في الشارع علي مقربة من مركز تدريب وتكوين المدرسين توقفتُ وصديقي علمي ننتظر دورنا لمقابلة لجنة انتقاء المدرسين، بعد تجاوزنا الامتحان التحريري كنا نتوقع أن يبدؤوا بنا نحن الآتين من المحافظات البعيدة ولكنهم خَيّبوا أملنا عندما شاهدنا لائحة العاصمة تتصدر القوائم فتراجعنا بعد محاولات متكررة ويائسة...
تكفي نظرة خاطفة للميدان الغربي في ذلك الفجر لتوقع نتيجة المعركة؛ فقد تناثرت على طرف الميدان أجساد هزيلة، تغطي الأسمال أجزاء قليلةً منها، قابضةً على سيوف لم تتلوث سوى بالغبار. بينما على الطرف الآخر كتيبة صغيرة لا تتجاوز العشرة جنود، تراصوا وقد ثنوا إحدى القدمين على الأرض موجهين فوهات بنادقهم ذات...
رأيتك أنت ونجمة في الحلم. أظنه كان حلماً. إمّا أنه حلم أو شيء أشبه به. ربما تسأل: وما هو الشيء الأشبه بالحلم؟ لست أدري، ولكن يبدو أنه موجود. مثل أشياء أخرى كثيرة جداً ليس لدينا أسماء لها، ومع ذلك فهي موجودة في اللايقين وراء حدود إدراكاتنا. لكن دعنا نسميه حلماً، ذلك أبسط وأسهل. ذلك التعبير هو...
طيلة سنواته التي تخطت السبعين عاما بستة كاملة، لم يترك السيد حبيب الله تجارته التي ارتضاها لنفسه منذ أمد بعيد، فقد باءت كل محاولات أبنائه لجعله يتركها بالفشل الذريع، ففضلا عن أن الحمير كانت وسيلة الأهالي الوحيدة للتنقل وترحيل بضاعتهم كما يقول، فقد كانت كذلك مصدرا فريدا للترفيه أيضا، وهو لا يفتأ...
كان مشهدا وحيدا متكررا في ذاكرته يحاكي في قسوته لسعة السوط علي ظهر عار،كانت الصورة التي تبقت من أخيه هي صورة غائمة لرجل ينتزع أقدامه بصعوبة من براثن الرمال محاولا الوقوف والسير ثم ينكفئ علي وجهه بشفاه متشققة علي الرمال ، يسكن الجسد النحيل قليلا ثم ينهض من جديد مترنحا مصرا علي المسير ثم يسقط من...
كنت وما زلت طيرا مهاجرا " ساكت " فما تزال معرفتى لاتتعدى ناقص واحد فى كل الامور الحياتية ، مازلت اشبه " حمار الحواشة " اعرف سكة " الشغل " والبيت ، مازلت تحت رحمة الاخرين ، سواء الباص الذى اعرف عوالمه وناسه ، او اهل بيتى فيما خص المواصلات ، فلا صداقات تجمعنى باحد سوى صديقتى الامريكية الوحيدة...
قالت نجمة ساخره كانت الغيمة كاذبه ، ٱخذها مخاض الألم فأمطرت حمض ورماد ، تخثر دم النهر علي فؤاد الجزر ولم يمت ، دست الغيمه في فؤاد النهر خمسة دمعات من شهقة روح المطر ، وخمسة طعنات من شهقة روح السؤال ، ثم استوت على الموج تثقب الحلم
صادرت شرطة الضباب حوار الموجة والضفة وإتكاءة الضوء الجميل علي...
بنات الحلة الصغيرات كنسن الساحة في ذلك العصر الاطفال الصغار بمتعة متناهية تنتمي الي اللعب رشوا رمل تلك الساحة بالماء
داخل البيوت كانت النسوة يقمن بتجهيز تفاصيل الافطار الذي سيخرج الي تلك الساحة في الصواني المغطاة بالاطباق الملونة دائما النسوة يتنافسن
في افطار يوم الجمعة يوم الجمعة يوم خاص في...
الزمان : في مثل هذا اليوم قبل أربعين عاماً
المكان : الديوم بحري
تقاطع شارع ميدان عقرب العرضي المؤدي الى قبة الشيخ خوجلي ابو الجاز ومن ثم النيل , مع شارع الزبطية الطولي , المؤدي للشفخانة الواقعة جنوب حي الديوم وشمال النيل الازرق متلاطم الأمواج . وفي الركن الجنوبي الغربي من التقاطع , المنزل الثاني...
هذا زمن الحق الضائع، لا يعرف فيه مقتول من قاتله، ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات، ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك
(صلاح عبدالصبور)
حينما خرجت الخيول المسرجة تبحث عن فرسانها، ضحكت البيوت على أبوابها وعلى عروشه الشجر انكفى. قال سعد اليائس
– يتساوى الخروج والدخول
خرجنا...
أحب الغزالة ريم
تسمر إنسان عيني على خفر تشتهيه الملوك
وتمنحني ثقة بالتأمل ثانية واحدة
في الجمال الحميم
رأيت انتماءاتها أبدعت تشتري عجبي
وانثناءاتها انطلقت تستقيم
ولو أن نهراً سقاها ارتوى
ولو أن سراطاً تناءت عن السير فيه التوى
ولو أن عشاءً يجود نكهته
طمعاً في لماها تأبت عليه
يبيت الطوى
أحبك يا...
اعتدت أن تختلف إلى مكتبك كل صباح، مثل الساعة الدقيقة أنت، تفد للمكتب في الثامنة من الصباح، في الشتاء كما في الصيف، ولم تغير عادتك تلك أبدا، حين كنت تعمل في الدامر أو الفاشر أو في كسلا.. حقا أنك قد خبرت أكثر أقاليم بلادك ولكنك لا تعرف ما هو الفرق، النهار في المكتب، والمساء في النادي.. وهناك دائما...
منذ نعومة أظافري وأنا أنعم بالسكينة والهدوء .. نشأت في أسرةٍ متواضعةٍ .. لم نكن ميسوري الحال ولكني كنت أحب الحياة والناس.. أحلامي بسيطة ولكنها واضحة ..أحب الوضوح وأكره النفاق..صديقتي كانت ودودة ولطيفة ولكن أحس بها حسداً تجاهي رغم أنه غير واضح ولذلك لم أهتم للامر كثيراً.. وكنت دائماً اوبخ نفسي...
إلى د. عمر القراي .. المثقف المستنير..
وإلى فيصل محمد صالح .. الصحفي الحر..
وإلى صفية إسحق .. الشريفة الصميمة.
******
تتمطى بدور فى مرقدها الصغير، قبل أن تفرك عينيها الوديعتين، بقبضة كفيها الصغيرين، تتقلب على جنبتيها، فتعاود عيناها معاينة المكان حولهما، بينما تطرق أذنيها، الأفواج الأولى لضوضاء...