مختارات الأنطولوجيا

أراها في يدِ النخَّاسْ ملثَّمةً بشالِ الرِّقِّ يَعْرِضُها على التُّجَّارْ! أراها -رغم شَلاّلِ الأسى المسكوبِ في العينينِ- فاتنةً.. يشدُّ جمالُها الأنظارْ تُهَمْهِمُ وهْيَ تنظرُ في وجوهِ الناسْ تودُّ فتًى يُخَلِّصُها تصبُّ هواطلَ اللعناتِ فوقَ أولئكَ الأشهادْ تقيءُ السُّخْطَ ملحمةً من الأشعار...
1 أنتَ أجَّجتَ التضاريسَ وسوّيت ثياب الأمّهاتْ ملجأً للحَجَرِ وتحالفتَ مع الأنواء أن ترغم للثعبان وجهي ثمّ لم تسكنهُ بعدي أيّها البحرُ الذي يهرم من شكوى سفينةْ يمرض الأمواتُ، تنحلّ المسافات ولا تخرج فينا؟ أنت أجَّجتَ التضاريس وأسْلمتَ الفصولْ لأراضي ذلك العامِ ولم تعبأْ بأخطار ربيعٍ نائم فيكَ...
تابع الفصل الثالث عشر - الأخلاق يشتهر المصريون بفضيلة الحب البنوي. وقد سبق أن ذكرت الاحترام الظاهر الذي يؤديه الولد إلى والديه. ويظهر المصريون أيضاَ احتراماَ زائداَ للمسنين وبخاصة المشهورين بالتقي والعلم. ويعتبر حب المصرين لوطنهم وعلى الأخص مسكنهم صفة بارزة أخرى في طباعهم. ويخشى المصريون على...
عرف الناس طه حسين كاتباً وقصاصاً وعالماً وباحثاً وإسناداً ومربياً ووزيراً، ولكنهم لم يعرفوه شاعراً، ومن هذا المقال سيعلمون أنه عالج الشعر في صباه ثم انصرف عنه في شبابه. فلو ظل يعالجه لظفر بالأولية فيه كما ظفر في كل شيء. بدأ معالي الدكتور طه حسين باشا حياته الأدبية شاعراً لا كاتباً. فلهج بالشعر...
كانت حانة درا كتوس فيما مضى مجمعاً للأدباء والوجهاء يلتقون فيها كل مساء يقضون شطرا كبيرا من الليل يتحدثون في مواضيع شتى ويتبادلون النوادر والفكاهات. وكان بعض الكتاب يحرر فيها مقالاته آلت ينشرها في الصحف. ومن هؤلاء محمد بك المويلحي صاحب جريدة مصباح الشرق التي كانت تصدر وقتئذ. وكانت بينه وبين...
أريد أن أموت قبلك. هل تظنين أن من يأتي فيما بعد سيعثر على من رحل من قبل؟ لا أظن ذلك. من الأفضل أن أُحرَق، وأن تحتفظي بي في إناء فوق الموقد في غرفتك. وينبغي أن يكون الإناء مصنوعًا من الزجاج، الزجاجِ الشفافِ الأبيض حتى ترينني في داخله. ها أنت ترين تضحيتي: تخليت عن أكون بعضًا من الأرض، تخليت عن أن...
كنا صيادينَ وجامعي ثمار حينما دعانا النيلُ لنؤنسَ وحدَته بالحياةِ على ضفتيه وقليلاً قليلاً تعلمنا الزراعة إلى أن أصبح النيلُ بنا يداً خضراءَ مبسوطةً بالخير وفكَّرنا بأن نفعل شيئاً يعجبنا أولاً في هذه الواحةِ المُحاصرةِ بالصحراء فبنينا أهراماً ثلاثة وشيَّدنا مدناً ومعابد وتعلمنا القراءةَ والكتابة...
"ألا أيها الســـاقي، أدر كأسًا وناولها" = فإني هائم وجــدًا، فلا تمسك وعجّلهـا بدا لي العشق ميسورًا، ولكن دارت الدنيا = فأضحى يسره عسرًا، فلا تبخل وناولها وهل لي في صبا ريحٍ مضت في طرّةٍ شعثي = بنشر الطيب تدعوني، ألا عجِّل فقبِّلها وذاك المنزل الهاني إذا يممته، دقّوا = به الأجراس أن هيئ رحال...
أحييك يا مصر الجَميلة يا مصرُ بشعر يزكيه شعوريَ والفكرُ بشعر كتغريد العنادل مطربٍ تعي الأذن ما يعني فينشرح الصدر بشعر إليه النفس تلقي قيادها تخال به سحراً وليس به سحر إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فَلَيسَ خَليقا أن يقال له شعر تحيَّة شيخ شاب أكثر رأسه وَلما تشب منه الصبابة والذكر تحيَّة من قد جاء...
كانت أيامًا مباركات.. فاض بشرها.. وفغم عطرها.. عشناها في إمتاع.. احتفاء بالقرآن الكريم وقد تهللت الوجوه بالخير والبشرى.. سمة سمحاء رأيتها في كلّ الوجوه الطاهرة.. وقد عمّها الفضل وحفّها الصلاح.. صدِّقوني.. لم أَرَ مثل هذا قبلاً.. ثم لبستْ الجامعة حلة زاهية مسرورة.. كأنما اتّخذت زينتها عند كلّ...
مما نحمده جزيلاً لصديقنا أ . د . مهدي بشرى، ما أطلقه على شاعرنا الفحل عبد الله إبراهيم موسى عبد الله ( شابو ): أيقونة الشعر، لقد أوجز مسهَباً ! لا مشاحة فالرجل الناقد قد خبر الرجل الشاعر في استطالة واستطارة واقتدار وإدراك، فسما به السموات السامكات، ومع يقيني أن في اللفظ ( طقوسية ) كاهنة، إلا أني...
إنْ كانَ لَا شَيْءَ سيُنْقِذُنَا مِنَ المَوْتِ، فَلْيُنقذْنا الحُبُّ منَ الحَيَاةِ عَلَى الأَقلّ” بابلو نَيْرُودَا آهٍ يَا حَبِيبَتِي… يا رَفِيقَةَ الدّرْبِ والعُمْرِ… العَالَمُ يَغْلِي… يَرتجِفُ… يبحثُ عن ملاذْ… لا حديثَ إلاَّ عَنْ “صاحِبةِ التّاجْ”، المِجْهرِيّةِ الرّهيبَة… لا شيْءَ...
هفا الليل قومي نهز المنى = بأرجوحة من ضياء القمر ونفلت أحلامنا الراقصات = على خفقات النجوم الغرر فتسرح فوق فراش الغمام = وتمرح تحت غصون الشجر وتحملها زفرات النسيم = فيعلق بالصبح منا أثر خلفتك من خفقات القلوب = ورف العيون وهش السحر ومن بهجة الروض غب الربيع = البليل ومن وشوشات السمر فأنت من الحلم...
هي ليست بيوتاً لنحمل أنَّى اتجهنا مفاتيح أبوابها أملاً بالرجوع ، و ليست بلاداً لنسكنها آمنينْ و لكنها فهرسٌ للظلالِ التي تعْصم الخلْق من فكرة الإمّحاء ، ورايةُ من رفعوا يأسهم كالصواري على سفنٍ لم تَعُدْ ، و التفاتةُ صفّ طويلٍ من الجندِ نحو الدموع التي تترقرقُ في أعين الفتيات الصغيراتِ قبل اندلاع...
غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي = نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي = سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ = نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ = بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ خَفّفِ...
أعلى