تسلياتي كموجعاتي ، وزادي = مثل جوعي ، وهجعتي كسهادي
وكؤوسي مريرة مثل صحوي = واجتماعي بإخوتي كانفرادي
والصداقات كالعداوت تؤذي = فسواء من تصطفي أو تعادي
إن داري كغربتي في المنافي = واحتراقي كذكريات رمادي
يا بلادي ! التي يقولون عنها : = منك ناري ولي دخانُ اتّقادي
ذاك حظّي لأن أمي...
في المرحلة الكلاسيكية لم يكن مريد الحقيقة في حاجة لأن يعرض نفسه أمام الملأ، كي ينتزع اعتراف الناس، كما هو الحال مع أزمنة الحداثة التي تعاني من تخمة المعلومة التي لا يستحي الهواة من أن يعملوا على تسويقها كمعرفة، ليبلبلوا، بهذه الخطيئة، واقع وجودنا الروحي على هذا النحو التراجيدي الذي تعيشه أجيالنا...
عرف المشهد الشعري العربي الحديث شاعرين أثارا جدلا بعد رحيلهما وهما التونسي " ابو القاسم الشابي " والسوداني " التجاني يوسف بشير " .
ولعل محور الجدل يكمن فى ان الرحيل حان وهما بعد فى مقتبل العمر إذ لم تتجاوز مسيرتهما فى الحياة أكثر من خمسة وعشرين عاما , تاركين نتاجا شعريا يعد من الروائع, لشابين...
يا وجه الزمن الآتى
شمر عن رؤى شرفاتك فى الافاق
شدد بالتسكين نوايا نزعاتك كى نلقاك
يبدو عليك البحر فىي هذا الصباح
يبدو عليك الإنشراح
كنت ترنو وتضمد في الليل الجراح
جئت تشدو تسربل أغنيات الإجتياح
فأصطفاك البحر ربانا و رمزا للكفاح
****
إنتصرنا عندما القلب إعتصرنا
إختصرنا الدرب سرنا
فسكنت البحر أنت...
غسق المساء.. ندف الثلج الكبيرة الرطبة تدور بكسل حول مصابيح الشارع التي أضيئت لتوها، وتترسب طبقة رقيقة لينة على أسطح المنازل وظهور الخيل, وعلى الأكتاف والقبعات.. والحَوذي (ايونا بوتابوف) أبيض تماماً كالشبح.. انحنى متقوسا، بقدر ما يستطيع الجسد الحي أن يتقوس وهو جالس على المقعد بلا حراك.. ويبدو أنه...
أنا لا أُمَانِعُ
أن أكونَ..
من المَغْضُوبِ عَلَيْهِنَّ
في اللاَّئِحَةِ
أن أَتَصَدَّرَ اللائحة
أن أَكُونَ..
مُتَمَرِّدَةً، جَانِحَة
لا أُمَانِعُ
أن تُحَاوِلَ خَنْقِي
كُلَّمَا شَمَمْتَ عِطْرِي
تَسْتَفِزُّكَ الرَّاِئحَة
لا أُمَانِعُ صَدَّكَ
وَالكَلِمَاتِ الجَارِحَة
لا أتضَايَق
حِينَ تَقُولُ...
ها هو خريف تشريني آخر يحاول الافلات من دائرة الزمن ، بعد مرور بضع سنوات لعودتي من الأسر، وفي ظل حصار اقتصادي مقيت يحرق بسعيره الأخضر واليابس ، تماماً مثل ثمان سنوات لحرب مضت ، وسنوات حرب قائمة لم تنتهي بعد ، وليس من أملٍ لنهاية لها .
التفتُ حولي يمينا وشمالا ، وانا احبس دموعي كي لا يراني...
أنا للوجْد وبالوجد أنا
ماله من سادنٍ إلا أنا
أنا في الآفاق مسْكٌ جانح
تتحساه إنعتاقات المُنى،
أنا مفتون يناجي حدسه..
عافياً كل انبهارات الدُّنا
تزدهيني في حميّا لحظتي
سبحات من معانيها السَّنا
ياله عطر رحيق علَّنا
من جناه ولقد أنهلنا
أضرمتْ وجدي جَوارٍ أقلعتْ
عن مراسيها عويلاً مُثخنا...