قصة قصيرة

تمرّ ذكراه في خاطري فيبتهج قلبي. أحيانا.. يحدث العكس. ولكنني اعتقدت دائما أنه هو البطل. أتذكّره فأحسّ بالأسى والحزن على "أبو محمد"، الذي اختصر حكاية عذابنا وعذابه. الأرض أرض أبونا... كان يقول. كان يردّدها عشرين مرّة في النهار الواحد، ويقرنها أحيانا بجملة التصقت بلسانه يرددها أكثر منها "اللي...
قال وهو يروي قصة دامت ثمانية عشر عاما .. يزاول طقوسها في صباحات أيامه وظهريتها ومساءاتها: دخلت الحمام..وخلعت على عتبة نجاسته طهارتي .. وتوضأت بماء البول.. ونشفت أضلعي بصفحات القرآن..ثم أقمت الفساد لصلاتي واستقامت في نفسي.. وأعلنت التكبير له .. ووجهت وجهي لقبلتي وسجدت بين قدميه.. كان يعتلي عرش...
حلم الهجرة.... مستقبلٌ جديدٌ مضيء.. أم زاوية أخرى مظلمة من العالم؟ الزمان: شتاء 2007 م. المكان: المطار - العاصمة الأردنية عمان. أصواتٌ مختلفة تعلو تارةً وتخفت أخرى، زحامٌ شديد ووجوهٌ كثيرةٌ حوله في كل مكان، يتحركُ ببطء وسطَ الباحةِ الكبيرة، منكسرَ النظرات منحني الظهر يحكم بإحدى يديه غلقَ...
الجو المسائي البارد والهواء الذي يتسرب الي العظام يجعل ركاب الحافلة منكمشين. المسافة من العاصمة إلي قرية أبوالحلوات ، تستغرق ثلاث ساعات في الحافلة. السائق يرتجف رغم شعوره بالسعادة .. لم تسعه السيارة والأرض التي تمشي عليها .. سيعانقها عندما يصل ويقبلها ويستسلم لقهقهات رقيقة تراقص الشفتين...
من حين إلى آخر ،كان يذهب إلى بيت الزواحف ، لاينطلق سوى فى اتجاه وحيد اعتادت عليه قدماه ، هو قاعة الثعابين ، يلج هذا المكان ذا الضوء الخافت ، والهدوء المريب ، شاعرا بهذا التيار الخفى الذى يسرى فى أجواء القاعة. إنه إحساس مقبض يخترق أعصاب بعض الحضور ، الذين يتجمدون أمام الصناديق الزجاجية وهم...
حدق الحارسان فى بعضهما طويلا, كان كلاهما جالسا فى كوة المخفر الخشبى, فوق أكياس الرمل, مدليا ساقيه, واضعا مدفعه الرشاش على فخذيه. كانت الشمس تتألق فى السماء, وظلال الأشياء صارت عمودية تحتها تماما. وأخذت أشعتها تلهب قدمى الحارسين, مخترقة طبقة من الرمال الدقيقة على حذاءيهما فغرقت أقدامهما فى العرق...
– يا لكلود !… يا لكلود ! صاحت مارغاريت ممّا جلب انتباه كُلّ الطُلبة وانتباه المُدرّسة كذلك… فصاحت في صوت خرج من أنفها قبل فمها: - ما بك يا عاقة؟ ما به كلود… – لقد كان غبيّا… لقد كان معتوها… أكثر عتها من… – لقد قُلت لك ما به يا… وكانت على وشك النّطق بلفظة “الحمارة” النابية عندما دخل المُدير،...
قصتنا اليوم – يا من تقرؤون – سيرويها أبطالها .. وهم ليسوا أبطالاً إلا لأن قصتنا تتناولهم ، هم بالحقيقة صعاليك مجهولون وفاشلون..طرطشاتٌ مائية تنقذف من برك الطريق عندما تشقها عجلات السيارات المسرعة .. ومن يأبه بتلك الطرطشات الموحلة .. بل على العكس يتحاشاها الجميع وينظفون ثيابهم لو تطرطشت بها ...
ـــ أطياف النطق: هناك في نهايات الأسقاع المجبولة على التمدد نحو اللامتناهي، حيث لا طير يشدو ولا زهرة تغامر بالنماء، هناك حيث لا تستقيظ الشمس إلا وهي تفرك عينيها المغمضتين في انشداه طفولي لخلو المكان، هناك تقيمين إلى جوار كثيب رمل قد نحتت الريح الغاضبة قمم جوانبه في عناية فنان، وأسلمت...
الجو جميل اليوم يا زهرتي الليلكية وروحي بعد فراقك بدأت تتماثل للشفاء... أصبحت أحس بكلام الناس من حولي، أفهمهم وأراهم وبدأت أسعى إلى لقائهم كي أسمعك في أحاديثهم وأراك في ابتساماتهم و هم يتذكرون كيف كانت حياتك و إياهم... الكل هنا يا زوجتي الحبيبة يتحدث عنك: بناتك، أحفادك و تلاميذك بالمدرسة وناس...
كنتُ صبيّا مشاغباًُ،وكثيراً ما كنت أرافق والدي إلى معسكرات الجيش،فأقود سيارة اللاند روفر الخاصة به دون خشية،في فضاء المعسكر المفتوح،وأعبث بالسلاح المفرغ من الرصاص،أو أقلّد حركات الجنود أثناء الطابور! كلّ هذه الإمتيازات كانت من بركات كون والدي وكيل السريّة،المسؤول عن منح الإجازات،وصرف...
لم اعرف عنه شيئا سوى انه زارني بالدائرة عندما كنت مسؤولها الاكبر.. مرة او مرتين او ثلاث لا اكثر لاسداء بعض الخدمات البسيطة له والتي كانت بالتأكيد قانونية.. لتسهيل امر نقل قريب له على وفق الضوابط او للاجابة عن بعض الامور المتعلقة بالدراسات العليا.. فيما يخص حصة دائرتنا السنوية منها التي لم يعطه...
الثكنات الهندسية الشكل تبدو رائعة والسيارة تسبح في بحر الشارع تطوى الحقول الخضراء على جانبيها , والبحر أمامها يقترب , والشمس عذراء تتستر خلف الغٌلل البيضاء وتطل من بين الأغصان , وكان الهواء النقي يضرب وجهي بعنف , ويعبث بمعطفي الرمادي , ويخبط شعري , والشوارع المتسعة هادئة جداً تلهو فيها الشمس...
في كل مرة تمر علي دار القابلة " أم عفيفي "في مدخل العمار ، تحتك بحائطها ، وتبصق ثم تلعن " سنسفيل " أبيها لأنهما لن تلتقيا مطلقا . "وقف … اثبت مكانك …. البندقية معمرة …. أي حركة قول علي روحك يا رحمن يا رحيم " ولم يتوقف المتحرك عن الحركة ، ولم يثبت مكانه !! ، ومع هذا لم يكلفه ذلك حياته ،...
لم يرها قبل ذلك ، لكنه أحس أنه رآها منذ ألف عام وعام ، كان مدفوعا إليها بقوة لا يدريها أو يشعر بها من قبل ذلك ، كانت جميلة كوردة تفتحت تواً وابتسمت للسماء ، وضعت يدها على جبهته وسألته : - أما زلت وحيدا ولم تحب ... ؟ - لم أحب قبل ذلك - لماذا .. ؟ - لم أجد من أحب ... أو ماذا أحب - ألم تحب...
أعلى