نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
رجل الثلج في حديقة الجيران بعيد عن الكمال. أنفه جزرة وعيناه زرا قميص، على عنقه شال عتيق أحاول تذكر زمن رؤيته السابق وعلى أي جِيدٍ كان ولاأنجح.
أتَصَنَّعُ ابتسامتي لعلها تصطاد شبيهة تطلع من القلب ويخرج من الذاكرة نصف رجل ثلج آخر.
ذاك الذي أبدعه عمي صدرا ورأساً وذراعا مثنيا وأضحى فخوراً كجندي...
كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة.
بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار, لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني.
للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن .
حلقت بجناحي الصغيرين...
غاصت قدما البارونة في الثلج و لم يخجل الأبيض من أن يحط على غطاء رأسها الذي اشتبك فيه دانتيل بصوف أسود.
مضت تفحص جذوع الأشجار الصامتة، تمسح هذه وتخدش لحاء تلك في يأس ، تلعق دموعها المالحة ثم تواصل.
في الغابة سروة واحدة تحمل سرها والحقيقة.
النقش محفوظ في مخيلتها، مرفوق بشدو شحرور وحركة أغصان...
هناك فوق تخوم رابية ساحرة ومروج خضراء ، بين سفوح قاسيون ، وسط غابات الزيتون وأشجار السنديان العملاقة الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، وأشجارالجوز ، حيث تتعانق وتتهامس أغصان الحور الباسقة والصفصاف ، عناق الأحبة وتغتسل أقدام الأشجار بمياه بردى المحبة لتبوح له بأسرارها في حوار عذب ولغة منشاة ، لتحكي...
رأيت فيما يرى النائم: سعدا يورد الإبل وهو مشتمل. ــ قصة قصيرة بقلم نورالدين الطويليع.
رأيت البارحة فيما يرى النائم أنني في ساحة كبيرة، وأن أمامي كائنات غريبة مكتوب على جبين كل منها اسمه، قرأت الأسماء باشمئزاز لكراهيتي الفطرية لها، أخذت مسدسي وصرت أصوب قذائقي تجاهها، كانت الساحة شبه ممتلئة بهذه...
ستيقظ عتريس على خبر جلل، فغضب.
حين يغضب عتريس، تهتزّ جُدر كهف القرية قبل ارتجاج بيوتها وحظائرها. عتريس غضب في شبابه، فبقر بطن الكبش الذي منعه مس محظيته، ثم شنقه بحبل أمعائه الغليظة التي تدلت بفعل البقر . وأصبح السيد. السيد الذي يتفقد غنمه وكباشه وخرفانه. فينتقي التي سينكحها، والتي سيرسلها للحلب...
أنت في مقتبل العمر و تتمنى أن يكون لك زوجة و ولد، و لكن قل لي هل أنت الرجل الذي يحق له هذا التمني؟...أم أن تمنيك هذا ليس إلا شهوة حيوان أو خشية منفرد أو اضطراب من قام النزاع بينه و بين نفسه؟
نيتشه
هكذا تكلم زرادشت
في مهب الريح
بعد منتصف الليل،جلس تحت ضوء عمود كهرباء،يلعق جراحة كقط خرج لتوه من...
كالبحارة الذين يشتاقون, عاد عاشقا.
تركت الكلام لشفتيه البدائيتين واكتفيت بهطول الدهشة.
أثناءها دخلت الشمس، نزعت الثياب الثقيلة وتحركت الأريكة الجلدية بقوائمها ووسائدها إلى المرعى، كان الباب مفتوحا وأفسحت المدينة الطريق.
أخرج من لهفته صنعة جديدة طلعت على أصابعه وأزهرت، جعلتُ لها أصابعي جسرا وتنقل...
مقصورةٌ في عربة قطار. رجلٌ جالسٌ ناحية اليمين وامرأةٌ ناحية اليسار. الرجل الذي يتظاهر بقراءة جريدة، يلقي بنظراتٍ شبقةٍ على ساقَي المرأة. وفي لحظةٍ من اللحظات يطوي الجريدة، يضعها جانباً، يعقد ذراعيه أمام صدره، ويتنهّد.
الرجل: لم أستطع أن أمنع نفسي، يا آنستي، فعليَّ أن أقول لك إنّ حضورك يُوتِّرني...
في المرات العديدة التي دخل فيها مكتبة الديوان بالزمالك، كانت دائمًا هناك وتجلس دائمًا أيضًا في كافيتريا المكتبة، تحتسى الشاي أو القهوة، يقف بجانبها فتى أسمر قادم من جنوب السودان، يعد حاجاته ويغسل الدوارق والفناجين ووراءها أرفف من كتب انجليزية متنوعة.
المرة الأولى التي رأيتها فيها
كانت وحيدة إلا...
{للجسد لغة نتتبعها ، فتلج بنا لأسرار.} ، رجاء عالم ، موقد الطير ، ص 27
_غض بصرك..!
_لن أفعل..
_ لم تصر ، و بعناد ؟
_أصر لأني، أنا العبد الضعيف ،متيم بهن ، واقع في هواهن ، فلم تطلب مني ما يفوق قدراتي ؟. لا سلطان لي عليّ..خاصة في حضرتهن.كلما شاهدت أنثى تندلع في نار من غير شرر شبيهة بالشهقة ،...
وصلت المكان المحدد قبيل الموعد بدقائق معدودات ، وجدته ظليلا بأشجاره السائبة وقد تركت لوحدها تنمو بحرية ، ربما لكون صاحبها قد سحبت من تحت أقدامه أرضه ، و ربما مات و لم يخلف عقبا. كان المكان منعشا تتلاعب فيه النسائم بطلاقة ، غير بعيد يوجد الملعب الذي شهد مبارياتنا ضد فرق الأحياء المجاورة ، كما شهد...
بعدما قدمت للمفتش جميع المعلومات المطلوبة، ووضعت أمامه كل الوثائق التربوية اللازمة...طلب مني تقديم درس اليوم..
اهتززت في مكاني..أمام تلامذتي..الذين ينظرون إلي بعيون غريبة... نافخا أوداجي...تذكرت ساعتها كلام أستاذي سي أحمد بوزفور..فقلت لأفتتح به درسي...
صحت ملء أوداجي: الإنسان حيوان ذو يد... هذا...
تسلحت بكل نصائح الخالات و العمات وبنات الجارات ... كانت تسمعهن في الأمسيات الهادئات يهمسن: " لا تأمني للرجل حتى يقطع صباطو" لم تكن تعي العلاقة الرابطة بين الحب وبين تمزق الحذاء ومع ذلك كانت تطبق نصائحهن بدقة كلما أعجب بها أحد ما .. كانت تنظر إليه بإغراء ودلال وتتركه يمشي وراءها يوميا لمسافات...
يمكنك الان في هذا الوقت المتبقى أن تضحك أو تغضب . تبكي او حتى ان تحول الموت الى لعبة ان شئت. فلا شئ هناك يمكنه ان يشكل لك افقا تركض صوبه. و لا الأطياف المكدسة في الماضي يمكنها ان توجد طريقها اليك لتنفعك او تملأ بعضا من الفراغ الذي صار هو كل حصيلتك التي عدوت العمر كله من اجل بلوغه.
تتحفظ للحظات...