز المحتقرة.
كان وجهه يضئ مرة واحدة فى اليوم، فقط، عند حضورمدرسة اللغة الإنجليزية، تلمع عيناه بالفرح المفاجئ، والإنتعاش المخالف لطبيعته. إنه يجلس وحيدا بعدما هرب...
محمد النعمة بيروك
لم تعجبه نهاية الرواية التي قضى في قراءتها ثلاثة أيام..
“كيف يُبقي الكاتب النهاية مفتوحة بهذا الشكل الفظيع؟..هل استسلم الكاتب لروايته بعد أن فشل في إيجاد مخرج ما؟.. هل كان يقصد أن المستقبل مفتوح بدوره على كل الاحتمالات؟”
أسئلة كثيرة كانت تختمر في ذهنه.. لوهلة شعر أن الكاتب...
زكريا تامر
تابع أبو الطيب المتنبي باهتمام أنباء ما يجري في العالم، وسارع إلى التخلص من لحيته الطويلة المشعثة التي كان يعتز بها، ونبذ كل ما له علاقة بالشعر معلناً استقالته من مهنة الشعر استقالة غير قابلة للعودة عنها، فطوقته تواً الشائعات الزاعمة أنه هرب من ميادين الشعر خوفاً من الشعر الحديث...
في هذا الجزء من المغرب الأقصى ، أين تـُقـبل السهول أقدام جبال" بني يزناسن" ، و تسرح في انبساط واسع يمتد جنوبا حتى النجود العليا ، كانت يد المَخـْزن الشريف ( الحكومة ) قصيرة ، تاركة العباد يتقلبون بين مد "السيبة " و جزر الطاعة . الطاعة التي تفرضها " حركات " المخزن بالقوة لجمع الإتاوات الشرعية و...
أنا و"ألبرت" امتلأ قلبانا بالأسى.. نعم فالحقيقة المجلوة لعيوننا كانت مفزعة.
"ألبرت" في تلك الليلة تملكته نفس الحيرة التى هداه شغفها إلى اكتشاف نظريته الكمية.. أطل يومها على العالم فرآه أضيق من سَمِّ الخياط.. جزر المالديف وهاواى والغابات الإفريقية وكذلك عذراوات النساء الشقر.. ذهب عن كل هذا بهاء...
في محطة القطار، المكيفة والمضاءة نهارا، أناس كثيرون يدخلون ويغادرون، آخرون ينتظرون، أحيانا يثرثرون، وقطارات كثيرة تمر كتحية العَجلان، بعد أن تتوقف لدقيقة أو لدقيقتين.
كان المحارب وحده، من دون رفيق، وبلا حقيبة، يتأمل نقوش سقف المحطة، والنقوش لا يعبأ بها أحد سواه، ثم يرنو إلى اللوحة الإلكترونية...
وهكذا وقع الولد في هوي المكان. وهكذا جاء الولد مع زوج أخته الكبيرة فاطمة ـ وهو طفل دون العاشرة ـ الي ذلك المصيف.
وهكذا دار به ـ زوج أخته الكبيرة فاطمة ـ في شوارعه المستقيمة ـ أني نظرت رأيت الشوارع مستقيمة ـ وبين عششه البوصية وهكذا عرج به ـ زوج أخته الكبيرة فاطمة ـ الي اللسان الحجري: ملتقي...
أحمد محمد حميدة
موقنا كنت من موت سعيد بكر, وقفت علي فوهة قبره, وقلبي يصرخ صاحبي سنلتقي بعد حين رأيت النبل والمروءة يواريهما التراب
لكن يوم أمس رأيته يتجسد أمامي, يشع بذاكرتي, منبعثا, حين تحدثت إلي عبر الهاتف ابنته الصغيرة ايمان. كان الشوق يرفرف بصوتها الذي بلغ صفو الشباب الحميم.. سألتني عن...