نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
شعرت بالملل ! و الملل وباء منتشر هذه الأيام كالأنفلونزا . و لا علاج لهذا الوباء حسب العارفين . و لكنّ علاماته معروفة ، يمكن أن يشخصها النطاسيّ الحاذق بمجرّد طرح عدد من الأسئلة على الشخص الذي تظهر عليه الأعراض و الاستماع إلى أجوبته .
قيل إنّ هذه الأسئلة موجودة منذ سالف العصور في كتب الطبّ ، و...
قال لي المتشرِّد »المتشرِّدون يعرفون شوارع سرِيَّة ينتقلون خلالها من الليل إلي النهار».
قلت »أعتقد أنكم تُفضِّلون البقاء داخل الليل».
»هذا صحيح، ويستطيع أيّ متشرِّد أن يختبئ داخل الليل لعدَّة أيام، لكننا نحب النهار أيضًا، ونخرج إليه من وقت لآخر، أو نتركه يصل إلينا».
تطلَّعَ حوله إلي نهايات...
دخل إلى غرفة الطبيب ثلاثة رجال وممرضة، فرحبّ الطبيب بالرجال، ورجاهم الجلوس مشيراً إلى المقاعد القريبة من الطاولة التي كان يجلس وراءها، وطلب إلى الممرضة أن تحضر لهم القهوة، فبادرت إلى الخروج من الغرفة بخطى مسرعة .
قال الطبيب للرجال الثلاثة : أرجو ألاّ تعتبروا هذه الجلسة جلسة طبيب مع مرضاه بل...
كانت الجدران قديمة.. أتعبها الزمن ووزع تشققاته عليها، لتبدو كأنها تجاعيد ارتسمت على وجه عجوز.. وأرضية مَكسوة بالاسفلت المُحفر.. ومكتب خشبي فقير وكرسيان الأول حديدي متحرك لكن تلفه جعله يبدو مشلولاً، عاجزاً عن الحركة، والثاني خشبي قديم مهمل..
بهذه الأجواء أمضى (ربيع ناصر) أيام عمره في الخدمة...
القرنفلة الذهبيّة
ضحكت، وهي تنزل حقيبة يدها على القاعدة البيضاء للمظلة الحمراء المقفلة. خلعت نظّارتها، وقالت إن عليه ألا يجهد نفسه مع كل الأشياء، فمقهى الفوكيت لا يمكن التعامل معه بحساسية عاطفية، لأنه، في النهاية، مكان لا خيار لنا سواه في باريس.
تهرّب من عينيها قائلاً بأنه لا بد من وضع اعتبار...
(1)
كان غريبا أن يسأل فلاح مثله إنساناً مثلي لا تربطه به صداقة ويحدثه عن ما رآه في نقل جسد شهيد من قبر الى آخر، وكان يظهر على وجهه الذي يتلألآ كالشمس وعينيه النجلاء الواسعة أثر سؤال يحمل بين ثناياه تساؤلات تحمل ندوب الشهقات، فاستمات لمعرفة الجواب، وكأنه يقول ذاك انا .
وطالت دهشتي وأنا أحدق في...
أجلس وحيداً فى ذلك المكتب الكئيب الذى نقلت إليه حديثاً من وزارة التربية والتعليم ، حيث الحصص والتلاميذ والجرس والطباشير ولجان المتابعة ومعاكسة الأولاد للبنات وقتال الأولاد بعضهم بعضاً . فى هذا المكتب الكئيب العريض ذى اللوح الزجاجى المنقر أجلس وحيداً أشرب القهوة بلا طعم و أقرأ جريدة قديمة أخفيها...
دبق مزعج، كنت اشبه بسحابة ساخنة يلفها قميص في داخل غرفة طين مستعرة بلا تهوية . قبر غاية في الضيق. هممت بالخروج للبحث عن نسمة هواء باردة تخيلتها، جهازالراديو في البيت بث لحن اغنية قديمة تماهت مع رائحة التراب المرطب بالماء بفعل طريقة والدتي في تبريد الاجواء فغيرت ما انتويته، لم انهض، لكني ذهبت...
دق جرس المدرسة إيذاناً ببدء الدرس، خرج الاستاذ شاكر، من غرفة المعلمين وسط الضجة المعتادة للطلبة وهم يتوجهون الى الصفوف عبر ممرات المدرسة، كان شاكرمتعجباً من عدم وجود معلم معه في الغرفة اثناء الاستراحة بين درسين.
استعرض شاكر في ذهنه سريعاً النقاط التي ينبغي التأكيد عليها في الدرس حول غزو...
ما إن دخل الرئيس الأميركي الجديد البيت الأبيض بواشنطن وتسلم منصبه الخطير حتى طلب الإطلاع على التقارير الدقيقة التي أعدها مستشاروه وخبراؤه حول حكام العالم وأحوالهم، وتعجب عندما اكتشف أن أبرع الحكام في الحفاظ على مناصبهم هم حكام من البلدان العربية، فرأى أنه من الحكمة والتعقل طلب النصح منهم لتثبيت...
هي قوارب الموت التي مات على متنها الكثير من أصدقائي غرقا في البحر ،بحر لا يرحم، بحر متجبر و قاس يغرق الفقراءالذين يركبونه بحثا عن فرص أخرى في الحياة، بحر لا يقدر على إغراق الأغنياء الذين يركبونه باليخت و الباخرة ،بحر يثور و يغضب في وجه المهاجرين السريين الذين لا يريدون من اجتيازه سوى الوصول الى...
[ كانت مسرورة من البحيرة ، ماؤها الهادىء ساعد على تلطيف الجو وتهدئة نفسها ، لقد أخذتها البحيرة بعيدا عن الضوضاء وعالم عروض الأزياء الصاخب، فاستطاعت أن تنام بلا اضطرابات ، كانت تنصت فقط لصوت ارتطام الموجات الرقيق .
شعرت بالسلام والوحدة والانعتاق والحرية، ليس الحرية فى ألا تفعل شيئا،...
تدفق ماء النهرتحت ضياء شمس الصيف قويّاً صاخباً، وبدا كمن يوشك أن يهدم من دون شفقة البيوت القليلة التي شيّدها الناس على ضفتيه، فتعجّب الناس لأنّ نهرهم تبدّل فجأة ومن غير سبب، وقال بعضهم متسـائلاً بحيرةٍ : ما الذي جرى للنهر؟ كان صديقنا باستمرار، ولكنّه بات الآن شبيهاً بعدوّ قاسّ يرغب في مشاهدة...
كان جنكيز خان رجلاً من دم ونار، حين يشعر يوماً بالملل يتذكر ما أحرق من مدن وما أهلك من رجال ونساء وأطفال وكتب وعصافير وقطط وأشجار، فيختفي ملله، وتسود محله غبطة أكثر روعة من نجمة وحيدة تتلألأ في ليالي صحارى الأرض، ولكن جنكيز خان ملّ في يوم من الأيام مللاً لم يجد سبيلاً للخلاص منه، فاستاء،...
يوم الخميس .....
الأول من شهر نيسان ...
شارع الجامعة في حي الكرادة يعيش كرنفال مهيب..... خمسة عشرة عربة تجرها الخيول البيضاء في زفاف مهيب وبتنسيق مسبق .... الواحدة تلو الأخرى ....
عربة العروسة في المقدمة تلك ستة عشرة عربة بالتمام والكمال .....
تميزت عربة العروسة في كل شيء ....
تناثرت عليها...