شعر

في الحرب كنت أضع كتبي في صندوق عتاد مدفع الهاون حتى صار الجنود يعرفونه فيقول أحدهم متندرا هذا صندوق كريم جخيور قنابل كاملة الحشو لكنها لا تقتل حين فتحه الضابط ذات رمي داس عليه بالبسطال وأمر الجندي بالرمي بعد ثماني سنوات مات الضابط فيها وانطفأت الحرب و ظلت كتبي تشتعل وأنا أحملها من بيت الى آخر...
كَانَ الْمَسَاءُ يَنْفُضُ الْفَرَاشَاتِ عَنْ قُبَّعَتِهْ ، وَكَانَ هَذَيَانُ أَجْرَاسِ الْجَدَاجِدِ يُوقِظُ أَسْرَابَ الْيَاسَمِينْ ، وَالصُّقُورُ تَنْسُجُ فِي الْفَرَاغِ سَمَاءً أُخْرَى أَقَلَّ ضَرَاوَةً . وَبيْنَ قَارَّتَيْنِ عَجُوزَتَيْنِ مِنْ عِظَامْ ، مَدَّتِ السَّلاحِفُ أَرَاجِيحَ...
يزأر وحش المصيبة يغرس أسنانه في البرتقالة ونشيدها كفي المرتعشة تومئ لرقص سنابل الشعير في الأكياس المليئة بالقش تلمس حائرة جثمان وردة الأقحوان اصمتي مثل غيمة تشتهي شجرة زغردي مثل غيمة فاض صبرها فمارست الحب مع شجرة أمام مركز البوليس مثل فتاة تذوب بستارة النافذة المبلولة بالوردات عوّلتُ، مددت...
البلاد التي ترفع ياقتها متبخترة جيوبها مثقوبة وتحت إبطيها أوراق مصفرة كأسنان المدخنين ووجوه المصابين بسوء التغذية نأخذها الى الصلاة نكثر لها بالدعاء ونسبح بجمال نسائها وحين نأخذها الى البارات وتدار الأنخاب لا نشرب غير أناشيدها البلاد التي نأخذها معنا الى المدارس ونقف أمامها خاشعين حين نتلوا...
سأتجاهل رائحة الطين ، وتأنيب المطر، والغصة التي استقرت في صدري طويلاً وأبحث عن عزاء ملائم لوضعي الذي لن يسمح بأن أفسر شفتيك على النحو الذي أتمنى أو أن أنفض قطرات الندى عن بتلاتك المائلة للاحمرار أو أن أخفف من حدة الهوس الذي ينتابني كلما أدركت أنك لست بجانبي في هذه اللحظة ولن تكوني كذلك .. عندما...
أنا الذي لا نأمةٌ. هل مات من كانوا هنا؟ لا كلمةٌ تَرِدُ اللسان – الانتظارُ أم الهجوم؟ أم التملّصُ من … كهذا الصمت حين أُهيل جمرَ تحفُّزي حتى يبلّدني التحامُ غرائزي: أرعى كثورٍ في الحقول أنا نبوخذُ نُصَّر – تُلقي الفصولُ إليَّ أعشاباً ملوَّثةً، وأُلقي النردَ في بئر الفصول – لأجتلي سرّاً يعذّبني؟...
لقد اتفق الرواة وعلى اختلاف مشاربهم ومدى قربهم من مقعد بيت المال أن البلاشفة إذا دخلوا قرية زادوها جمالاً وعلموا أطفالها مفاتن الورد وكانوا على زهدهم كبيرة لاءاتهم وبيارقهم عالية وقاسية وكلما أخذتهم المنافي وضاقت بأحلامهم أقبية الولادة حبّروا أوراقهم بأسئلة الحياة وأقاموا للشمس منازل...
حين كتب مرثية اتضح أنه تغزل بحبيبته النائمة في متجر الفواكه ومدثرة بعباءتها الفحمية حين كتب غزلاً شاهد حبيبته تستيقظ و تداعب كحلها المعجون بالدمع ومياه السقي كحلها المنتشر بين الأغنيات المهيٲة للغد كٲنها الحنطة المسلوقة في نهاية الليل. حبيبته تهمس. : لا تٲخذوا الموتى لمقبرة بعيدة ما أجملهم هنا...
مقرفصين في الظلام نأكل من ماعون فوق جريدة مفروشة على الارض كانت الجرذان تثب وتطف الطعام من بين اصابعنا ثم تقف امام جحورها متأهبة لغارة جديدة. وفي الليالي الباردة كانت تندس بين افخاذنا فنرى جرذا عملاقا في غابة يجر وراءه فتاة باكية مربوطة من عنقها بحبل في الصباحات , سامعين البلبل يغرد فوق الشجرة...
مضى كل شيء إذن لم يعد أحد يلتقي أحدا أغلق الناس أبوابهم واستراحوا ولم يتركوا كوة في نوافذهم يتسلل منها الضياء كأن النهار الذي كان ما بيننا لم يكن لماذا إذن تتسلل نحوي حمامة هذا المساء وقد أغلقت دونها الشرفات وكل شقوق الوطن على وجهها بسمة المتعبين وحزن اليتامى وغصن من الدمع في جفن أم شهيد تحركه...
سأنصت سأنتظر سأتصالح لما يترشّح من نحاس النسيان. ولكنه ليس بنسيان؛ إنه البياض الذي يحيط باستوائيات عقولنا الجافة. أتولُّهٌ جديدٌ بافلاطون؟ كلا اللوعة لوعة اللاوصول اللاوصول إلى أين؟ غريب ان توقَظَ الأحياءُ بأسمال الرعب أسمال الجغرافيا.. فلتكن أسمال الملوك.
أغمضت المقلتين ومضيت بعد إنطفائها مازال الانتظار مرتحلٌ والذي لايجيء قبضُ رمادْ فالتجيء له وأهجر الجدار وسادتك الرصيف وطعامك بقايا فضلات المزابل التوجس والدهشة والحيرة وأيام اللاجدوى فراشك وغطاؤك وزادك دوما فأغمض المقلتين كذلك أنت إلى الأبد مازلت مرتحلا وستظل، داخل روحك فإلى متى ياعقيل علي مامن...
جئت الى { نادي الادباء } مهووش الشعر، غريباً، وجلاً، مرتاب فلقد أنبأني ملكُ الافاقين السبعه بأن صديقي الشاعر قد ضاقت انشوطتهُ والدنيا خطت دائرة النار حواليه بجناح غراب لكن البواب يرجمني بحصاه ويطاردني بعصاه أحني رأسي حتى بوز حذائي غير المصبوغ كأجير مصريٍ في بارٍ لسراة القوم -عفواً أن صديقي...
جَسَدِي قَطْرَةً قَطْرَةً يَتَسَاقَطُ. آهْ . أيُّ عَاتِيَةٍ قَدْ رَمَتْهُ عَلَى بُعْدِ شِبْرَيْنِ مِنْ مِخْلَبِ الشَّمْسِ كَيْفَ ٱسْتَطَعْتَ عُبُورَ ٱلْفَيَافِي وَلَمْ تَتَوَقَّفْ أَمَامَ الْمَحَطَّاتِ بِضْعَ دَقَائِقَ كَيْفَ ٱسْتَطَعْتَ التَّوَغُّلَ فِي جَوْفِ ذَاتِي الَّتِي نَسَجَتْ...
وقالَ نسوةٌ من المدينةَ ألم يزل كعهدهِ القديمِ في دماكِ بعدْ ؟؟ عذرتَهُنّ سيّدِي !! أشفقتُ ينتَظِرنَ أن أرُدْ ! وكيف لي وأنتَ في دمي الآن بعدَ الآن قبلَ الآن في غدٍ وبعدَ غدْ .. وحسبما وحينما ووقتما يكونُ بي رَمقْ .. وبعدما وحينما وكيفما اتفَقْ !! عذرتَهَنّ سيّدي فما رأينَ وجهَكَ الصبيحَ إذ...
أعلى