سرد

- 1 - يوم أحد خريفي بدا لي عاديا حيث يخفّ الزحام و يقلّ عدد الركاب الذين تأتي بهم سيارات النقل العام الصفراء التي أطلق عليها النّاس " زينة و عزيزة " تيمنا بالراقصتين الشعبيتين الأختين زينة و عزيزة اللتين كان لهما صيتهما و شهرتهما في الحفلات و الأعراس على إمتداد مدن تونس و قراها في ستينات القرن...
عندما وصله خبر أنجلينا جولي، ممثلته المفضلة، ثار وانزعج. لم يكن الخبر عن دور مثير لها في فيلم هوليودي جديد. بل كان خبرا يتصل بها شخصيا. ولم يكن أيضا حكاية من حكاياتها مع براد بيت اللعين. هو يكرهه بقدر حبه لصاحبته أنجلينا. الخبر الذي تهافتت عليه المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام لم يكن خبرا...
فيما نقضمُ اللّيلَ كتفاحة خضراء.. هل أحدثك عن الأُمّ؟ عن الضوءِ الخفيضِ في زاويةِ قلبي المثقوب كالينابيع. عن الليالي التي قضّيتها هناك، فارشاً أحشاءها كما أشاء؟ لكِنِّي لا اذكرُ شيئاً، مِنَ الصَّعبِ التذكّر على أيةِ حال، صعْب أن أعرِف كم مرّة ضَرَبْتُ كُلْيتها اليسرى وَخَضْخَضْتُ حصاتها الصغيرة...
1- الحب الأبدي كل شيء كان يشبهها، من غير المهم المسافة التي تفصلني عنها، كل شيء يبدوشبيهاً بها، له إيقاع يشبه إيقاعها، ورنين مثل موسيقى صوتها، كل شيء يحمل اسمها، أينما ذهبت ، كنت أختار الوجهة التي تقودني إليها، تقود خطواتي لكي التقي بها. ومهما بدا أنني كنت ألتقي بها بالصدفة، فأنني في الحقيقة كنت...
هذا الرجل الذي سأتحدث عنه شخص عادي لا يثير الانتباه ولا يمكن ان يكون في يوم من الأيام رجلاً مهماً. انه باختصار رجل مثل كل الرجال الذين نلتقي بهم في كل مكان. لكن الغريب في الأمر ان الحوادث التي وقعت لهذا الرجل هي من الغرابة بما يجعلها صعبة التصديق الى درجة كبيرة. فالأوراق القليلة التي وجدت في...
- انقذف من رحمها كما تنقذف بيضة طائر الزعر فتسحب منه الدم والشحم – - سبح الوليد في بركة من الدم والاحشاء – شهقت الام ثم راحت في غيبوبة بعد ان كابدت من الالم الكثير- - لقد انتظرته بعد سنين من العقم وبناء على نصيحة من محبة قالت لها : دعي الشيطان ينام معك اذا كنت بشوق الى الولد وايما ولد حتى ولو...
شارعنا ينتهي بسدة ترابية لدواع أمنية.. وعندما تمر سيارة الأزبال فإن عليها أن تذرعه مرتين ذهابا وأياباً.. وفي الرواح والمجيء يحييني الزبالون، ويضحك معي سائق السيارة.. ظننت أن للأمر علاقة بشعري المنفوش على الدوام، أو بكوني السافرة الوحيدة في الشارع المسدود بأكياس الشاي الأخضر.. إلى أن اكتشفت أن...
تعلم السيد آدم مهنة بيع الورق والأحبار والقرطاسية العامة في حانوت صغير يقع على شارع عام في احدى ضواحي بغداد،حانوت يمربه الناس جماعات ووحدانا وفي هذا المكان يلتقي عدد من اصدقائه او يقف نفر من المارة امام الحانوت الذي لم يكن بالكبير ولا هو بالصغير انما له مساحة تلائمه وتجعله قادرا من السيطرة على...
كانت الجدران قديمة.. أتعبها الزمن ووزع تشققاته عليها، لتبدو كأنها تجاعيد ارتسمت على وجه عجوز.. وأرضية مَكسوة بالاسفلت المُحفر.. ومكتب خشبي فقير وكرسيان الأول حديدي متحرك لكن تلفه جعله يبدو مشلولاً، عاجزاً عن الحركة، والثاني خشبي قديم مهمل.. بهذه الأجواء أمضى (ربيع ناصر) أيام عمره في الخدمة...
الى الحاج محمد الخشالي زجاج نافذة مقهى قديم، يفصل بين عالمين احدهما ينتمي للحياة والاخر للموت بابشع صوره، موت تجسدت فيه قوة السلطة العمياء، سلطة الشر.. نافذة تطل على ذلك الشارع الذي شهد الكثير من الاحداث السياسية، مظاهرات، ندوات ثقافية وامسيات شعرية، تناثرت جمل قصائدها لتستقر كقوارب عاشقة...
شاحب الوجه كشحوب حياته، حينما يصحو صباحا، يخاف ان يغادر فراشه، لأنه وبعد لحظات، سيستقبل آلاما وهموما، تتكدس منذ سنين داخل احشائه، على كتفيه، بين عينيه، مخترقة مسامات جلده، بل وحتى في جيوبه.يبقى لمدة طويلة ممدا بجانب شحوبه، ينظر الى السقف الذي لم يتغير منذ زمن، كظله الذي يكون معه اينما كان، حتى...
حينما أحبها، منذ زمن بعيد جدا، كانت كل الاشياء الجميلة تشبهها، أو هكذا يراها.. هي كالفراشة في رقتها، وكالطفل في براءتها، وكالنسمة الصباحية في عذوبتها.. هي ورقة خضراء مع قطرة نداها... تختلف المفردات ووقعها، في وصف بداية علاقة الحب عن نهايتها، لأن المشاعر، حينما يأتي وقت الاختلاف والفراق، يتغير...
نحن نحترف الاحتمالات ، نوزع هذا المأتم في اغصان الضوء ، عندما تنفك من يد الشمس التي باتت تطهو الرحيل علي مهل خفيف وتثاقل تام ، نحن نضع في العشب احتمال ان يتحول الي زهرة ناسين كينونة الازهار وتعرجات البذور الاولية عندما كانت كؤوس ناصعة الصبغة وعليها ختم الغاب ، نستلب منها شفافية الندي ، ونتوجع...
كان يشعر بالوهن، أطرافه لاتعينه على التحرك براحة، إذ فقدت مرونتها منذ أن تغيّر الجو وحل البرد والمطر.صدره الذي عب السكائر بأنواعها ستين عاماً تليفت فتحات استلامه الهواء أو كادت ليصل الى رئتيه بصعوبة، وحلت زرقة الوجه بدل صفاء الحمرة السالفة بسبب قلة الاوكسجين. كان يقاوم الاختناق القادم بسحب...
ملعب لكرة القدم وسط الأحياء المكتظة بالسكان، أزقة تنفتح على بعضها البعض، كل ممراتها تؤدي إلى الملعب، وتصب فيه كل حمولتها من الجمهور، ملعب طُلِيَت جدرانه بأصباغ مختلفة الألوان؛ رسوم وكتابات وأشكال هندسية تثير المارة والزائرين الملعب، يتجاوز ارتفاع جدرانه المتر والنصف بقليل، لذلك يسهل على فئة من...
أعلى