قصة قصيرة

حلمت وأنا مستغرق في نومي ــ إذ هناك من يحلم مستغرقا في يقظته ــ أنني في مكان كأنه قاعة درس، به طاولات مصفوفة، ومكتب يبدو بعيدا بآخر القاعة. كنت أجلس على طاولة وكأنني تلميذ يتابع درسا، ولم يكن بالمكان أحد سواي، ليس هناك مدرس يلقي درسا ما، وليس هناك متمدرسون يتابعون. بعد لحظة، واللحظات في الحلم...
فقدت أخي الأصغر لسبب غريب، ولم أتوقع أن يأتي يوم تصدر فيه المحكمة حكماً يقضي بإحالته إلى دار الأحداث.. قتل أخي عجوزاً طاعناً في السن، وهو لما يبلغ مبلغ الرجال بعد.. إنه ينجذب الى ألوان بعض اللوحات وأشكالها، ولم نستطع توكيل من يدافع عنه سوى محام مغمور سيء الهندام يعاني صعوبات مادية مثلنا، وكان...
أمسك الشيطان بقطعة قماش مبللة ، ومسح من ذهنها أن بشائر الباذنجان ظهرت . وهكذا نسيت زوجة بسيونى ، أن تقيد يدي ورجلي زوجها إلى قوائم السرير! من ثم سيتسلل كالهر ، ليضرم اللهب في كل ما تصل إليه يداه ! قال الطبيب انه يكون تحت تأثير آلاف الإبر التي تخزه داخل وخارج جسده . أما العلاقة بين النار...
كانت حرارتهُ المرتفعة هي السبب الوحيد في بقائي بجانبه رغم أنَّني لا أطيل البقاء عادةً مع شخصٍ انتهى مني.. عندما تعافى وفتح عينيه كانَ أولَ ما قاله : ما الذي وضعكِ على هذا الطَّريق! بالعودة لبداية كل شيء فإن الأمر قد بدأ عندما كنت في الثَّالثة و العشرين من عمري, كنت قد أنهيت دراستي الجامعية و...
وأنا أتسكع بين حاويات القمامة بتلك المدينة، ألملم أشلاء جراح السنين، وألتهم ما تبقى من رمق الحياة البائسة، وأعبُّ من كؤوس الحرمان آخر رشفة. وجدتُك فجأة أمامي، بكل جلالة قَدْرِك، كُنتَ مطروحا قريبا من حذائي المثقوب. ها أنت الآن بحضرتي، أنا الذي كنت آمل يوما أن أمثل بين يدي حضرتك. يا لِسُخرية...
كانت تحت الغطاء الدافئ ممددة على سريرها بدار العجزة وكنت ممسكة بيدها، نظرت إلى وجهها الشاحب وجسمها النحيل ورأيت دمعة ساخنة تنزل من عينيها نحو أسفل خدها ويداها ترتجفان بين يدي. سألتها بكل حسرة : حبيبتي ما يبكيك ؟ هل تخافين الموت ؟ ألهذه الدرجة تخافينها رغم كبر سنك وكثرة نكباتك وفواجعك، ألهذه...
قرعت الحرب طبولها ، واُستدعيَ شباب القرية للالتحاق بالخدمة العسكرية . ذهبَ مع الملتحقين من نظرائه . في يوم مغادرته عثرت والدته على حمامته ميتة في باحة الدار . لم تكن الحمامة تشكو مرضاً او تعاني شيئا كما كان ظاهراً ، الامر الذي جعل الأم تستغرب موتها ، وتبكي أيضاً ، لأن ابنها ربى الحمامة مذ كانت...
الأمطار تتزاحم ، تهافتت الغيوم حتى كادت تلقي بنفسها نوبة واحدة ، كانت الشوارع تلفلف نفسها بركاض الناس ، تتصدى البرك الصغيرة الملطخة بشوائب الأحذية ؛ لوقوع الأطفال الذين كانوا يلعبون منذ وهلة ، كانت نهيرات صغيرة تنهمر إلى بالوعات الشوارع الجانبية ، و يزيدها حثيث مياه الصرف الصحي ، كانت المياه...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها توفيق بن صباح يوشع المفرجي (متسليح بن صفر يهوشع المرحيبي، ١٩٠٢- ١٩٧١، حولوني، ابن وحيد، أربع شقيقات، رئيس عائلة يوشع المفرجي) بالعربية على الأمين صدقة (١٩٤٤- ) الذي نقلها بدوره إلى العبرية، نقّحها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار...
تتكدس الغيوم متراصفة ، خالقة بساطا من الحجب يغيب خلفه إمتداد السماء ، سماء سوق مريدي التي نسيت الصفاء ، حتى في الربيع تفوفها نسائم مخربشة ، تنغرز في الوجوه مثل شوك لا يقبل الهوادة . كان اللون الرمادي مخيما على المكان ، مثل ما كان دائما ، و سيبقى ، هذا الرماد التي تأنف الريح من ذروه . السوق هادئ...
من وراء الأحجار الطينية الملساء ، كانت عائشة تنظر إلى الساقية تسيل ماءا زلالا .اقتربت من مجراها ...فأخذت تعبث بعصا ، ترسم دوائر تضيق على الطين المبلل. ينعش خرير ماء عين " بوتلمسيردين " نفسها المتضايق ، دلفت بحذر شديد ، تحت أشجار الدفلى المتشابكة الأغصان و الأوراق تجر رجلها المعقوفة إلى الوراء ؛...
عندما انتصف الليل، ارتمى علي على كرسي سيارة الأجرة متعباً… صوت أم كلثوم أضفى عليه هدوءاً أليفاً بعد يوم صاخب. لم يكن معتاداً على الحديث مع السائقين… لكنّ وجود شريط أم كلثوم بصوت منخفض في السيارة جعله يشعر بوجود شيء مشترك بينه وبين السائق: الله.. ماأجمل صوت أم كلثوم… إنه ينقلنا إلى عالم صافٍ ...
" وردية " تصغر زوجها " قدور" كثيرا ، رابضت و إياه في خنادق الحقل و البيت .. خرود ولود .. شمرت عن ساعديها ، و بنت و إياه على أنقاض جُحر التابوت المتهالك منزلا حديثا من ثلاثة طوابق ، و دكانا نذرت نفسها فيه بائعة حاذقة ! حازت نصيبها من الإرث و الكراهية من إخوة أشداء ، و أفلحت في تحقيق حلم زوجها ،...
أيقن أن الرصاصة القادمة ستكون لا محالة من نصيبه، تخترق صدره وتستقر تماما في القلب، يتساقط العشرات من حوله بالرصاص الحي المنهمر عليهم كسيول جارفة، فيما تصنع القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية سحابات من دخان أسود ورائحة خانقة، يعرف قليلا ممن يحيطون به بدرجة أو بأخرى، فيما يظل أغلبهم مجهولين...
كانت فاطمة و يزة ، من بين المدعوات الرسميات لحفل المساء ... و كانتا مع مجموعتهما الغنائية و الراقصة ، من المفضلات في سهرات الرايس ـ المرشح ، و سهرات الضيعة الخاصة ... لا زالتا في ريعان شبابهما و نضارة جمالهما و طراوة جسديهما ... وجدت مجموعتان أخريتان ن نصبت لهما خيمة كبيرة في باب الضيعة ... أقلت...
أعلى