مختارات الأنطولوجيا

أصر الموت على أن يبقى سرادقات العزاء مفتوحة طوال هذا العام.. كما أصر على أن يختطف من هذه الأمة المكلومة كوكبة من أفضل أبنائها فى عام 2006 الذى يستحق بامتياز لقب عام الحزن. ففى هذا العام رحل أديب مصر الكبير نجيب محفوظ. ومنذ شهر تقريباً رحل الكاتب والمفكر الكبير محمد عوده، ومن قبله فقدت...
لن ينكر أحد مظاهر فوضى أخذت تتفشى كبقعة الزيت فى جميع مناطق العالم المعاصر، أو يكاد جنوبا وشمالا. سواء ارتدت هذه المظاهر أشكالا قصوى تتجلى فى بزوغ كيانات إرهابية أم اتخذت شكلا هادئا ظاهريا فى قبول صامت لتحكم النظام القائم بالرغم من انه فقد مصداقيته لدى الأغلبيات. حتى يسود هنا وهناك جو من الإحباط...
(1) عـمـلـــت الســيـاسـات الثـقـافـيـة العربية، عبر البلدان والأنظمة، على إبعاد الثقافة عن فعلها. خافت من الثقافة فوضعت لها الأسوار، منعتها باسم الدين، وباسم الأمن، وباسم الأخلاق. خوف مُعمَّم، لأن من معاني الثقافة الحرية، الإبداع، النقد، التجديد، المغامرة. ومثل هذا المعجم يناقض الأسس التي تقوم...
لا وقت للبكاء فالعلم الذى تنكسينه .. على سرادق العزاء منكس فى الشاطئ الآخر ، والأبناء .. يستشهدون كى يقيموه .. على "تبة" ، العلم المنسوج من حلاوة النصر ومن مرارة النكبة خيطاً من الحب .. وخيطين من الدماء العلم المنسوج من خيام اللاجئين للعراء ومن مناديل وداع الأمهات للجنود : فى الشاطئ الآخر ...
أنا ابنُ القرى لذا سوفَ أخجلُ إنْ نَظَرَتْ لىِ السيداتُ ليرقبنَ آثارَ حزنٍ مقيمٍ على مقلتىَّ وأبكى إذا دمعتْ غادةٌ حينما استشعرتْ مابقلبى من الخوفِ والإنكسارِ المبينِ أنا مُتعبٌ مرهقٌ غارقُ فى الصبابةِ مرتبكٌ فى شجونى فكونى لى الأرضَ والفرضَ والنبعَ والنجعَ والنسغَ والشجرَ المستديمَ المشاكسَ...
جوكاستا طويلةٌ وفقيرةٌ، وأنا طويلٌ وفقيرٌ. كلانا يغطس في الماء المسود من فعل الطمي إلى نصفه، وبأناملنا الطويلة الرشيقة، نتحسس الأسماك المرعوبة التي تقبع في ظلمة الطمي. الطين اللازِب يخنق الأسماك ويُصعِّب عليها التنفس ويغطي اعينها الصغيرة الحساسة، فتصبح عمياء، فلاتري أيدينا وهي تتربص بها الدوائر،...
من ذلك الهائم في البريهْ ينام تحت الشجر الملتف والقناطر الخيريهْ - مولاي. هذا النيل نيلنا القديم - أين ترى يعمل أو يقيم - مولاي. كنا صبية نندس في حياضه الصيفيهْ فكيف لا تذكره؟ وهو الذي يذكر في المذياع والقصائد الشعريهْ هل كان قائدا؟ مولاي. ليس قائدا لكنما السياح في مطالع الشتاء بالأقمصة...
منكِ الجمالُ ومني أقدَسُ السُّوَرِ مُرتَّلاتٍ بتنغيمي على وَتَري أنا وأنتِ كلانا بيننا رَحِمٌ أنا وأنت كلانا عاشق الغُرَر أنا أدينُ بدينِ الحبِّ تكْرمةً لهُ وأسجدُ في الآصال والبُكَر وأنت أغلى «هَيُولى» عشتُ أعشقُها فلسفْتُ فيها حياتي في سِني عمُري بلونِ خدَّيكِ قد لوَّنت مسجديَ الْـ...
قِفْ بنا يا مَن أثرْتَ الشُّعراءْ نتهجَّدْ بين أطلالِ الوفاءْ قفْ بنا نذكرْ زمانًا عابرًا قف بنا نُنشدْ أناشيدَ العلاء واسترحْ بين الروابي بُرهَةً وسنرْوِي المجدَ فيها بالغناء ضُنَّ بالوقت ولا تعبثْ به سَفَهًا في ملعب المزْحِ الهُراء إن خيرَ العمرِ ما أنفقْتَه في عناءٍ وجِلادٍ ورجاء...
رصيف شارع الجلاءِ كان حلمَنا صديقنا المحدودبً النحيلَ كاتم الاسرار نشرة الاخبار فى مسائنا حداءنا الجميلَ فى الغروبِ غنوة العصفورة الطروبِ فوق شجر مزركش بالأحمر الفتانِ فى ارتعاشة ِ الألوانِ بابتسامةٍ ترقرقت فى لفحةالهواء للفستان فى ِ بهائهِ بدمعةٍ تساقطت من الخجل حوارنا عن انتهاءعامنا الأخيرِ...
اختلط الحابل بالنابل، فلابد من وقفة لنفي الالتباس. ولنبدأ من الأمر الواقع، انتصر الشعر الحر، فإن منه تسعةَ أعشار ما يُنشر منذ ربع قرن(1) تقريبًا، ولو اطَّرد النصر لأَمسى الكلام المـوزون المقفى أثرًا من آثـار الماضي، فهل نكسـب أو نخسر؟ إن الذي لا شك فيه عندي أننا خاسرون، وأن مزيدًا من إفلات...
تمهيد طبيعةُ الشىءِ حقيقتُه، أو صفتُه الجوهريةُ المميزةُ له عمّا سواه. وطبيعةُ العروض العربى - على هذا - غَرَضٌ لكل ناظرٍ فيه. إلا أنّ كُتبَ العروضِ المأثورةَ عندنا لم تستعمل الكلمةَ صراحةً وإنْ صرَّحتْ بقوانينه أو بما يقومُ عليه مِن قواعدَ فى تفصيلٍ وافٍ محقِّقٍ لفائدةِ العلم الأولى وهى تقريرُ...
ذات مساءٍ من خريف سنة 1958 أويتُ إلى مضجعي منتويًا زيارة العقاد. وفي صباح اليوم التالى اتجهت إلى روكسي بمصر الجديدة؛ حيث البيت، 13 شارع السلطان سليم. لم أكنْ أدري وأنا أتقدم نحو الباب أن تلك النيةَ القديمةَ في ذلك المساء الغابر شاء الله لها أن تكون بداية منعطف في حياتي سيكون له فيها شأنٌ أيُّ...
فِى حَضْرةِ العقادِ لَهَبَ الشُّمُوعِ أَرَاكَ مُنْطَفِئًا فِى حَضْرةٍ إِيمَاضُها حَيُّ لَهَبَ الشُّمُوعِ سَتْنقَضِى سَنَةٌ ويَحِلُّ مَقْدُورٌ ومَقْضِىُّ وَنَرَاكَ بَعْدُ وبَعْدُ مُؤْتَلِقًا يَذْكُو عَلَى وَمَضَاتِكَ الهَدْىُ أَنَا لا أُصَدِّقُ أَنْ يَجِىءَ غَدٌ يَخْبُو بِهِ قَبَسٌ سَمَاوِىُّ...
دَعِى لَوْمِى فما ارْتَدَّتْ يَداىَ سَآمَةً مِنْكِ ولا طَلَبَتْ سِوَاكِ رَفِيقَةً فُلْكِى ولكنَّ شُعَاعًا كُنْتُ أَلْقَاهُ إذا لاَقَيْتُ عَيْنَيْكِ خَبَا، فأَفَقْتُ مِنْ حُلْمِى * * * أَنِيلِينِى زِمَامَ النَّجْمِ، أو كُونِى جَنَاحَيَّا أَعَافُ أَعَافُ أَقْضِى العُمْرَ إنْسِيَّا وإِلَّا...
أعلى