مختارات الأنطولوجيا

أغزل على أصابعي خلسة ! دون علم أمي خيوط حرير ؛ اتوسدها حتى الصباح. لم أكن أعلم أن الحرير ليس لي.... فكانت نقمتي الأولى. كنت صغيرا ... ولي خندق؛ على مقاسي؛ يزداد عمقا!! سنة بعد سنة ... بعيدان يابسة حفرته. لم أكن أعلم أن الخندق فقط للمحاربين... فهجرته، وكانت نقمتي الأخرى . كنت صغيرا... أسأل الله...
شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي أشْ عَلَيَّا مِن النَّاس وأشْ على النَّاسِ منِّي أش عليّا يا صاحب مِن جمِيع الخَلايقْ إِفْعَل الخيرَ تنْجُو واتبعْ أهلَ الحقائق لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق خُذ كلاَمِي في قُرْطاس واكتُبُوا حِرْزَ عَنِّي أشْ عَلَيَّا مِن الناس...
إهداء إلى الشاعر أحمد الحاج * نَقْشْ مدَّ الفراغُ صوتَه، وسَم. أسكنَ حرفاً روحَه، وشَم. جهلُ النقطةِ على الرملِ جاءَ حفْرَه، سَعَى إلى خاطِرِه، رسَم. * مُعَلَّقة هذي القلائدُ رسمٌ معلّقٌ في الرسم. الرسمُ نقطةٌ والنقطةُ رسم. علمُ النقطةِ قبل حرفٍ مضى؛ رفَّ همسٍ في الضوء يلهو، إن بانَ له قلبٌ...
شرفٌ أن نحسن الظنّ بالرواية إلى الحدّ الذي يجعلنا لا نتردّد في أن نحمّلها وزر مسئولية جسيمة كالتغيير. نحن الذين لم نعترف في أدبيّاتنا بصاحب الرواية إلاّ ناسكاً معتصماً بخلوته الأبديّة، مشاهداً من وراء حجاب لوقائع المهزلة البشرية، مغالباً بسمة السخرية التي اعتاد أن يترجم بها موقفه من الحياة...
عشت في مدينة حمص في بيت قائم على المحبة والتعاون فيما بين الأهل وبين الناس، وأسرتي المتوسطة الحال مؤلفة من ستة ذكور وأخت وحيدة، كانت تجربتي الأولى مع أخواتي وزوار البيت، حيث العائلة عميقة الجذور في العروبة، وكان بيتنا ملتقى الأصدقاء والشباب والعلماء، فأخي الكبير كانت حالته المادية صالحة وأخ آخر...
هل حياة الإنسان لها غاية؟ وهل يمكن لنا أن نستشف تلك الغاية بالفكر؟ وهل نستطيع من جهة أخرى أن نتلمس البعد الاجتماعي من تلك الغاية؟ يروى عن ابن سينا انه استطاع علاج فتى من بني بويه أصيب بالمالنخوليا واشتدت به العلة حتى اعتقد أنه بقرة. كان الفتى يردد الصياح طوال النهار ويقول: اذبحوني فإن طعاماً...
أما هذا الرجل الذي نريد أن نتحدث عنه هنا فقد حاول أن يوفق بين السياسة والأدب إلى أبعد حد. أما السياسة فقد دفعه إليها مولده في بيت ملكي فلم يلبث أن أقام بعد وفاة أبيه بأمر الملك وصرف إليه عنايته وغدا أبرز ملوك عصره. وأما أدبه، فقد حباه الله من المواهب جملة وافية كثيرة ولكنه صرف اهتمامه إلى...
أيها السادةُ من كل مكانْ ربطاتُ العنق في عزّ الظهيرةْ والنقاشات المثيرةْ ما الذي تجديه في هذا الزمانْ؟ أيها السادة من كل مكانْ. نبت الطحلبُ في قلبي وغطّى كل جدران الزجاجْ واللقاءاتُ الكثيرةْ والخطاباتُ الغزيرةْ والجواسيسُ، وأقوالُ البغايا، واللجاجْ ما الذي...
نحن في عز الظهيرةْ نصفُ قرص الشمس يبكي في الزقاقْ والدجاجاتُ يولولن على وقع البساطير الكبيرةْ وأبي يحشو رصاصات غبيةْ بين إلحاح نداءات الرفاقْ: "راحت "البروة" (12) يا ويلي على تلك الشقيةْ وعلى "الليات" (13) يشتدُّ الخناقْ!" * * * كنتُ طفلاً آنذاكْ كنتُ أمتصُّ...
بالدهشة نخطو الخطوة الأولى على طريقها الطويل، نسأل الموجود: ما أنت؟ من أين أتيت؟ وإلى أين تصير؟ لِمَ وُجِدتَ ولم تكن بالأَولى عدمًا؟ نحن جميعًا مطالَبون بالسير على هذا الطريق الذي قد لا يكون له آخر وقد لا يبدو له هدف، إنه طريق يسير عليه الإنسان ولا يدري إن كان «سيصل»، فهو لا يعرف هنا معنًى لكلمة...
يُشار الى مجتمعات العالم الثالث/ المجهول، بأنها ضحيّة الثالوث الخرافي: الجهل والفقر والمرض، غير أنّ للأثفية الاخيرة في أنثربولوجيا المناطق الاستوائية والصحراوية اسطورةً متأصلة في دراسات المستكشفين، مقرونةً بأشهى الطبخات وأجمل الأكلات الحرّيفة (كتُب ليفي شتراوس مثلا). ولا يكاد يخلو جسدٌ جميل من...
قصيدة رثاء اللى كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بعد وفاة يحيى الطاهر عبد الله يا يحيى يا عجبان يا فصيح يا رقصة يا زغروتة اتمكن الموت من الريح وفرغت الحدوتة كنا شقايق على البعد وع القرب شأن الشقايق أنا كنت راسم على بعد وخانتنى فيك الدقايق حرة كطير البرارى أسماء.. وعاش المسمى دلوقت بتنام...
التحق ثلاثتنا بكلية دار العلوم التي كانت أملا يراودنا وحلما يداعب أخيلتنا لما نسمعه من نشاطها الدائب وحركتها المستمرة في الشعر ونقده، والتي أوصانا بها الأستاذ العقاد ونصحنا بالالتحاق بها، وكان ذلك على غير رغبة والدي الذي نذرني للأزهر، وكان يريدني أن أتخرج فيه، واتهمني بأني التحقت بها من أجل وجود...
التجريدية فلسفة قراءة النص... الذي يقرأ النص هو ذاته نص.. وعليه قراءة ذاته قبل قراءة النص... ان يجرد نفسه كنص ويجرد النص الذي يقرؤه... ليصل إلى حقيقة نفسه كنص.. وإلى حقيقة الآخر كنص!! وكان يقول: الوصول إلى الحقيقة عبر التجريد.. واهز رأسي موافقاً فيبتهج... الا انه يعود عابساً يابساً عندما اضع...
عندما علم انها سوف تستفتيه شرعاً في امرها.. شذب من اطراف لحيته وخضب اطراف ذوائب شعره ومرر مرود الكحل بين هدب عينه وسوى ثنايا «الشماغ» من على رأسه ولاعب بأطراف اصابعه سبحته.. واستخار الله في نفسه على نفسها.. فالنفس امارة بالسوء واستدرك بينه وبين نفسه «الا عند المتقين» فنظرات احلامه الولهى لم ترَ...
أعلى