مختارات الأنطولوجيا

رغم أن وفيق الفرماوي له عينان ضيقتان، يقلبهما بحدة في وجهه الجامد كثعلب بري، تجعلانك تعود إلى الخلف، وتهرش رأسك بعد أن قطعت نصف الطريق إلى مودته، إلا أنني أشفقت عليه- متحاشياً المكر الذي يكاد ينط منهما – من أن أشكوه لأبيه الذي يتقدمنا بأربع أو خمس خطوات، خاصة أن الرجال الذين جلسوا على جانبي...
لم يكن شخصا عاديا ، فاترا ، خامل الذكر ، بل كان واحدا من أشهر المثقفين الذين يضيئون وسط البلد ، بحضوره الطاغى ، وحيويته ، وأرائه المذهلة ، قاصا فريدا ، كتب العديد من المجموعات : القتلة /روح الروح/ كواك كواك ،،،الخ ،له اسلوبه الخاص ، وكتاباته التى تنبع من مخيلة جامحة ، وإن كان شديد الحذر والحذف...
( 1 ) صوت الشاعر فوق نحيب الكورس يعلو، منفردًا، منحازا ضد الموت وضد تعاسات البشر الفانين، بنار سعادته السوداء يجوب العالم، منفيًّا يتطهر، لا اسم له، وله كل الأسماء، بقانون أزلي يتحول، يقتل هذي الوحشة، يقضي بالشعر عليه، كم هو شرير أن يسكنك الشعر: (إلهي، بين يديك أنا قوس، فاكسرني)، ومحب محبوب،...
أسرار هذا الدين ولطائفه أن باب عقيدته هو التفكر. قال عز وجل في مخاطبة المنكرين عبر رسوله الكريم: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾(سبأ:46). آية في غاية الجمال والسمو. وإني أشهد أني مذ ذقتها وجدت أن بها بحرا من الأسرار التربوية لا...
استوضحني راقن رسالتي وهويتسلمها مني ويتوقف عند كلمة " نصاص " من عنوان المداخلة، فائلاً قصاص؟ قلت: بل نصّاص. وأردفت: لم تخطر على بالك! قال: كيف نصّاص كاتب نصوص! وانا أغادر المحلّ بعد استلام المرقون، لم يبرح سمعي الكلام الذي سمعت، رغم رذاذ مشاغب كان يبلل الطريق ويتربص بذوي الغفلة، حتى اتبهت إلى أن...
كانت ليلى رستم قد استعدّت كثيرا قبل إجراء تلك المقابلة. أقل من ذلك الجهد الذي بذلته لن يرضي طه حسين وهو على أيّ حال انتقد، على الهواء، دعوتها الكتّاب العشرة إلى مناقشته فيما كان الاتفاق جاريا على خمسة. قال ذلك أمامهم، هم كبار كتاب مصر ومفكّريها في ذلك الزمن. ليلى رستم قدّمت لكل من هؤلاء العشرة...
رق النوم‏ كانت الأرض تتم دورتها الأولى حين اصطدمت ببركة راكدة فانتفض منها‏ كتاب النوم وكان أن جاء فيه‏ فيما يرى النائم كانت الوردة تحبو باتجاه السماء رافعة تيجانها‏ له تخلع أرديتها واحداً تلو الآخر تتلو صلاتها للربيع‏ تستحم بوهج اللحظة الأولى وكان الشجر حولها يسجد ..وكان ذلك شيئاً‏ عظيماً‏...
1 في ذلك الليل الذي أتى بغير إذنْ في ذلك الليل الذي كأنه جدارْ رأيت قلبي نائما في جوف تيهْ في جوفِ خوفٍ ليس بعده الذي يليهْ في جوف سجنْ وكل أعضائي التي منذ قليلٍ لم تكن تئنْ رأيتها تئنْ في ذلك الليل الذي أتى بغير إذنْ رأيتُ حارسَ النهار يطمئنْ وحارسَ الظلامِ قد يبكي ليطمئنْ لأنني أصبحتُ ذات مرةٍ...
بلهفة تترجل الفتاة من الباب الخلفي للسيارة. يسحب الرجل المرأة من يدها برفق يشوبه التكلف. تشارف الفتاة مدخل المقصف. تتمهل قليلا، تلتفت جهة الرجـل الذي كان يمشي بوقار محيطا كتفي المرأة بذراعه. تبدو الفتاة موردة الخدين، ضاحكة العينين، ترتدي قميصا صوفيا خفيفا وتنورة ضيقة قصيرة. ظلال ابتسامة متوترة...
.... و لم أستطع البقاء و كل الحبال تجرني، رأيت ثوب الحمى الذي تلبسني عصر اليوم قد بهت، و حلت بجسمي طاقة غريبة تدفعه للتحرك. وجدت الوسادة مبلولة من العرق، و الليل يفترش المكان طاغيا، صيف الدميرة الخانق يحاصر المكان بقسوة غير متسامح مع أي نسمة تود الانطلاق. بحثت بقدمي عن (الشبشب) تحت السرير، و...
لنبدأ ... عفوا لأبدأ ولكن من أين وكيف؟ هل الكتابة سهلة إلى هذه الدرجة؟ قد يظهر للبعض أن الحروف ولا أقول الكلمات سهلة في تطويعها لتلطيخ البياض. وهذا البياض / الشهوة / المساحات الفارغة تدلك على أن الطريق مسدود. لأبدأ والبداية صعبة. هذا ما تعلمته من مداد قلمي. إنها ليست توطئة ولكنه تواطؤ الذاكرة /...
"النمنمة ( الصعو)، أصغر الطيور قاطبة ستقاتل البومة دفاعاً عن فراخها في العش" الليدي مكدف- مسرحية مكبث "كالوالدة مْضيْعهْ ولد" أغنية شعبية عراقية هكذا ببساطة جدولِ ضرب، معلقة لبيد، إحدى عجائب الشعر. بحرها الموسيقي" الكامل"، لا رِدْفَ له في الوقار، والرزانة، كقدّاسٍ جليل، عميق القرار. فإذا...
جيلان: جيلٌ انتهى بانسداد الممر التاريخي للمستقبل، وضياعِ الأمل في بداية جديدة.. وجيلٌ ابتدأ بعبثِ البدايات، والوثبةِ القاتلة على حاجز النهايات. جيلانِ متعاقبان في صورة معلّقة على ستارة الزمن الرمادي. (أدعوكم إلى تمرين افتراضي لكتابة قصة على الشبكة، واعلموا أنّ المناخ صيفيٌّ حار..) أتذكرُ...
حين أكون نائمة يَنزَعُ أَقراطي. يضعُ كلّ آذان الجدران على الطاولة. يَنسى صَوته عند الباب، ويَصعدُ مع ظَهري. * * * ماذا يُريدُ أن يَقولَ، الشاعرُ الذي يُشيرُ إلى جُثَّتهِ تصعدُ مع النَّهر؟ * * * صباحًا، يستيقظُ الجميعُ بسراويلَ مبلولة، يتفقّدونَ أصواتهم، يمرّونَ بسرعةٍ، ولا أحد يتوقَّفُ...
أعلى