نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
سبع بنات بضفائرهن يصخبن تحت الزيزفون والصفصاف بغدير اللقالق. والإوز يسبح في البركة. نشرن الفرش وأخرجن من السلال صحون الخزف الصيني الأزرق. لكل بنت مشموم ورد بلدي ومنديل مطرز. هن الآن يتناوبن على ركوب الأرجوحة. وصوت ناي بعيد يلطف الفرح والصخب. نلهو قبل أن يأتي الصبيان ويفسدوا علينا الفرح قالت...
كان سردابًا عتيقًا ذلك الذي دلفنا إليه، ونحن عائدين أنا وصديقي أنس، زميل مقعد الدراسة وجاري. كنّا ضجرين من الدروس التي لا تنتهي، فذهبنا إلى الجبل القريب من المنزل، أنس يحمل كتابًا في يديه، كان يخربش فيه طوال الدوام مدّعيًا أنّه يدوّن ملاحظات الأستاذ التي ستأتي بلا شكٍّ في الامتحان النهائي...
في “باندونج ” كانت طلقات المدافع المكتومة تتردد أصداؤها ، عبر الجبال في الليل حظر التجول قد بدأ ، انقطعت الرجل من الشوارع المحيطة بالفندق ، صوت سيارات الجيش وحده يعلو ثم ينخفض ثم ينقطع فجأة عند مفترق الطريقالنازل إلي الهوة المعتمة .
قالوا لنا إن الميلشيات الشيوعية تحشد صفوفها وتتخذ مواقعها...
غريب في بلد غريب أهله غريبو الأطوار شوارعه غريبة المظهر يهيم علي وجهه تلفظه الطرقات كما لفظته زوجته التي اكتسحت بلسانها السليط بقايا محبتها من قلبه .. شعر بالحمي تقتات جسده بعنف .. واصل سيره قانطاً إلا من رحمة الله .. داهمته موجة العطاس . فمنذ الصباح الباكر وهو يعاني من حالة زكام حادة . .ضاعفها...
أخيراً تخلو إلي نفسها ، تغلق باب غرفتها منهكة متعبة تصغي إلي الليل الذي انتصف منذ حوالي نصف ساعة إلي الطريق الذي تطل إليه من ارتفاع خمسة طوابق ، بعض الأصوات كانت تسمعها أثناء انتظارها عودته من الليالي التي يتأخر خلالها ، إذ يعرج على أسرته ، يزور أشقاءه أو يسهر مع صحبة في المقهى . إغلاق باب ،...
استشعر الحنين في هذا اليوم القائظ وأنا اقف وسط التراب المتراكم أبحث عن بقاب صوتك .
هبت رياحه من بعيد …
كنت لم أفق بعد من صدمة الفراق الأولي ، وكنت تندثرين ( بعباءتك السوداء ) تهرولين نحو البهو الواسع ، مطمئنة لقدر الله ، ولم تكن صدي خطواتك بئيسة .
كنت تركضين نحو المجهول ، وأنا أركض خلفك...
فاتنة .. كالحقيقة من تحت طاولة ، عمرها ما زال ينقص حتي بدت كأول مرة نظر لها ” طفلة صغيرة ” .. تدهش حقاً بطفولتها التي ابدو كقارب صغير تسعي به لإنقاذ الأرض من الطوفان .. وهو من كان يستريح في مرآتها ، مرآتها التي كانت تراها جيداً ولا تفكر بأن تري ذاتها فقط في مرآتها بحث عن أي جلبة حظ ، فكر طويلاً...
نعم .. صدري مثقلٌ بالنياشين..
لكننى فى الـمـرايا لا أراهـا.
البنت الجميلة والمدينة الحطام
من كل العمارة المنهارة، من طوابقها وسلالمها وأثاثاتها وموبيلياتها، لم يبق سليماً سوى التسريحة. لا شظايا أصابتها ولا خدوش نالت منها. على الرغم من قصفات الهاوزر، مرآتها كما هى، رائقة براقة، وأدوات الماكياج...
عندما فتحت له الباب ووجدته معلق القامة بين عكازه الخشبي والصندوق الأحمر ، بدا لها أشد إصراراً علي أن تكون هذه المجازفة هي الأكثر جنوناً في تاريخ محاولاته الفاشلة ، كأن الصندوق قياساً بسمعته العريقة أصغر مما قد يتخيله المرء ، وليس في شكله ما يثير سوي صعوبة التكهن باستعمالاته غير العجيبة مقارنة...
(1)
كعادته تعلق بي … فتح الباب .. ومدد ساقيه الصغيرتين … قمت بتسخين السيارة .. تأملني جيداً وهو مبتسم كان في قرارة نفسه يعلق انتصاره ..
(2)
أوه … تذكرت أن عليّ واجباً أن أؤديه .. قلت في لطف : ” إنزل .. وأنه أرجع لك تحولت سحنته وكشر عن وجه آخر .. وقال في تحد واضح .. لا ..
(3)
حاولت إغراءه...
(1)
أوقف سيارته المصنعة في بلاد هولاكو أخرج علبة سجائره .. أخذ واحدة .. أشعلها .. سحب نفساً عميقاً وهو يتابع بعينه مداداً من بشر .. نفث الدخان رمادياً كثيفاً سرعان ما تلاشي في الهواء …
(2)
خرج من سيارته .. وقبل أن يبتعد ، سمع هاتفه الخلوي .. رجع .. نظر في رقم المتصل أجاب سائله : ألو .. تحدث...
لم يعد لدى أبي حسان ما يفعله منذ أن أحيل إلى التقاعد، سوى الجلوس في باحة منزله الظليلة الصغيرة، وقراءة جريدة الصباح من ألفها إلى يائها، ثم حل لغز الكلمات المتقطعة، فيما تنشغل زوجته عنه في أعباء المنزل ومكالماتها الهاتفية. كانت بطبيعة الحال تتفقده بين الحين والآخر، تسأله إن احتاج خدمة ما منها، أو...
أطرق.. أطرق باب المساء فتفتح لي.. وتولِّي الوجه ولا ترد عليَّ السلام… أعفو أنا عن صمتك وأغزل منه نسيج الوقار..
أغاضب أنت مني؟.. فمنذ عشرة أيام لم تستبح صورتك فضاءات حلمي… تقول لي في صوت يسكنه العتاب.. وأنا أنتظر منذ عشرة أيام سورة يس ترتلينها عليَّ.. أفتح فم الدهشة.. ألهذا أنت غاضب مني؟..
وأنت...
مشيا سوية، وهما يودعان الطفولة حيث الصبا يختبئ حاملا لهما أجمل الأماني، قال الصبي للفتاة ذات الجدائل الطويلة التي يفكر في أن تصبح ملكا له عندما يكبران:
تعالي أعلمك لعبة جميلة، ستسرين بها جدا، تذكرت الفتاة ذات الجدائل الطويلة أنها تسأل نفسها كل يوم مئة مرة عن سر تعلق هذا الفتى الوسيم بها رغم...
تلك اللحظة فقط.. أدركت كم يحبني.. إنها هده اللحظة التي يصلني فيها ذلك الخبر.. هو يحبني حقا.. يحبني لدرجة الجنون.. لا.. بل لدرجة الموت.. لدا في المرة القادمة حين يأتي إليّ طالبا يدي.. أعني الزواج مني.. سأقبل.. وبكل ما لدي من حب ووله.. سأقبل به زوجا وحبيبا وأبا لأطفالي الذين أتوقعهم في القريب بإذن...