مختارات الأنطولوجيا

سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر نادى مِن الحانِ : غُفاة البشَر هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن تَفعم كأس العمرْ كفّ القدَر أحسُّ في نفسي دبيب الفناء ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشقاء يا حسرتا إن حانَ حيني ولم يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضاء أفق وهات الكأس أنعمُ بها واكشف خفايا النفس مِن حُجبها وروّ...
جميع العصافير التي تقع تحت سيطرتي أترك لها الحرية في اختيار أقفاصها! ◼️ مواد خام : نحتاج إلى خشب ومطرقة وبضعة مسامير كي نصنع سلماً لصعودنا نحتاج إلى نهارات عديدة كي نظفر بشمس واحدة نحتاج إلى عطش فادح كي نفكر في بئر. ◼️ مَرْسَم : بفرشاة النار تتشكل لوحتك أيها الرماد. ◼️ وراء باب النوم ...
على ذات النسق الذي اعتاده ومعه قارئه يطالعنا الشاعر فرج أبو شينة في أضمومته الشعرية الأخيرة التي تجيء بعد مجموعة دواوين أو – أرتكابات وفقاً للشاعر نفسه وكما يحلو له أن يسميها – هي , الصعود إلى أسفل ويستبدل العالم ثيابه ونزاهة السم واهتداءات غزال يركض وأخذتني ومرافعة ضد النوم , وعبر مجموعته...
ألا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ = وَسَلهُنّ هَل عَهدُ الوِصال كَما أَدري وَسَلِّم عَلى قَصر الشَراجيب عَن فَتىً = لَهُ أَبَداً شَوقٌ إِلى ذَلِكَ القَصرِ مَنازِلُ آسادٍ وَبِيضِ نَواعِمٍ = فَناهيكَ من غيل وَناهيك مِن خِدرِ وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أَنعَمُ جُنحَها = بِمُخْصَبَة الأَرداف مُجدَبَة...
يظن أهل السودان أن عربيتهم الدارجة هي من أفصح اللهجات العربية ويمضي أبعد من ذلك العالم الحجة الدكتور عبد الله الطيب صاحب كتاب " المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها" فيقول إن العربية الدارجة في السودان هي أفصح اللهجات العربية إطلاقا. الله أعلم. والحق أن من قلة بخت عرب السودان أولا اسم دولتهم،...
أريد أشياء لم أكن أريدها تماما أن تهاجر النساء معا نحو مدينة غامضة لينسين عنوان بيتي ويحرقن غيرتهن في مواقد الحطب وأريد بحرا من خمر أزرق لا زبد فيه ولا موج تصعده المراكب بحرا يليق برجل كسول وعاشقة لا همَ لها غير أن تحدق فيَ أريد مساء بطعم قهوة الصباح يردُ التحية حين أمرُ به ثم يغرق في الصمت...
جليسة وحدتها على شاطيء بحر مهجور، معروف لدى الجميع بتدرج ألوانه المختلفة، جميلاٌ، لكنهم يخافون الأقتراب منه بسبب مزاجيته وتقلباته، يكفيهم فقط استراق النظر اليه من بعيد. اقتربتُ منها عدة خطوات ثم جلستُ بجوارها مُبقية على مساحتها الشخصية بيني وبينها، أثَارَ الفضول حواسي اتجاهها حين لاحظتُ صورة...
أيّها الحزن، لن أعاملكَ ككلبٍ شريد يأتي بابي الخلفي لأجل كِسرة خبز أو عظمة جرداء. سأوليكَ ثقتي. سألاطفك لتدخلَ بيتي، فأخصّكَ بزاوية، بسجادة بالية تضطجع عليها، وطاس ماء. أتحسبني أجهلُ أنكَ كنتَ تعيش تحت شرفتي؟! أنتَ تتوقُ أن يُرتَّبَ موضعك قبل حلول الشتاء. يعوزكَ إسمٌ، طوقٌ وبطاقة، وأن تملك الحقّ...
قفي على أعلى درجات السلّم- انحني فوق أصيص حديقةٍ- احبكي، احبكي شعاع الشمس في شَعركِ- ضُمّي زهراتِكِ إليكِ بمفاجأة متوجّعة- إرميها أرضًا والتفتي بغيظٍ شريدٍ في عينيكِ: لكن احبكي، احبكي شعاع الشمس في شَعركِ هكذا كنتُ لأجعله يرحل، هكذا كنتُ لأجعلها تقف وتتفجّع، هكذا كان ليرحل كما الروحُ تترك...
الثانيةَ عشرةَ. على مرمى يد الشارع العالق في توليفة قمريّة، تعاويذ قمريّة هامسة تذيب أرضيّات الذاكرة وكلّ علاقاتها الواضحة، فروعها ودِقّاتها. كلّ مصباح شارع أمرّ به يضرب مثل طبلٍ قَدَرِيٍّ، ومن خلل فضاءات العتمة تهزّ ساعةُ منتصفِ الليلِ الذاكرةَ كما يهزّ مجنونٌ غُرنوقيّةً ميتة. الواحدة والنصف،...
I نحن الرجالُ الجوف نحن الرجالُ المحشوّون منحنون معًا خوذةٌ محشوّةٌ بالتبن. واحسرتاه! أصواتنا المُجَفَّفة، عندما نهمس معًا، صامتة وبلا معنى مثل ريحٍ في عشبٍ يابسٍ أو أقدامِ جرذانٍ على زجاجٍ مكسورٍ في قبونا الجافّ شكلٌ بلا صورة، شبحٌ بلا لون، قوّةٌ مشلولة، إيماءةٌ بلا حركة؛ أولئك الذين عَبَروا...
أرقٌ أمِ الـوَجَـعـان ِفــيـكِ تَـوَحَّـدا ولهـاً أمِ الإرثـانِ مـنـكِ تــوسَّـــدا حُـلـمـاً يــزفّـــكِ لـلـغَــداة ِأبــيَّــةً أمْ هُمْ حُواةُ الشَّرقِ صَدْرَكِ أنْهَدا قهراً غـدا بِـكِ للـدُّنا مَـثَـلَ الـذي إنْ حافهُ دَمَــقٌ أناخَـهُ واحْـتـدى حتى تـفـرُّ الـريحُ عـن وكُـنـاتـهِ ويـلـوحُ...
أتيتُكِ بعدَ أنْ ماجَ الـسَّـحـابُ وزغْردَتِ الْجَداولُ والشِّــعابُ ودبّـجكِ الـرَّبـيـعُ بِـكـلِّ لـونٍ مِنَ الأزهارِ والأحلى هِضابُ وجئتكِ حينَ أسْهدها عُيوني من الدَّحنونةِ الجذلى عِتــــابُ تُذكِّرني بــِوادي السَّـلطِ حيناً وحيناً كيف دَغْدغَهُ الضَّـبابُ وحيناً عنْ وفاءٍ كادَ يُـنْـسـى...
أرْخي جـديـلَـكِ َظـلـِّـلي إيثاري = ردّي إلـيَّ مَـلامِـحـي يــا داري ردّي إلـيَّ سَـنــابـلي وَبَـيادِري = عُــشّــاً لـقُـبّـرَة ٍتـَـلُـمّ بــذاري عُشّاً لِعصفورِ تَحَشْرَج َصَوتهُ = ردّي اليّ مِن َالصّدى قـيـثـاري ردّي الــيّ صَــبابة ًبَـيْــدَ ْرتـُـها = بين اغْـتِـرابـي واغْــتِراب...
" وأنا طفلٌ، كنتُ أقضي ساعاتٍ أمامَ المرآةِ أُقلّد الوجوهَ. ليس لأني أظنّ وجهي وسيماً لا أمَلُّ من التطلّع فيه؛ بل إني على النقيض لم أكن أتحمّله، ذلك الذي هو وجهي، لكن تقليد الوجوه كان يمنحني الفرصةَ لأُجرّب المختلف منها، الوجوه التي تظهر ثم تُستبدل للتوّ بوجوهٍ أخرى، حتى ظننتُ نفسي شخصاً...
أعلى