قصة قصيرة

عشقْتُ الظلمة والوحدة، لكن لقاءَك يا " بو " بدّد وحدتي، وأنار ظلمتي. بأحد الزوايا المظلمة وجدتك، صحيح كان الأمر صدفة، لكنك كنت تتربص بي بكل تأكيد. كان لديك نية مبيتة لتحرمني من عشقي. أعرف نوعيتك، تصر أن تنتقم من كل محبي الظلام والوحدة. أنانيتك فاقت كل الحدود. أنت لا تحب أن يشاركك أحد الزوايا...
كان مدمن خمر، ورغم ذلك فقد عاش طويلاً، وحين ذهبت لحضور جنازته، بالكاد كنت أكتم ضحكاتي، وأنا أستحضر المواقف التي جمعتني به، كان يكبرني بجيل أو رُبّما أكثر، ولكنّ مجالس الشُرب والمنتديات الثقافيّة والمساجد،كانت أكثر ما يجمع الناس، ويؤلفهم أو حتّى يفرّقهم، في تلك الحقبة العاصفة من تاريخنا المشحون...
لف حول الطاولة الكبيرة التي تتوسط المكتب بكرسيه المتحرك، اتجه نحو المكتبة، تأمل رفوفها المثقلة بأمهات الكتب ـ كما يقول ـ تناول مجلدا من بين مجموعة لم يقرأ منها غير أغلفتها الخارجية٬ مرر أصابعه اللامعة على الحروف البارزة والمحفورة على الغلاف، خبث في داخله أوحى له “أنت الموظف السامي”، نظر إلى صورة...
"كل بقاء يكون بعده فناء لا يعول عليه، كل فناء لا يعطي بقاء لا يعول عليه" ابن عربي عاد للتو من جولته الصباحية التي يقوم بها كل يوم، ليتفقد ما يؤول إليه تدبير كل شؤون ضيعات ومؤسسات، وجد نفسه يوما مشرفا عليها ومهموما بتسييرها؛ ولا يمكنه في أي من الأحوال أن يتخلف عن أداء مهمته. يضع حقيبته جانبا،...
"عندما كنت طفلا، كنت أرى العالم بألوان مختلفة، فأبحث عن ظلها في ذاكرتي. لكن، سرعان ما يتغير اللون الذي ينسج روحه من ظل دمي". (هـ.ن) لم يكن وايل تيري القادم من لندن، منسجما في أغلب الأحيان مع الخارج إلا بفعل العادات فحسب، في أغلبها عادات بيولوجية تتم عبر الفعل المسلط على المادة؛ كأن تأكل حتى لا...
لكل مدينةٍ حكاية… وحكايةُ مدينة الجدار تبدأ وتنتهي عند الجدار! مدينةٌ صغيرةٌ نائية، لا تظهرُ ملامح أرضها في خرائطِ المحافظة، ليس لها اسمٌ و لربما كان لها فيما مضى قبل أن يتناساه الناس ولتكنى منذ ذلكَ الحين بـ(مدينة الجدار)! يسألكَ أحدٌ ما: من أين أنتَ؟ فتجيب: من مواليد مدينة الجدار. يعرفكَ...
يرفض الاب زواجهما، يصر على الرفض، يؤكد في رفضه عدم صلاحية الطلاب الشباب الى الزواج، تتشبث من جانبها بحتمية الزواج، فالحب كفيل بانجاحه عشقا تشبهه بليلى في أساطير الحب وقصص أيام زمان، وعدته في خلوة بريئة ستكون له وحده، حبيب هو الاول وسيكون هو الاخير، وعدها بعرش يقيمه لها وسط الضباب.يعاود الاب...
أقود سيارتي على الطريق الممتد أمامي كأفعى، الاستاذة النخلة إلى الجنب مني. لم تفتح فاهها بكلمة. تبز عمقينا أبر تحملها إلينا رياح الصمت الهابة من جوف السيارة، منا على وجه التحديد ألتفت إلى اليمين واليسار الطريق تخفي جانبيه عني ظلمة الأنحاء حولي. حبيبتي أمل، أستاذتي النخلة، تبعدني عنها، رياح الثلج...
اعتلت (راشيل) برج المراقبة للمرة الأخيرة، ووضعت المنظار المقرب على أنفها المعقوف وصوبته اتجاه الغرب، ثم نادت بأعلى صوتها : – شالوم.. شالوم، أرى كل شيء هادئ في الضفة، يا حبيبي. ثم هبطت مسرعة واقتربت منه وكان يدير قرص الهاتف ويصغي بانتباه. – آلو.. مامي.. هنا (شالوم) أتمنى لك عيدا سعيدا. – آلو...
منطقة تكتظ بنخيل البرحي، سيد النخيل في الجنوب. نهر يشطر قرية. هادئ كساكنيها. يهب الحياة فتزهو ولا يَمنّ على أحد. شهد ولادات الشيوخ وأجداد الشيوخ. . وقتٌ مجيء الماء فيه معروف. ببطء كسريان الخمر يسري في القرية. ينعشها. يرتفع مستوى ماء النهر. الأطفال يعرفون وقت ذروة ارتفاع الماء. يركضون. يرمون...
لا أدري إن كان ما وقع في حلْمٍ، أم في واقع، أم في حلْم يقظة. كل ما أدريه أن وقعه في وعيي قائم بنسجه بطريقة غريبة. مثل المطلق يصهر الحاضر في الآتي أو في الماضي. استحضر كل هذا و انطلق في حكيِه.ـ داخل دائرة أفق مستدير و محيط من كل الجوانب، كنتُ أحضره و بجانبي زوجتي و نصفي الثاني في الحياة. كان...
تحت أضواء المهرجان ومن قلب الضجيج ، يشاهد صغارًا يتراكضون ، يتنادون بأسمائهم وأصواتهم الغّضة ، كبار يحملون بحبّ معاطفَ وأحذيةَ صغارهم..، يتجوّل ذاهلًا عما حوله ، رفع نظره في السماء فشاهد ضوءًا لامعًا ، بدا صغيرًا ربما لأنه بعيد ، تلمّس الأمر باهتمام واهن ، ربما طائرة تحلّق بعيدًا أو نجمة...
فر من بلاده و نجا من الموت باعجوبة كاد ان يقتلوه لانه لم يتحمل النفاق و يمسك فاه من انتقاد نظام ظالم لم يستطع ممارسة النفاق كي يمدح الفاسد و يشكر الجائر و يتملق للمستبد فاستدرجوه في فندق جميل المنظر بالخارج و من داخل يمتليئ كل اركانه بالخوف و الذين يديرون ذلك الفندق اياديهم ملطخة بالدماء و لا...
- بالحق يا أميرة ، ما أخبار الوافد الشمالي ؟ قالت الوصيفة الشابة لصديقتها الأميرة وهي تصب لنفسها ولها كأسين من نبيذ بينما شمس الصحراء تلسع جسديهما البرونزيين من خلال أغصان النخيل منتصف نهارٍ ما - اجتمع والدي الملك المفدى بسبعة عشر من حكمائنا . وحضر الاجتماع اثنان من التجار وقسيس وأحد رجال الوافد...
دخل الشاب الاربعيني** الوسيم إلى *استقبال أحد بنوك العاصمة* بكامل وقاره وهندامه الأنيق جلس في كراسي الاستقبال وأخذ يتجاذب أطراف الحديث مع أحد* الجالسين* بجواره ،قطع حديثهم العابر هذا صوت* جرس الجهاز الذي ينبه الجالسين بالاستقبال باظهار رقم على الشاشة يطابق الرقم الذي عادة ما تأخذه من الماكينة...
أعلى