سرد

خمسة مآلهم الجنة: مستجاب الأول لأن جهنم لم تكن اكتشفت بعد، وأم آل مستجاب لأنها أم آل مستجاب، وجبار يتيه في الأرض مرحا قال "لا" لامرأتين متتاليتين ثم قال نعم لأول رجل يقابله، وبليغ قرقعت الحروف في حنجرته حتى وقع بين شطري قصيدة قديمة، ومستجاب الخامس الذي فاته اعتلاء أريكة آل مستجاب مرتين: الأولى...
ازيك يابابا، كل سنة وأنت طيب هكذا قالت زوجة ابنه وهي تضع علبة الكعك على منضدة السفرة، واتجهت الى الحجرة الداخلية لكي تسلم على الحاجة، بينما كان الابن قد أغلق باب الشقة، ثم استدار الى ابيه وقال مبتسماً: ازيك ياعم ابوسليمان وابتسم ابوسليمان وقال: أهلا ياسليمان كل سنة وانت طيب وأنت طيب، ولاحظ أن...
كانت تجلس علي الفراش الكبير مائلة في الحجرة شبه المعتمة بجسدها الممتلئ وشعرها الأبيض المنكوش، عندما ارتفع صوت جرس التليفون في الفيلم المعروض بالتليفزيون في الصالة. وهي سمعت هذا الجرس وقالت: حد يرد علي التليفون يا ولاد ومالت علي جانبها الأيمن، ولم تقم بعد ذلك أبداً. وفي الصالة، كان هو يجلس بجسده...
كان يجلس على الكنبة يتفرج على التليفزيون وهو يريح ظهره إلى المسند الخلفى، ساقه اليمنى مدلاة وفى نهايتها فردة الشبشب، وساقه اليسرى مطوية تحته. كان يبدو مشغول البال وشعر دماغه الأبيض منكوش ويتحدث مع نفسه قليلا. وفى ذلك الوقت بالضبط كانت هى تدفع ستارة البلكونة وتدخل مختفية تحتها. ثم بدأت تظهر فى...
قرأت مرة فى واحدة من صحفنا السيارة أن مواطنا عاد من العمل، وعندما اقترب من البيت رفع رأسه ووجد أن زوجته تطل من البلكونة شبه عارية، وأن عشيقها يقف إلى جوارها بملابسه الداخلية ويدخن السيجارة، وفى حينها، أسرع هذا المواطن إلى قسم الشرطة واشتكى. أنا استغربت من المشهد وسويت عنه حكاية صغيرة تلبية لمطلب...
ما كادت الفاتحة تقرأ ويسترد يده من يد الرجل، ومبروك! ويتأمل مليًـا البقرة التي حصل عليها، ثم يتوكل ويسحبها خارجًا، حتى بعد خطوات قليلة وضع فلاح شاب طويل مهول يده فوق اليد الممسكة بالحبل، وبقوة الضغط والعضلات أوقفه قائلاً: - ألا قول لي يا شيخ.. بالذمة والأمانة والديانة.. وقعت بكام؟ وحتى لو لم...
ليلة من ليالي الخريف وهو في غرفته يحاول أن يبعد عنه الهواجس والأفكار، ليستقبل النوم... إلا أن رياح الخريف كانت تهز خلال الأشجار فيبلغه صفيرها ويوقظ في نفسه أحاسيس حادة حاول بغير جدوى أن يتلافاها. لا يدري لماذا يذكره صفير الرياح بتجدد الطبيعة وتهيئها للتغير، كل شيء يتغير ويتجدد من حوله... الرياح...
أخذ صاحبي اللبق الذي عرفت فيه ظرفه وخفة روحه يمهد للحديث كعادته، ويستعد لرواية قصصه المثيرة ووقائعه المسلية. إلا أنه لم يكن هذه المرة يبدو مرحا كما تعودته، ولم يكن يستخفه الحديث فيسرف في القول أو يرسل النكت تباعا، ساخرا من الناس ومن الزمن، وحتى من نفسه أحيانا، لا يدخرها إن استدعت الظروف أن تأخذ...
اشترى الغالي التمسماني تذكرتي سفر له ولزوجته الشابة إلى مدينة (أكادير) في الحافلة التي تغادر(الدار البيضاء) في الحادية عشرة ليلا. ونظر إلى ساعته، فوجد انه ما يزال نصف ساعة على خروج حافلته، فسأل زوجته: هل تريد شرب شيء بمقصف المحطة قبل الركوب؟ وجلسنا إلى مائدة، وطلب الغالي لنفسه "اسبيريسو" وطلبت...
هذه صفحة من تاريخنا الوطني المعاصر، تحكي قصة رجل بسيط أحبط مؤامرة استعمارية خبيثة كانت ستغير مجرى الأحداث في مرحلة بداية الاستقلال الدقيقة.. أحبطها دون أن يدري... لم ينتبه جليسي، وهو يروي لي هذه القصة إلى خطورتها.. فقد وردت عرضا، وكاستطراد من استطراداته الشهيرة، في سياق حديثنا في موضوع آخر ...
كانت المدينة الصغيرة تنهض متثاقلة من سباتها العميق فقد هل الصباح وإن حجبت خيوطه الفضية جلابيب الضباب الرمادي الذي تساقط على الأزقة فأخفى العمال والتجار والطلبة وهم يتدافعون إلى حقول عملهم. وكان عسيرا على الزائي أن يتبين ذلك الرجل السائر بخطى وثيدة متثاقلة فقد كان أحمد عبد العزيز يبدو من بعيد...
كان العرق البارد يملأ جبهتي العريضة، وجسدي يرتعش في جنون، والشاوش ببذلته الزرقاء الموشومة ينفث دخان سيجارته في الهواء، ويحتسي بين الفينة والأخرى الشاي بصوت مرنم مسموع، ثم يلتفت إلى«شاوش» آخر ليقول له: أنت تعرف صنع الشاي إذن... لقد راق الرئيس كثيرا... وتقدمت منه بخطاي البطيئة، وأنا ارتعش...
ظل العدلان السيد (زين الدين) والسيد (منير) يتدارسان رسومهما منذ أفطرا معا حتى أذن مؤذن الظهر، وقد طرب السيد (زين الدين) لصوت المؤذن، فقد كان يظن أن هذا الصوت سيعجل بانصراف زميله، ولكن ظنه كان خاطئا، فلم يبد السيد (منير) ما يشعر باعتقاده أن لهذه الجلسة نهاية، وبالرغم من أن السيد (زين الدين) لم...
وحينما تختفي قوة الإنسان الجثمانية، لا يجد بدا من أن يستعيض عنها بقوة أخرى، وخصوصا إذا كانت تلك القوة الجثمانية قد صرفت طاقتها في أسباب العراك والخصام التي كانت تذهب في كثير من الأحيان إلى حد العناد والتحدي والاعتداء أيضا، أما القوة التي استعاض بها هذا الشيخ الطاعن في السن قوته الماضية، فكانت...
كان مساء .. وكان برد وهواء وكان صوت العاصفة يدوي في الفضاء. وكان صديقي يسير مخيفا كالشبح. فإنما كأفكار المتشائمين والظلمة حوله كثيفة كئيبة توحي الحزن، وتبعث الهلع، فقابلته صدفة فقال لي والدموع تنهمر من عينيه: تشتري مني ذكرياتي؟ قلت: بكم يا صديقي؟ فقال: بنجمة لامـعة و ـ كوكـب مضــــيء ينير لي...
أعلى